من أجل مليون دينار
عدت متأخرا الى البيت، لا اذكر اين كنت ولا كيف ولا لماذا ، في الواقع لم أكن قد عدت بعد ، فقبل ان اصل بيتنا بقليل وعند الكوربة وبالقرب من مزبلة طنوس ، رأيت مايشبه المصباح القديم فركلته بقدمي على طريقة مارادونا ، فارتطم المصباح بالجدار المجاور وعاد وضربني في صباحي وسقط بين اقدامي ، ثم خرج منه الدخات الكثيف ..اعتقدت انها قنبلة دخانية قديمة مسيلة للدموع ، واستذكرت الأطفال الذين يلهون بقطع حديدية ة على المزابل فتنفجر بهم ..فقلت لقد جاء دوري ، وقبل ان آخذ الأرض لتخفيف الضرر ومحاولة النجاه سمعت صوتا يناديني من بين الدخان.
- يا يوسف يا ابن غيشان عليك الأمان !!
رويدا رويدا انقشع الدخان وظهر المارد مسرورا ومد يده العملاقة وشكرني لأني خلصته من سجن دام عدة قرون ، ثم قال لي...شو بدك بطول السالفة ..اطلب واتمنى.
وقبل ان ينهي المارد كلمته ، وخشية ان اكون في حلم قلت:
- بدي قصر كبير ، ومليون دينار .
قال المارد :
- أمرك يا ابو الغيش !!
ثم طار المارد في الأعالي ..وعاد بعد دقائق وهو يحمل صندوقا سلمني اياه، ففتحته على الفور وكمشت ما فيه، فخرج في يدي دينار اردني واحد. قلت ما هذا يا مقرود؟؟؟ ...انه مجرد دينار واحد تصرفه ابنتي توجان خلال ربع ساعة .
قال :
- هذه هي بقية المليون
- وين الباقي؟
قال المارد احسب :
16% ضريبة مبيعات، و18 بالمية جمارك، و2% ضرائب اضافية، و13 بالمية عمولة ، و14% فرق عملة لأني حررتها بالدولار اولا ثم باليورو ثم الين، وبعدها حولتها الى الأردني .
و22% بدل سفر وبدل إختراق أجواء الدول الصديقة والعدوة، ونمت مرتين في الطريق بفنادق درجة اولى ودفعت من المليون طبعا .... واشتريت شاورما من الدوار الثاني ، ومعطت ارجيلة في جفرا..وقد كدت اخسر الدينار الأخير، هناك لكني خرجت دون ان ادفع البقشيش.
قلت في نفسي:
- هذا مارد ازعر لكن على الأقل بقي القصر المنيف ...
وكأنه عرف ما قلت في نفسي فقال :
- أما القصر
- ما له..وينه؟؟؟
- عمرته لك بثوان على ارض ميري.
- طيب شو يعني ؟؟
- باعوها مع القصر اللي بنيته، قبل ان أكمل التشطيبات