حتى لا يبقى من الاوطان اطلال ...اضراب عن على الاحلام
(1)
بعدما اشتد به الملل واعيته نشرة
الاخبار المثقلة باوجاع العراق وتداعيات ال
قضية الفلسطينيةوغيرها الكثير الكثير من هموم البيت الكبير ارخى بجسده المنهك على الاريكه وغط في
النوم ...
حتى ابصر مشهد فتاة مكللة بالجراح في كل جزء منها ليس هذا وحسب بل
ان الغرغرينه اخذت تحتل اماكن في جسدها تستوجب البتر تأملها مرة اخرى وابصر الحروق
التي رسمت خرائطها على مسطح يديها ولمح
كالبرق بين احضان اناملها حجر كانت تقبض عليه كانه الروح التي تتسلل في جسدها المتمرد على كل
تلك الجراح والذي مازال يحاول باصرار
القدرة على الحراك
كانت هناك تلك الصبيه في غرفة الانعاش يحيط بها اربع وعشرون دكتورا ... عدد
ضخم؟!!! لكنك ستفاجا مثلي عندما احدثك بانهم لم تكن بحوزتهم اي اداة للبتر او حتى
قطنا لتخفيف الجراح، كانو فارغي الايدي كل ما فعلوه انهم رفعو ايديهم الى السماء
ليبتهلو ويدعون لهذه الصبية بالشفاء !!!!
هرعت راكضة
يملؤني التعجب وتشدني الاسئلة تبحث عن اجابات فلا تجد وفي باب ذاك المستشفى رايت صلاح الدين ومريم العذراء وغيرهم غيرهم من
الاصفياء رايت جحافل المسلمين ايضا
قد منعو من زيارة المريضه !!! اكاد ان اجن
!!! احاول ان اشق طريقي من بينهم فابصر طفلة جميلة ترقرق عيناها بدمع لم ارى فيه
الا الكبرياء كانت تنادي بالجموع "لن نستسلم ولن نقبل بشهدائنا العزاء حتى
ينطق الحجر بين يديها ويستفيق الشهداء
... دنوت منها قليلا همست لهاا انتي القدس اليس كذلك ؟.... فقالت بصمت يملؤه الاسى : الم تزل تذكر يا عربي
بيت
المقدس ؟ !!وكصفعة قوية انهالت تلك الكلمات في وجهه ، فستفاق
...
..... اول ما لفت نظره نبآ ساقته الاخبار مفاده "ان اعمال
الاحتلال الوحشية في فلسطين ما زالت تنتهك حرمات القدس الشريف ، لكن المقاومه مستمره ، وسيتم في نهاية هذا
الشهر عقد قمة عربيه سيحضرها اربع وعشرون دوله !!!!"
وضحكت ساخرة اجهشت معها
بالبكاء ضاج صداها حتى تجاوز
المكان شيئا ما همس في اذني ليت كل الاحلام مجرد احلام .
(2)
وفي اليوم التالي وكالعاده ضاق نفسه من تتبع الاخبار واعيته هموم العروبه المثقلة باوجاع اهل
الرافدين هنا وهناك
تنفس الصعداء ونام عله يجد راحته بعد يوم طويل مثقل اعياه...
غط في نومه واذ به فزع من منظر يراه كانت هناك مشنقه نصبت اعوادها لتشنق
رأسا واحدا لكنها بشنقه اسقطت مئات الرؤؤس بلا حبال مشنقه !!! كانت الدماء تنزف من
تلك الرؤؤس لتسقي ارضا كانت جنة النخيل واصبحت بدمائهم حشائش مقفره.
انتزع نظره في الركن الاخر ليبصر بالونا منتفخاا يلعو ويتخطا السحاب قد
زخرف ولون باجمل الالوان وبنظرة ثاقبة منه
وجد ان طرف خيط هذا البالون الكبير قد حيك به دبوس صغير ينذر بانفجاره !!حسب حركات الرياح معه او عليه!!
وفي ركن اخر راح يقلب بصره مفزوعا حين راى صورة مومياء تشبه ما نتخيله دائما عن صورة مصاصي
الدماء لكنها ملطخة هذه المره بشيء اسود !!!
خشي ان يقترب منه لكنه سمع احدهم يصيح : احذروأ يا عرب حضر مصاصو
النفط ليغزو هذا المكان
صحا مفزوعا على كابوس اشتدت
حبكته انما راى خابرا عاجلاا يقول لقد
دخلت القوات الامريكيه العراق
وااااااااااااااه تصدع من جوفه مثقلااااا فحتى في غبطة الاحلام ما زلت احمل
هموم وطني وقرر بعدها ان لاينام خوفا من ان تتحقق احلامه مجددا ولا يبقا من
الاوطان الا الاطلال .