أثارت الأخبار الواردة، وغير المؤكدة، من العاصمة القطرية الدوحة
الاستغراب والدهشة حول نية مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع (QF)،
الاستفسار من نادي برشلونة الإسباني بطل الليغا وأوروبا بكرة القدم عن
فحوى الرسالة التي بعثها نجم الفريق الكتالوني جيرارد بيكيه للعالمين
العربي والإسلامي من خلال وقوفه أمام حائط المبكى خلال زيارته الأخيرة
وصديقه المعنية الكولومبية شاكيرا لإسرائيل.
وتعترف مؤسسة قطر كما الجميع بحق اللاعب بيكيه في زيارة الدولة
التي يريدها في الوقت الذي يريده طالما أن ذلك ليس مرتبطا بخطة والتسويق
والترويج لقميص برشلونة والذي سيحمل شعار المؤسسة اعتبارا من الموسم الحالي
2001-2012 وحتى العام 2016 مقابل مبلغ إجمالي يزيد عن 166 مليون يورو.
ولكن المسؤولين القطريين ربما يريدون الاطمئنان إلى أن اسم مؤسستهم
المعروفة على نطاق عالمي لن يتورط في أي نشاطات يقوم بها إداريو أو مدربو
أو لاعبو برشلونة مع جهات إسرائيلية خلال فترة وضع "اللوغو القطري" على صدر
القميص الكتالوني.
ولا يتوقع من الناحية البروتوكولية أن تقوم قطر بتقديم هذا
الاستفسار، لأنه وبكل بساطة ليس منطقيا، خصوصا وأن الجواب سيكون كما هي
عادة الأوروبيين وأهل الغرب "هذه حرية شخصية"، مع العلم بأن إسرائيل نفسها
شنت حربا إعلامية شرسة على مؤسسة قطر واتهمت برشلونة برعاية الإرهاب
استنادا إلى نشاطات المؤسسة في تعليم أبناء غزة المحاصرين، دون أن يلتقي
النادي الكتالوني بالا.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه فعلا على المسؤولين القطريين هو: لماذا
هذه الرعاية، وبهذا المبلغ الكبير من المال لنادي أوروبي لا يمكن مجرد
توجيه اللوم أو العتاب له؟ ألم يكن أولى أن تذهب هذه الأموال الطائلة لـ100
نادي عربي على الأقل، وعندها ينام الجميع قرير العين.. فلا يوجد حتى الآن
أي نادي أو لاعب عربي، على الأقل، يفكر في زيارة إسرائيل والوقوف أمام حائط
المبكى.
وما يسري على مؤسسة قطر يسري أيضا على طيران الإمارات وغيرها من
الجهات العربية التي نتمنى أن تنظر قليلا إلى واقع الرياضة العربية علها
تساعد في تحسينه.
............
ربي ساّمِحني عِندَمَاّ أَحزَن عَلّى شَيء أَرَدَتَـُه
وَ لَم تَكتُبُه لِي....