تعتبر الاضطرابت السلوكيه احدى مميادين التربيه الخاصه الحديثه نسبيا . والمعرفه في هذا الميدان ما زالت حديثه مقارنه بميادين التربيه الخاصه الاخرى
يميل الباحثون الي استخدام مصطلحات متعدده للاشاره الي هذه الفئه من الاشخاص من المصطلحات
الاضطرابات الانفعاليه او الاعاقه الانفعاليه
الا ان التوجهات الحديثه في التربيه الخاصه تميل الي استخدام مصطلح الاضطرابات السلوكيه وذلك للاسباب التاليه
1_ ان مصطلح الاضطرابات السلوكيه يصف السلوك الظاهر الذي يمكن التعرف بسهوله وبالتالي وضع اساليب علاجيه له
2_ ان مصطلح الاضطرابات السلوكيه لا تتضمن افتراضات مسبقه حول اسباب الاضطراب . وبالتالي هو مفيد للمعلمين بشكل اكبر
لا يوجد تعريف محدد للاضطرابات السلزكيه لاسباب عده اهمها
1_تعدد واختلاف الاتجاهات والنظريات الي تفسر اضطراب السلوك
2_ظهور اضطرابات السلوك لدى فئات الاعاقه المختلفه قد يجعل من الصعب احيانا تحديد هل الاضطراب ناتج عن الاعاقه التي يعاني منها الشخص ام هي سبب في تلك الاعاقه
ومن المحكات للحكم على السلوك بانه مضطرب
ا_تكرار السلوك
ب_ مده حدوث السلوك
ج_شده السلوك
خصائص الاطفال المضطربين سلوكيا :
_عدم القدره على التعلم والتي لا تفسر لاسباب عقليه او حسيه اوصحيه
_عدم القدره على بناء علاقات شخصيه مرضيه مع المعلمين او الاقران وعدم القدره على المحافظه على هذه العلاقات
_ظهور انماط سلوكيه غير مناسبه في المواقف العاديه
_مزاج عام من الكآبه
_الميل لتطوير اعراض جسميه,آلام ,او مخاوف مرتبطه بمشكلات شخصيه و مدرسيه
الأسباب :
لا يوجد سبب واحد مسئول عن اضطراب السلوك وإنما تتضافر عدة أسباب ، نذكر منها ما يلي :
1- عوامل والديه : يلعب الوالدان دوراً هاماً في تحديد صفات وسلوكيات أبنائهم سواءا بقصد أو بدون قصد وحين تسير الأمور داخل الأسرة بشكل عشوائي وتغيب قيمة الصواب والخطأ والثواب والعقاب وتصبح الأمور شديدة الغموض بالنسبة للوالدين والطفل فإن هذه البيئة المضطربة تكون تربة خصبة لاضطراب السلوك . يضاف إلى ذلك وجود خلل نفسي في أحد الوالدين أو كليهما مثل اضطرابات الشخصية أو الإدمان أو المرض النفسي عموماً . وفي مثل هذا الجو يمكن أن يعاني الطفل من الإهمال أو الانتهاك النفسي أو الجسدي أو الجنسي .
وإذا كان الأبوان منفصلين فعلاً أو مجازاً فإن ذلك يضع الطفل في صراع بين رغباتهما المتناقضة يؤدي إلى مشاعر متناقضة وإحباطات وغضب شديد يعبر عنها جميعاً بالسلوك المضطرب .
2- عوامل اجتماعية بيئية: فالأطفال الذين ينشئون في بيئات فقيرة محرومة من الاحتياجات الأساسية ومليئة بالسلوكيات المضطربة كالعدوان وتعاطي المخدرات يصبحون أكثر عرضة لاضطرابات السلوك .
3- عوامل نفسية : مثل:
* اضطراب علاقة الطفل بالأم كأن تكون الأم قاسية أو غير قادرة على إشباع حاجات الطفل البيولوجية والنفسية .
* سيطرة شخصية الأم أو غياب الأب :
فكما يقولون في الحكمة : " الرجل لا يربيه إلا رجل " ، لأن الطفل لكي ينمو سوياً فلابد وأن يكون أمامه نموذجاً للرجل السوي ممثلاً في أبيه ، لذلك فالأطفال الذين يعانون من غياب آبائهم نتيجة للسفر أو العمل لمدة طويلة ربما يكونون عرضة لاضطراب السلوك أكثر من غيرهم .
* الشعور بالإحباط : فالطفل الذي يشعر أنه فاشل وأنه لا يستطيع تحقيق آماله وأحلامه نظراً لصعوبات كثيرة في نفسه ( كضعف إمكانياته وملكاته الجسمانية أو النفسية ) أو في الأسرة التي لا تسمح له بالتعبير عن نفسه فإنه يلجأ إلى السلوكيات العدوانية كتعويض وكنوع من إثبات الذات ومعاقبة الآخرين الذين أحبطوه .
4- استباحة الأطفال وسوء معاملتهم: فالأطفال الذين تعرضوا للإيذاء الجسدي أو الجنسي لفترات طويلة يكونون أقرب لاضطرابات السلوك ، وخاصة إذا كان الطفل غير قادر على التعبير اللفظي عن معاناته حينئذ لا تكون هناك وسيلة للتعبير عن غضبه غير العنف الجسدي .
5- عوامل بيولوجية عصبية: كالوراثة مثلاً بأن يرث الطفل اضطرابات السلوك من أحد أبويه ، أو شذوذ الجينات ( xxy , xyy ) أو اضطراب وظائف المخ بسبب إصابة أو التهاب أو اضطراب في الناقلات العصبية مثل نقص النورأدرينالين وزيادة السيروتونين في الدم .
العلاج :
لا شك أن علاج اضطراب السلوك سيكون متعدد المستويات ومتعدد العناصر ويحتاج لفريق متعدد التخصصات حيث أن المشكلة كما رأينا متعددة المستويات ( بيولوجية ونفسية واجتماعية وروحية ) ، وبالتالي فلا يوجد تدخل علاجي واحد حاسم في هذا الموضوع وإنما كل تدخل سوف يصلح جزءاً من هذا الاضطراب المتعدد .
وبالإضافة إلى تعددية الوسائل العلاجية نحتاج إلى سياسة النفس الطويل والصبر الجميل من المعالجين ومن الأسرة لأن تغيير السلوك المضطرب لا يتم بسرعة وإنما يحتاج إلى مراحل تدريجية مناسبة .
(1) العلاج الوقائي : ويشمل النقاط التالية :
1- تجنب العوامل المؤدية إلى هذا الاضطراب ( والتي ذكرت سلفاً ) كلما أمكن ذلك .
2- الحرص على أن تكون التركيبة الأسرية والاجتماعية راسخة ومرنة في نفس الوقت مما يعطى معالم واضحة للأدوار الاجتماعية للأب والأم والمدرس وعالم الدين ... إلخ .
3- وضوح قواعد الثواب والعقاب والصواب والخطأ في البيئة التي يعيش فيها الطفل ، فهذا يساعد على أن يبني الطفل توقعات مفهومة لسلوكه فينضبط هذا السلوك .
4- الحرص على أن يكون جو الأسرة متسماً بالأمان والاستقرار والحب والسماح ، فهذا يساعد على تكوين صورة إيجابية للحياة لدى الطفل ويرسخ في نفسه معتقدات ومشاعر إيجابية .
5- توافر القدوة الصالحة في حياة الطفل خاصة الوالدين والمدرسين والرموز الدينية والاجتماعية .
6- تفهم احتياجات الطفل البيولوجية والنفسية والاجتماعية ومحاولة إشباعها بشكل متوازن لا يصل إلى حد التخمة ولا يصل إلى حد الحرمان .
7- عقد ندوات ودورات تدريبية وورش عمل للوالدين والمدرسين وكل من يتعامل من الأطفال والمراهقين ، حيث أن كثيراً من هؤلاء ليست لديهم تصورات واضحة عن كيفية تربية الطفل بشكل صحيح وهو ما يعرف بالأمية التربوية .
8- معاملة كل طفل حسب إمكانياته وقدراته وعدم مقارنته ببقية أقرانه حتى لا يشعر بالعجز والدونية والإحباط وبالتالي يصبح غاضباً وعنيداً وعنيفاً .
9- إعطاء الفرصة كاملة للطفل للتعبير عن نفسه وعن قدراته دون قهر أو إلغاء لإرادته أو اختياره ، فالتربية الصحيحة ليست إلغاءً لإرادة الطفل واختياره ، وإنما هي تدعيم للخيارات الصحيحة ومحاولة توعية وتنبيه تجاه الخيارات الخاطئة . فالإنسان ميزه الله تعالى بالإرادة والاختيار ولابد وأن يسمح له أن يكون مريداً ومختاراً حتى في مراحل الطفولة المبكرة لأننا لا نتصور انتزاع ذلك منه حتى يكبر ولو فعلنا ذلك قسراً فإن الطفل إما أن يدخل في عناد معنا فيضطرب سلوكه أو يلغي إرادته واختياره لصالحنا ولا يستطيع استعادتها بعد أن يكبر وبهذا يصير اعتمادياً عديم الإرادة . ولنا في قصة سيدنا نوح مع ابنه عبرة بالغة ، فقد نادى نوح ابنه قائلاً : " يا بني اركب معنا " فرفض الابن هذا النداء وقرر أنه سيأوي لجبل يعصمه من الماء ، فوضح له الأب المشفق عليه والعالم بمصيره أن لا عاصم اليوم من أمر الله ، ولكن الابن أصر على خياره فسلم الأب أمره لله ولم يحاول أن يدفعه للركوب في السفينة قهراً لأنه لو فعل يكون قد ألغى إرادة ابنه واختياره ، وهذا ما لم يقدره الله سبحانه وتعالى للبشر مهما كانت خياراتهم ، فللبشر حدود يقفون عندها ، والله هو وحده القادر على كل شيء " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " .
وكثير من الآباء والأمهات يدخلون في صراع مرير مع الأبناء بهدف تغيير إرادتهم أو خياراتهم وهم يعتقدون أنهم لابد وأن يفعلوا ذلك طوال الوقت ليكونوا مطبقين قول الرسول صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وككلم مسئول عن رعيته " ، فهم يعتقدون أنهم مكلفين بهداية أبنائهم وهم فعلاً مكلفين بذلك ، ولكن هناك - كما يقول الفقهاء - نوعين من الهداية :
النوع الأول وهو هداية التبليغ ( أي الدعوة والنصح والإرشاد والتعليم ... إلخ ) وهذه يستطيع البشر أن يقوموا بها ، وقد بدأها الأنبياء ويكمل مسيرتهم العلماء والمدرسون والآباء والمربون عموماً ، أما النوع الثاني فهو هداية الفعل وهذه لا يملكها إلا الله الذي أعطى للإنسان حرية الاختيار وحرية الفعل ثم يحاسبه بعد ذلك .
ليس معنى هذا أننا ندعو الآباء والأمهات لأن يتركوا الحبل على الغارب لأبنائهم ، ولكننا ندعو إلى الحزم الطيب وإلى المعاملة الحسنة والقدوة الحسنة التي يحبها الطفل عن اختيار منه وليس عن قهر يعانده .
10- ومن أهم أساليب العلاج الوقائي أن يكون للأسرة ( وكذلك للمجتمع ) مرجعية تربوية واضحة لما هو صحيح أو خطأ ولما هو حلال أو حرام ، وأن يكون مبدأ الثواب والعقاب قائماً ( دونما إفراط أو تفريط ) ، وبذلك يتعلم الطفل القانون الأخلاقي ويصبح هذا القانون جزءاً من ذاته يحكم سلوكه بآلية داخلية فلا يحتاج طول الوقت لتعديل سلوكه من الخارج ، ولكي يحدث استدماج للقانون الديني أو الأخلاقي في شخصية الطفل فلابد أن يحب الطفل هذا القانون من خلال حبه للمربي ، فإذا لم يستطع الطفل أن يحب المربي ( الأب أو الأم أو المدرس أو عالم الدين ) فإنه يرفض هذا القانون ويعتبره شيئاً خارجياً مفروضاً عليه فيقاومه وينتهكه كلما استطاع ذلك .
11- تهيئة المناخ المدرسي لكي يدعم الصفات الإيجابية ويثبط الصفات السلبية