جرى الدمع حتى ليس في الجفن مدمع
وقاسيت حتى ليس في الصبر مطمع
ومـا أنـا مـن يبـكى ولـكنـه الـهـوى
يريـد مـن الأسـد الخضوع فتخضع
فـللـه قـلبي مـا أجـلّ اصـطبـاره
وأثبتـه والسيـف بالسيـف يـقـرع
وللـه قلـبي مــا أقــلّ احتـمالـه
إذا مـا نـأى عنـه الحبيب المـودّع
إذا لاح لي سيف من الخطب رعته
وإن لاح لي سيف من اللحظ أجزع
وأقتاد ليث الغاب والليث مخدرٌ
ويقـتـادنـي الظـبي الغـريــر فـأتبـع
وليـل أضـل الفجر فيـه طريقـه
فلـم يـدر لمّـا ضـل مـن أيـن يطلـع
سهرت به أرعى الكواكب والكرى
عصي علـى الأجفـان والدمـع طيـع
أود لــو أنّ الطـيف مـنّ بزورةٍ
وكيف يزور الطيف من ليس يهجـع
لقد عشت دهرا ناعم البال خاليا
مـن الهــم لا أشـــكو ولا أتوجــع
أروح ولي في معهد الغيّ مربع
وأغدو ولي في مسرح اللهو مرتع
فما زلت أبغي الحب حتى وجدته
فلمــا أردت القرب كــان التمنــع
فلم يبق لي عن ذلك الحب مهرب
ولم يبق لي في ذلك القرب مطمـع
كأنــي في جــو الصبـابة ريشــة
بأيدي السوافي مالهــا الدهر موقع
كأنـي فــي بحــر الهيـام سفينــة
أحــاط بهــا موج الــردى المتدفــع