الإرهاب البيولوجي‎- الأخطار والتدابير الوقائية

المستشار الدكتور / أسامة عبد العزيز
الإرهاب بوجه عام.
الحرب البيئية
وسائل الحرب البيئية
المؤتمر السنوى للعلاج الكيماوي والمضادات الجرثومية
السلاح الجرثومي سلاح إرهابي
خطورة السلاح البيولوجي على الإنسان والبيئة

أثار الإرهاب البيولوجي اهتمام الأوساط العلمية والقانونية على المستوي الدولى في الآونة الأخيرة ، ويتمثل ذلك النوع من الإرهاب في استخدام البيئة ومكوناتها البيولوجية في تكدير السلم والأمن العام وبث الرعب في نفوس البشر ، ومن قبيل ذلك استخدام فيروسات وميكروبات فتاكة كسلاح في الحروب الباردة .

والإرهاب بوجه عام ظاهرة إجرامية قديمة تتمثل في مجموعة من أعمال العنف التي تؤدي إلي خلق حالة شديدة من الخوف والرعب والفزع نتيجة ما تحدثه هذه الأفعال من أخطار علي الفرد والجماعة أو نتيجة لما تؤدي إليه من تدمير للأموال العامة أو للممتلكات الخاصة.

تعريف الإرهاب البيولوجي

الإرهاب البيولوجي جريمة العصر
ويمكن تعريف الإرهاب البيولوجي أو الجرثومي بأنه " فعل لا أخلاقي ، يتم من خلال سلوك عسكري غير شرعي يعتمد على التهديد بالعنف أو استعماله فعلا من خلال إطلاق البكتريا التي تحدث المرض ، وقد يقوم به فرد واحد أو عدة أفراد ينتمون إلى جماعة معينة ذات فكر متطرف عادة ، بهدف تحقيق منفعة خاصة أو فرض رأي سياسي أو مذهب معين .

وتتمثل خطورة الإرهاب البيولوجي الواقـع في زمن النزاعات المسلحة ، فيما يمكن أن يطلق عليه الحرب البيئية ، والتي يمكن تعريفها بأنها السعي لإخلال التوازن البيئي البشري في مجتمع ما بهدف التأثير السلبي علي المحيط الحيوي ويؤدي إلي ارتفاع نسب التلوث ، وظهور أمراض جديدة بين أفراد الشعب ، وارتفاع نسب الأمراض الموجودة بشكل يؤدي إلي تدهور نوعية الحياة التي يعيشها ، مما يفقده القدرة علي التطور والحفاظ علي استقلاليته وعلي قدرته علي الدفاع عن نفسه أو الحفاظ علي بيئته ، ومن ثم إلي انهياره وظهور حالة من الفرارأو الموت الجماعي .

الحرب البيئية ووسائلها

الحرب البيئية وخطورتها على البيئة
للحرب البيئية من الوسائل الكثيرة ما لا يمكن حصره ، بينما يمكن تقسيمها إلي نوعين :
الأول حرب بيئية علي المدي القصير ، وهذه تأخذ شكل عمليات محدودة مثل تلويث مصدر مائي أو القيام بعملية إرهابية لتدمير أحد المصانع التي تستخدم الكيماويات أو تدمير أحد السدود ، وتأثير تلك العمليات يتناسب طردياً مع حجم المصدر أو المنشأة التي تم تدميرها ، ونضرب مثالاً لهذه العمليات ، وهو استخدام جماعة ( أوم شيزيكو) الإرهابية في اليابان لغاز السارين السام في محطة مترو الأنفاق في طوكيو عام 1995 ، فهذه العمليات عادة ما يتم احتواءها ويكون أثرها علي المستوي القصير المدى .
أما النوع الثاني فهو حرب بيئية علي المدى البعيد ، والتي قد تتم بواسطة طرق عديدة ، منها علي سبيل المثال ، إدخال أمراض جديدة سواء تلك التي تؤثر مباشرة علي الإنسان أو الثروة الحيوانية أو النباتية ، كالتعامل في بكتريا الجمـرة الخبيثة الأنثراكس، أو فيروس الجدري أو السارس ، أو إدخال مواش مريضة تؤدي إلي انتشار الأمراض بين الماشية ، ثم تصيب الإنسان الذي يتغذى على تلك اللحوم ، وتؤثر على الألبان المنتجة والبروتين الحيواني ، مثال ذلك المواشى المريضة بجنون البقر .

خطورة السلاح البيولوجي على الإنسان والبيئة :
وقد يتساءل البعض عن ماهية السلاح البيولوجي أو الجرثومي ، وعن ماهية خطورته على الإنسان والبيئة التي يعيش فيها.

الإجابة تكمن في أن الحرب البيولوجية أو الجرثومية هي الاستزراع والاستخدام المتعمد لبعض الكائنات الحية الدقيقة ، والتي تعرف اختصارا باسم الميكروبات وكذا إفرازاتها السامة لإحداث المرض أو القتل الجماعي للإنسان ، أو ما يملكه من ثروة نباتية أو حيوانية ، أو تلويث لمصادر المياه والغذاء ، أو تدمير البيئة الطبيعية التي يعيش فيها ، والتي قد تمتد آثارها لسنوات طوال .

وفي تلك العلاقة الجدلية من التفاعل بين البيئة والإنسان ، سواء بالسلب أو بالإيجاب ، ومابين السعي لسيادة السلام والاستقرار واندلاع الصراعات ، تبرز حلقة جديدة من حلقات هدم البيئة وتدميرها ، وكيف أن تلك النزاعات البشرية الجامحة من أجل حب السيطرة وممارسة لعبة القوة والتفوق قد جعلت الإنسان يلقي وراء ظهره بكل القيم والمبادئ ، ويلقي بنفسه في أتون بيئة مهلكة .

مثال الجدري

ويتسبب فيروس (الفاريولا) على سبيل المثال في الإصابة بمرض الجدري ، ومن أعراض تلك الإصابة الحمي والصداع والبثور ، لذا فإن الجدري شديد العدوي ولكن التطعيمات ضده يمكن أن تكون ذات فعالية في علاج المرض حتى بعد الإصابة به ، وقد صرحت منظمة الصحة العالمية أن علي الحكومات اختبار مستوى استعدادها لمكافحة الأمراض ومن بينها الجدري بسبب احتمال استخدامه كأحد أسلحة الحرب الجرثومية ، كما أعلنت فرنسا أنها بدأت انتاج كمية من لقاح الجدري مع تزايد المخاوف مما يسمى بالإرهاب البيولوجي إثر سلسلة الهجمات علي نيويورك ، وما تلاها من محاولات للنيل من مواطنين أمريكيين وبريطانيين وغيرهم من خلال إرسال طرود تحتوى على ميكروب الأنثراكس القاتل .

وقال وزير الصحة الفرنسي - وقتئذ - برنارد كوشنير إن بلاده أنتجت ثلاثة ملايين جرعة إضافية من لقاح الجدري كإجراء احترازي ، وأن الرصيد الأساسي الموجود من الجرعات يبلغ خمسة ملايين جرعة ، إلا أنه نفى وجود حملات تطعيم جماعية ضد الجدري ، وقال إن بلاده سوف تجري حملات فحص دوري .

وإذ كان استخدام هذا النوع من الأسلحة قد يؤدي بالنهاية إلى هلاك البشر ، وينذر بضرورة وضع قواعد العديد من القوانين والأسس العلمية التي تسهم بشكل رئيس للحد من استخدام الميكروبات في الحروب بحسبان أنها تعمل على تدمير الإنسان والبيئة ، فقد تعددت اللقاءات وتناثرت المؤتمرات لغرض البحث عن وسائل ناجعة للحد من استخدام تلك الأسلحة البيولوجية .

الجهود الدولية في مكافحة التهديدات البيولوجية

ففي السادس عشر من ديسمبر عام 2001 ، انعقد في شيكاغو أعمال المؤتمر السنوي للعلاج الكيماوي والمضادات الجرثومية ، والذي يناقش أنجح السبل للتصدي للتهديدات البيولوجية الجديدة المحتملة كالجمرة الخبيثــــة والجــدري ، وبحث المؤتمر الطرق التي يمكن بها مواجهة الهجمات الإرهابية البيولوجية ، وشارك فيه آلاف العلماء من شتى أنحاء المعمورة .

مؤتمرات دولية من أجل البيئة
كما انعقد في بانجوك بتايلاند وفي إطار منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) ومنظمة الصحــــة العالمية في الأمم المتحدة المنتدى العالمي الثاني للمسئولين عن سلامة الأغذية المشترك بين المنظمتين في الفترة من 12 – 14 من سبتمبر عام 2004 ، والذي أقر بأن الإرهاب البيولوجي يقع ضمن تهديدات التلوث البيولجي ، وخلص المنتدى إلى ضرورة دراسته على نحو جدي من قبل سلطات الأغذية وصناعتها حرصا على سلامة البشر من هذا الخطر المحدق

وفي الأول من مارس عام 2005 انعقد مؤتمر الإنتربول العالمي الأول وهو أكبر تجمع على الإطلاق لموظفي الشرطة وكبار المسئولين والخبراء من أكثر من مائة وخمسة وخمسين دولة بنداءات عاجلة تحذر من تهديد كبير من إمكان استخدام الإرهابيين لعوامل بيولوجية لارتكاب اعتداء قد يودي بضحايا كثيرين ، وكشفت تلك التحذيرات عن أن العالم يهدف لمنع مخاطرالإرهاب البيولوجي ، وقد تمثلت أهداف هذا المؤتمر في بحث مخاطر ذلك النوع من الإرهاب ووسائل منع الهجمات الإرهابية البيولوجية ، وإعداد وتدريب موظفي إنفاذ القانون والإطار القانوني والسياسي في هذا المضمار .

وأخيرا ، ففي السابع من مارس عام 2005 ، انعقد في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية ندوة علمية حضرها نحو ثمانين خبيرا من إحدى عشرة دولة عربية من وزارات الداخلية والعدل والصحة من هذه البلدان ، تناولت البحث في مفهوم الإرهاب البيولوجي وأخطاره والتدابير الوقائية من تهديداته ، والاتفاقيات الإقليمية والدولية وسبل تفعيلها للتصدي لتلك الأخطار ، وصرح رئيس جامعة نايف للعلوم الأمنية التي نظمت المؤتمر أنه يأتي في إطار جهود الجامعة لمكافحة الإرهاب ، بحسبانها الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب مشيرا إلى ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه نظم العدالة الجنائية واقتراح الحلول المناسبة لتحقيق أمن المجتمع العربي .

الأنثراكس من أهم الأسلحة البيولوجية التي استخدمت في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر

وفي رأينا أن مرجع اهتمام الأوساط العلمية والقانونية بالموضوع هو استخدام الإنسان التلوث البيولوجي في بعض حروبه ، فاستخدم الأسلحة البيولوجية ، وظهر ذلك بوضوح في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001 ، بغرض إحداث خسائر جسيمة في الأرواح البشرية ، كنوع من أنواع الحرب البيولوجية ، حيث استخدم البعض الأنثراكس وهو ما يطلق عليه الجمرة الخبيئثة ، وهي نوع قاتل من البكتريا ، وذلك من خلال تطويعها كيميائيا وإرسالها في طرود تصيب من يفتحها بالمرض القاتل ما لم يتدارك بالعلاج .

السلاح الجرثومي سلاح إرهابي :

ويلاحظ أن السلاح البيولوجي سلاح إرهابي ، بحسب الأصل ، ولا يمكن التسليم بحال أنه من أسلحة الحروب العادية ، حيث يلاحظ أنه لا يحقق الغرض العسكري المطلوب ، فهو صعب التصويب نحو هدف معين ، وهو قابل للانتشار ، فيعرض المهاجم والمدافع لذات الخطر ، كما ويمتد مفعوله لفترة زمنية طويلة ، مما يعيق المعتدي عن احتلال الأرض نظرا لتلوثها بالسلاح المستخدم ، ومن ثم فهذا السلاح لا يحقق مكاسب عسكرية بحسب الأصـــل ، وإنما من المتوقع إرساله عن بعد من قبل إرهابيين في سبيل إحداث إصابات فردية أو جماعية .

إلا أن مما يدعو إلى الأسف أن العديد من الدول ، يقطع الخبراء والمراقبون بأنها تربو على عشر دول ، تقوم بأبحاث متقدمة لتطوير بكتريا الأنثراكس وغيرها من الأسلحة البيولوجية الفتاكة لتحقيق أغراض عسكرية ، ويحذر هؤلاء العلماء من شدة خطورة هذه التجارب على الحياة البشرية ذاتها .

وتعمل بعض تلك الدول ، وبدرجات متفاوتة ، على تطوير سلاح أو عديد من الأسلحة الجرثومية بغرض استخدامها كأسلحة دمار شامل ، مستخدمة في ذلك أنواعا فتاكة من الفطريات والبكتريا والفيروسات وبعض المواد السامة التي تنتجها والتي يكفي- بحسب الأوساط العلمية الحديثة - جرام واحد منها لقتل مليون شخص ، وقد أبدى العديد من الخبراء تخوفهم من أن نماذج من الفيروس التي تم الاحتفاظ بها في مختبرات تخضع للحراسة المشددة في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا أن تقع في أيدي إرهابيين .

إن جوهر التحدي الماثل أمـــام البشرية الآن هو إما البقاء وإما الفناء ، ولعل في هذا التحــــدي مبعث يقظة ، يمكـــن لنا أن نستشعره ليصبح وسيلة لإصلاح الحال الراهن والنهـــوض من كبوتنا الإنسانية المتوقعة ، فهذه المسألة أصبحت تشكل أحــــد أقصي تحديات الإنسان في القرن الجديد ، فهو الذي صنع بيده هذه المشكلة وهو الذي ينبغي عليـــه حلها ، لذا يتطلب العصــر القادم ثقافة جديدة يطلق عليها ثقافة البقاء ، قوامها أن يفي الجيل الحالي للبشرية باحتياجاته دون إضاعة الفرصـــة علي الأجيال القادمة ، ولكي يستمر بقاء الجنس البشـــري في هذه الأرض يتطلب الأمر مراجعة والتزام بتغيير موقف الإنسان من الطبيعة وعلاقته معها ، علها تكون دعوة للعودة إلي قداسة الطبيعة وتقوية الرابطة العاطفية بينها وبين البشر جميعا .

إن الدعوة لمنع انتشار السلاح النووي أتت من منطلق أن هذا السلاح من أسلحة الدمار الشامل ، فكيف بذلك السلاح البيولوجي الفتاك ، وكيف أن الدول التي تدعى الحضارة والتقدم والمدنية تنتج هذا النوع من الأسلحة وهي تعلم بأن ذلك الإنتاج كفيل بأن يجر الهلاك على ملايين من بني البشر . ألا يمكن أن تتضافر الدول كافة على منع إنتاج واستخدام هذا السلاح دوليا ؟ ، تلك دعوتنا فهل من مجيب ؟ .

الإرهاب البيولوجي‎- الأخطار والتدابير الوقائية 678198094

يسلموووووو أديك قيس
موضوع هام جدا وجميل
تقبل مروري عزيزي
تحياتي لك الإرهاب البيولوجي‎- الأخطار والتدابير الوقائية 3176659184

الإرهاب البيولوجي‎- الأخطار والتدابير الوقائية 382574256

اشكرك دمعه
على مرورك
تقبلي احترامي

والله يا قيس

بدي اقلك انه طرحك رائع جدا ومخيف جدا

الله يسترنا من تقدم العلم خاصه علم الاسلحه البيولوجيه

الي رح تكون سبب في نهايه البشريه قبل اوانها والله اعلم

تقبل خالص تقديري بالقاء الضوء

على هذا النوع من الاسلحه

الإرهاب البيولوجي‎- الأخطار والتدابير الوقائية 3176659184

الإرهاب البيولوجي‎- الأخطار والتدابير الوقائية 30_12_1213568613711

يارجل هذه كل تمثيل بتمثيل

يعني ما راح تكون نهاية العالم هيك

لان الله والرسول قد بينوا لنا كيف تكون ومن المنتصر

بس وين الايمان الذي عندكم

الإرهاب البيولوجي‎- الأخطار والتدابير الوقائية 524927885

جالودي .. المسافر
اشكركم على المرور
تقبلوا احترامي

يسلموا ايدك اخ قيس
على الموضوع والمعلومات الهادفه والمميز ماننحرم
لك منى كل تقدير واحترام

بريق
اشكرك على المرور الجيل
لك احترامي

الله يحمينا من كل شر
طرح مميز ومعلومات مهمه
كل الشكر قيس على الانتقاء الرائع
دمت بألف خير

............

ربي ساّمِحني عِندَمَاّ أَحزَن عَلّى شَيء أَرَدَتَـُه
وَ لَم تَكتُبُه لِي....

وجد
كل الشكر على المرور
تقبلي احترامي

» قصيدة أنا مع الإرهاب
» قصة العرش الهاشمي في مواجهة الأخطار والانتقال بولاية العهد من الحسن إلى عبدالله
» لعبة جديدة على الفيس بوك أبطالها عرب يكافحون الإرهاب