الغيرة السوداء عند الرجل
غالباً ما يتم لصق تهمة الغيرة بالنساء. المرأة التي تغار على زوجها تحول
حياته إلى جحيم من الأسئلة والاستفسارات. الرجل يتعامل مع هذه الغيرة
بفوقية من باب أن عقل المرأة الصغير يدفعها إلى تفاهات من هذا النوع. وكثير
من الرجال ينظرون إلى الموضوع على أنه اطراء غير مباشر. لكن ماذا عن غيرة
الرجل؟ كيف تظهر وهل يمكن العيش معها؟
غيرة الرجل لا تختلف بمضمونها عن غيرة
المرأة. فالرجل يشك بتصرفات زوجته بشكل دائم ولا يترك فرصة يؤنب فيها زوجته
بشكل غير مباشر مدفوعاً بغيرته. لكن عندما تبلغ غيرة الرجل مستوى غيرة
المرأة التي تدفعها للأسئلة، التجسس على زوجها أو مراقبة تصرفاته فإن
طريقته بالتعبير عن غيرته تكون أشد سواداً وعنفاً مما تتخيله المرأة.
الرجل الشرقي تستهويه فكرة أن المجتمع المحافظ يسمح للرجل
مالا يسمح به للمرأة ومن هنا بامكانه أن يعنّف زوجته، يضربها وحتى أن
يقتلها إذا شك في خيانتها له. المؤسف أن هذا هو طبع الرجال بشكل عام وليس
الأمر حكراً على الرجل الشرقي. فالرجال الغربيون يتمتعون بالصفات نفسها لكن
ظروف المجتمع المحيط تمنعهم من التعبير عن عنفهم بالطريقة نفسها.
المهم ليس أن يكون الرجل شرقياً أو غربياً. المهم هو كيف
تستطيع المرأة حماية نفسها من الغيرة السوداء للرجل. لأن هذه الغيرة قد
تودي بحياتها إذا لم تحسن التصرف.
عقل الرجل يعالج كل ما يخص الحياة الجنسية بشكل مختلف عن
نواحي الحياة الأخرى. يمكن أن يكون الرجل متعلماً أو عديم التربية وفي كلتا
الحالتين يمكن أن تكون غيرته قاتلة. السبب هو أن عقله يتراجع وراء غريزته
عندما يتعلق الأمر بعلاقاته الجنسية.
بالمقابل السيطرة على غريزة الرجل أسهل من السيطرة على
عقله. وهذا ما تنجح فيه الكثير من النساء وتفشل فيه الكثير منهن أيضاً.
المفتاح هو الشعور بالأمان. يحتاج الرجل إلى أن يحس بأنه يملك شريكة حياته
طوال الوقت ودون أي شروط. طالما انتبهت الزوجة إلى هذا الأمر تحكم صمام
الأمان على كل مشاكل الغيرة. بالمقابل اذا تصرفت بشكل يدفع زوجها لعدم
الاحساس بالأمان من ناحيتها يصبح الصمام عديم الفائدة.
بالطبع الرجل مطالب أيضاً أن يشعر زوجته بالأمان لكن حاجة المرأة لأن تشعر زوجها بالأمان أكبر وأهم.
الرجل يشعر بالأمان عندما يحس بأنه يتفوق بمراحل على كل
الرجال في محيطة بالنسبة لزوجته (حتى من يظهر منهم على التلفاز فقط). قد
يبدو الموضوع غبياً، لكنه مهم. تفوق الرجل مهم لشعوره بالأمان مع زوجته
وتوليد هذا الشعور يتم كل يوم دون مبالغة لكن دون تقصير أيضاً.
كبح غيرة الرجل أسهل من علاجها حتى لو كانت الوقاية منها مرهقة.