يعتبر طائر القمري
من أول الطيور قدوما في موسم الهجرة ،ورؤيته تبعث في النفس التفاؤل
والانشراح لحلول موسم الصيد، خصوصاً عند الصقارين وهواة الصيد ، فيما إن
يروا القمري
حتى يبدؤون بالتجهيز لرحلات الصيد الممتعة ،وللقمري شعبية واسعة عند
الكثير ، وهو يكثر في المناطق القروية حيث المزارع والحقول والمستنقعات
المائية ولغذاء الوفير من مختلف الحبوب، والقمري طائر لحمه لذيذ، وقد كان إلي عهد قريب يسد رمق أهل البادية حاله في ذالك كما القطا والكروان ، وغيرها من طيور الصحراء النباتية.
التعريف بالقمري:
قال علماء الحيوان العرب إن القمري طائر
مشهور كنيته (أبو زكي وأبو طلحة) وهو حسن الصوت والأنثى قمرية والذكر ساق
حر والجمع قماري غير مصروف قال ابن السمعاني في الأنساب : القمرة بلده تشبه
الجص لبياضها وأظنها بمصر منا الحجاج بن سليمان بن أفلج القمري
المصري روي عن مالك بن أنس والليث بن سعد وغيرهما ، مات فجأة سنة ثمان
وتسعين ومائة هجرية ، وروي عنها محمد بن سلمة المرادي وغيره ، وقال :
والقمري طائر منسوب إلي هذه البلدة هكذا ذكره صاحب المجمل ، وقال ابن سيده: القمري طائر صغير من الحمام و الأنثى قمرية وجمعها قماري وقمر.
أما تعريفه العلمي فقد جاء أن القمري طائر
جميل المنظر ذو صوت موسيقي عذب وجسم رشيق ، قد يصل طوله إلى 30سم والأجزاء
العليا من جسم هذا الطائر لونها أسود وبني وجوزي، بينما تكون أجزاؤه
السفلي ذات لون قرنفلي خفيف مع بقعة مميزة على العنق لونها أبيض وأسود ،
وذكر هذا الطائر وأنثاه متشابهان من حيث الشكل ، وتضع القمرية بيضتين
لونهما وردي وأبيض في عش مهلهل ، يمكن بناؤه في مكان منخفض في إحدى الأشجار
وفي شجرة كثيفة الأغصان وتعيش القمرية في الغابات وبالقرب من المزارع ، إذ
تتغذي بالحبوب ، وفي فصل الخريف تهاجر القماري إلى إفريقيا وجنوب أسيا ،
وجاء في الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية أن قمرية النخل ، هي طائر صوله 28سم ، ويتكاثر في كثير من بلدان العالم، ويعد طائر مقيما في المملكة واسع الانتشار في أغلب مناطقها ، بدأت بعض أفراده تغزو المدن والمنازل ، وهو طائر صغير الحجم خفيف الجسم ، يسوده اللون الوردي الأسمر ، لون العنق وأعلى الصدر بنفسجي باهت و أرياش الذيل الخارجية لها أصراف بيض.
طائر القمري في الشعر:
كان عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، لما طلق زوجته عاتكة بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ينشد:
أعاتك لا أنساك ما ذر شارق وما ناح قمري الحمام المطوق
ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ولا مثلها من غير جرم يطلق
أعــاتك قـلـبي كل يوم لـيلـة إليك بما تخفي النفوس معلق
لها خلق جزل ورأي ومنصب وخلق سوي في الحياة ومنطق
فرق له أبوه وأبره أن يراجعها ، والقصة في ذالك حسنة طويلة جدا ، مذكورة في الاستيعاب والتمهيد وغيرهما ،
وروى أبو الظفر بن السمعاني عن والده ، قال: أنشدها سعيد بن المبارك النحوي لنفسه:
أرى الفضل مناح التأخر أهله وجهل الفتى يسعي له في التقدم
كذالك أرى الخفاش ينجيه قبحه ويحتبس القمري حسن الترنم
وقد تغني الكثير من شعراء النبط وطائر القمري من ذلك:
غني القميري على هدب الجريد وناح
بالصوت يزعج لمن سمعه إلى ناحي
وقال آخر:
حمام ياللي بقيفان الطرب غنى
من فوق حدب الجرايد طوح أصواته
بالله يالقميري تنتزح عنا
خل الطرب والولع ما ذي لجزاته
السلوك :
قال القزويني: إذا ماتت ذكور القماري لم تتزاوج إناثها بعدها ، وتنوح عليها
إلي أن تموت ، ومن العجب أن بيض القماري يجعل تحت الفواخت ، بيض الفواخت
تحت القمري
، وذكر أن الهوام تهرب من صوت القماري ، وهناك معتقد لدي أهل الأرياف على
بيت أحدهم أو قريب منه وتغنى بصوته ، فإنهم يتوقعون قدوم ضيف أو غريب أو
عودة غائب من بلاد بعيده.
فائدته:
كان الإمام الشافعي جالساً بين يدي الإمام مالك بن أنس فجاء رجل فقال لمالك
((إني رجل أبيع القماري ، وإني بعت في يومي هذا قمريا فرده علي المشتري ،
وقال: قمريك لا يصيح ، فحلفت له بالطلاق إنه لا يهدأ من الصياح ، فقال
الإمام مالك طلقت زوجتك ولا سبيل لك عليها !! وكان الإمام الشافعي يومئذ
ابن أربع عشرة سنة فقال لذلك الرجل : أيهما أكثر صياحا قمريك أم سكوته ؟
فقال : لا بل صياحه ، فقال لا طلاق عليك .)) فعلم بذلك الإمام مالك ، فقال :
يا غلام من أين لك هذا ؟ فقال : لأنك حدثتني عن الزهري ، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن ، عن أم سلمة أن فاطمة بنت قيس قالت : يا رسول الله إن أبا جهم
ومعاوية خطباني ، فقال رسول الله (أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو
جهم فلا يضع عصاه على عاتقه) وقد علم الرسول أبا جهم كان يأكل وينام
ويستريح ، وقد قال رسول الله: (لا يضع عصاه ) على المجاز: والعرب تجعل أغلب
الفعلين كمداومته ولم كان صياح القمري هذا أكثر من سكوته جعلته كصياحه دائما ، فتعجب الإمام مالك من احتجاجه ، وقال له أفت فقد آن لك أن تفتي ، فأفتي من ذلك السن.
فترة التعشيش :
تعشش حمامه السلحفاة((القمري)) في أوروبا الجنوبية والوسطي وفي معظم أقسام
إفريقيا الشمالية وفي آسيا الصغرى وفي سيبيريا الجنوبية الغربية وفي
كازاخستان ، وتسكن مختلف أنواع الغابات الشجرية والورقية القريبة من الماء
وحمامة السلحفاة طائر
مهاجر، وتشتي بشكل رئيس في إفريقيا الاستوائية وفي المناطق الجنوبية من
الصحاري وفي السنغال والسودان ، ويبنى العش عادة من أغصان الأشجار الأفقية
على ارتفاع يتراوح ما بين (5-6) أمتار والعش عبارة عن فروع بسيطة يابسة
وهشة :
تضع الأنثى بيضتين ذات لون أبيض صافي وتبدأ بالحضانة ويساعدها في ذالك
الذكر وتستمر الحضانة لمدة (13-14 ) يوما وعندما يبلغ الصغار من العمر (20)
يكسو أجسامهم الريش تماما ويصبحون قادرين على الطيران ويغادرون العش ،
وتفضل هذه الطيور في غذائها الحبوب والقمح والحنطة السوداء ..