أكدت دراسات ألمانية أن العنف ضد الأطفال لا يؤثر بالسلب على نفسيتهم فقط بل يزيد من خطر إصابتهم بأمراض جسدية فيما بعد
وعن ذلك قال البروفيسور الألماني يوهانيز كروزه خلال المنتدى الألماني
للطب النفسي اليوم في مدينة ايسن إن الطفل الذي يساء معاملته في سن مبكرة
أو يتعدى عليه جنسيا يصبح أكثر عرضة فيما بعد للإصابة باضطرابات جسدية
مؤلمة وبعض أمراض القلب أو السكر.
وفسر الأطباء ارتفاع نسبة خطر الإصابة بأمراض جسدية لدى الأطفال جراء
المعاملة السيئة لهم بتغير أسلوب حياتهم سلبا بسبب هذه المعاملة وحدوث ردود
فعل هورمونية للطفل المعرض لضغوط نفسية و لالتهابات مزمنة.
وأوضح كروزه أن "الكثير من الأطفال المصابين نفسيا ينتهجون أسلوب حياة
يمثل خطرا على حياتهم حيث يلجأ الكثير منهم للتدخين ويتبعون نظاما غذائيا
غير صحي ويتحركون أقل".
وأكد كروزه أن التدخين يلعب دورا كبيرا في التغلب على حالات الغضب
والاستياء النفسي التي يتعرض لها الأطفال المرضى نفسيا بشكل متكرر عندما
تغلبهم الذكريات السيئة التي تعرضوا لها في صغرهم وما يرتبط بهذه الذكريات
من مشاعر سيئة مضيفا:"إنهم يرون أن التدخين يساعد على تهدئتهم".
كما أظهرت دراسات مشابهة أن ضحايا العنف يقابلون الضغوط النفسية فيما
بعد بغضب شديد "حيث يفرز الجسم لدى هؤلاء هورمونات إضافية للتغلب على
المشاعر السيئة والإجهاد النفسي وذلك لفترة طويلة.." حسبما أوضح كروزه،
نائب رئيس الجمعية الألمانية للطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي.
وأكد كروزه أن دراسات بعيدة المدى أجريت على قدامى المحاربين
الأمريكيين والأستراليين في فيتنام أظهرت أن ارتفاع نسبة الوفاة بين هؤلاء
الجنود السابقين بواقع 60% بسبب إصابتهم بأمراض في القلب والدورة الدموية