موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة السبت أغسطس 16, 2008 7:33 am
أنا يوسف يا أبي محمود درويش - فلسطين
أَنا يوسفٌ يا أَبي. يا أَبي، إخوتي لا يحبُّونني، لا يريدونني بينهم يا أَبي.
يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني وهم طردوني من الحقلِ هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي
حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي غاروا وثارُوا عليَّ وثاروا عليك، فماذا صنعتُ لهم يا أَبي? الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ، ومالت عليَّ السَّنابلُ، والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي، ولماذا أَنا?
أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا، وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب; والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي.. أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ إنِّي: رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟
عطر الجراح عضو
تاريخ التسجيل : 18/05/2008عدد الرسائل : 3036العمر : 45الموقع : أرض الآهااااات العمل/الترفيه : auditor & consultantالمزاج : رااااااااايق *** : نقاط : 823
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة السبت أغسطس 16, 2008 4:32 pm
كمقهى صغير هو الحبّ
كمقهى صغير على شارع الغرباء - هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع. كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ: إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ، وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّوا... أنا ههنا - يا غربيةُ - في الركم أجلس [ما لون عينيكِ؟ ما اسمكِ؟ كيف أناديك حين تَمُرِّين بي، وأنا جالس في انتظاركِ؟ ] مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أطلب كأسي نبيذٍ وأشرب نخبي ونخبك. أحمل قبّعتين وشمسية. إنها تمطر الآن. تمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلين. أقول لنفسي أخيراً: لعل التي كنت أنتظرُ انتظَرَتْني ... أو انتظَرتْ رجلاً آخرَ - انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ، وكانت تقول: أنا ههنا في انتظارك. [ما لون عينيكَ؟ أي نبيذْ تحبُّ؟ وما اسمكَ؟ كيف أناديك حين تَمُر أمامي]
زائر زائر
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة الأحد أغسطس 17, 2008 12:44 pm
(( كزهر اللوز أو أبعد ))
وأنتَ تُعِدُّ فطورك، فكِّر بغيركَ
[لا تَنْسَ قوتَ الحمام]
وأنتَ تخوضُ حروبكَ، فكِّر بغيركَ
[لا تنس مَنْ يطلبون السلام]
وأنتَ تسدد فاتورةَ الماء، فكِّر بغيركَ
[مَنْ يرضَعُون الغمامٍ]
وأنتَ تعودُ إلى البيت، بيتكَ، فكِّر بغيركَ
[ لا تنس شعب الخيامْ]
وأنت تنام وتُحصي الكواكبَ، فكِّر بغيركَ
[ثمّةَ مَنْ لم يحد حيّزاً للمنام]
وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكِّر بغيركَ
[مَنْ فقدوا حقَّهم في الكلام]
وأنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكِّر بنفسك
[قُلْ: ليتني شمعةُ في الظلام
سكر زياده عضو
تاريخ التسجيل : 21/05/2008عدد الرسائل : 285العمر : 36المزاج : احلى مزاج *** : نقاط : 43
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة الأحد أغسطس 17, 2008 6:32 pm
هي في المساء
هي في المساء وحيدةٌ،
وأًنا وحيدٌ مثلها...
بيني وبين شموعها في المطعم الشتويِّ
طاولتان فارغتان [ لا شيءٌ يعكِّرُ صًمْتًنًا]
هي لا تراني، إذ أراها
حين تقطفُ وردةً من صدرها
وأنا كذلك لا أراها، إذ تراني
حين أًرشفُ من نبيذي قُبْلَةً...
هي لا تُفَتِّتُ خبزها
وأنا كذلك لا أريق الماءَ
فوق الشًّرْشَف الورقيّ
سكر زياده عضو
تاريخ التسجيل : 21/05/2008عدد الرسائل : 285العمر : 36المزاج : احلى مزاج *** : نقاط : 43
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة الأحد أغسطس 17, 2008 6:34 pm
قصيدة الارض
في شهر أذار ، في سنة الانتفاضة ، قالت لنا الارض
أسرارها الدمويّة . في شهر أذار مرّت أمام
البنفسج والبندقيّة خمس بنات . وقفن على باب
مدرسة ابتدائيّة ، واشتعلن مع الورد والزعتر
البلديّ . افتتحن نشيد التراب . دخلن العناق
النهائيّ - اذار يأتي الى الارض من باطن الارض
يأتي ، ومن رقصة الفتيات-البنفسج مال قليلا
ليعبر صوت البنات . العصافير مدّت مناقيرها
في اتجاة النشيد وقلبي .
أنا الارض
والارض أنت
عطر الجراح عضو
تاريخ التسجيل : 18/05/2008عدد الرسائل : 3036العمر : 45الموقع : أرض الآهااااات العمل/الترفيه : auditor & consultantالمزاج : رااااااااايق *** : نقاط : 823
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة الإثنين أغسطس 18, 2008 1:16 am
الآن.... في المنفى
الآن، في المنفى... نعم في البيت، في السّتين من عمر سريع يوقدون الشّمع لكْ فافرح ، بأقصى ما استطعت من الهدوء، لأنّ موتاً طائشاً ضلّ الطريق إليك من فرط الزحام ... وأجّلك قمرٌ فضوليٌ على الأطلال ، يضحك كالغبيّ فلا تصدّق أنه يدنو لكي يستقبلك هو في وظيفته القديمة،مثل آذار الجديد... اعاد للأشجار أسماء الحنين و أهملك فلتحتفل مع أصدقائك بانكسار الكأس. في الستين لن تجد الغد الباقي لتحمله على كتف النشيد... ويحملكْ قلْ للحياة، كما يليق بشاعرٍ متمرّسٍ: سيري ببطء كالأناث الواثقات بسحرهنَّ وكيدهنَّ. لكلِّ واحدةٍ نداءٌ ما خفيٌّ: هيْت لكْ/ ما أجملك! سيري ببطءٍ ، يا حياة، لكي أراك بكامل النقصان حولي. كم نسيتك في خضمّك باحثاً عنّي وعنك. وكلّما أدركت سرّاً منك قلت بقسوةٍ: ما أجهلكْ! قلْ للغياب: نقصتني وأنا حضرت ... لأكملكْ!
عطر الجراح عضو
تاريخ التسجيل : 18/05/2008عدد الرسائل : 3036العمر : 45الموقع : أرض الآهااااات العمل/الترفيه : auditor & consultantالمزاج : رااااااااايق *** : نقاط : 823
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة الإثنين أغسطس 18, 2008 1:19 am
في بيت أمي
في بيت أُمِّي صورتي ترنو إليّ ولا تكفُّ عن السؤالِ: أأنت، يا ضيفي، أنا؟ هل كنتَ في العشرين من عُمري، بلا نظَّارةٍ طبيةٍ، وبلا حقائب؟ كان ثُقبٌ في جدار السور يكفي كي تعلِّمك النجومُ هواية التحديق في الأبديِّ... ]ما الأبديُّ؟ قُلتُ مخاطباً نفسي[ ويا ضيفي... أأنتَ أنا كما كنا؟ فمَن منا تنصَّل من ملامحِهِ؟ أتذكُرُ حافرَ الفَرَس الحرونِ على جبينكَ أم مسحت الجُرحَ بالمكياج كي تبدو وسيمَ الشكل في الكاميرا؟ أأنت أنا؟ أتذكُرُ قلبَكَ المثقوبَ بالناي القديم وريشة العنقاء؟ أم غيّرتَ قلبك عندما غيّرتَ دَربَكَ؟ قلت: يا هذا، أنا هو أنت لكني قفزتُ عن الجدار لكي أرى ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطِفُ من حدائقِهِ المُعلَّقة البنفسجَ باحترامً... ربّما ألقى السلام، وقال لي: عُدْ سالماً... وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى ما لا يُرى وأقيسَ عُمْقَ الهاويةْ
*****
زائر زائر
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة الإثنين أغسطس 18, 2008 6:49 am
اني اخترتك يا وطني
عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو وأحرسهم من هواة الرِّثاء :أقول لهم تُصبحون على وطن، من سحابٍ ومن شجرٍ، من سراب وماء أهنئُهُم بالسلامةِ من حادثِ المُستحيل ومن قيمة المذبح الفائضة .وأسرقُ وقتَا لكي يسرقوني من الوقتِ هل كُلُنا شهداء؟ :وأهمس ً، يا أصدقائي اتركوا حائطاَ واحدا لحبال الغسيل، اتركوا ليلةًَ للغناء اُعلِّق أسماءكم أين شئتم فناموا قليلاً، وناموا على سلم الكرمة الحامضة لأحرس أحلامكم من خناجر حُراسكم وانقلاب الكتاب على الأنبياء وكونوا نشيد الذي لا نشيد له عندما تذهبون إلى النوم هذا المساء :أقول لكم تصبحون على وطنٍ حمّلوه على فرس راكضه :وأهمس ...يا أصدقائي لن تصبحوا مثلنا !حبل مشنقةٍ غامضه
عطر الجراح عضو
تاريخ التسجيل : 18/05/2008عدد الرسائل : 3036العمر : 45الموقع : أرض الآهااااات العمل/الترفيه : auditor & consultantالمزاج : رااااااااايق *** : نقاط : 823
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 2:08 am
عندما يبتعد للعدوِّ الذي يَشربُ الشَّاي في كوخِنا فَرسٌ في الدُّخانِ.وبنْتٌ لها حاجبانِ كَثيفانِ.عَينانِ بنِّيتان.وشَعرٌ طَويلٌ كَليلِ الأغاني عَلى الكَتفينِ.وصُورَتها لا تُفارقهُ كُلَّما جَاءنا يَطلبُ الشَّاي.لَكنَّه لا يحدثُنا عَن مَشاغلها في المساء، وعَن فَرسٍ تَركتهُ الأغَاني عَلى قِمَّة التلِّ.../
...في كُوخنا يَستريحُ العدوُّ من البُندقية، يَتركها فَوق كُرسيِّ جدِّي.ويَأكل مِن خُبزنا مِثلما يفعل الضَّيفُ.يغفو قليلاً عَلى مِقعد الخيزرانِ.ويحنو على فَروِ قطَّتنا.ويقول لنا دائماً: لا تَلوموا الضحيَّة! نَسأله: مَن هيَ؟ فيقول: دمٌ لا يجفِّفه الليلُ.../
... تلمَع أزرارُ سُترتهِ عِندما يَبتعدْ عِمْ مَساءً! وسلِّم على بِئرنا وعلى جهة التين.وامْش الهُوينى على ظلِّنا في حُقول الشَّعير.وسلِّم على سَروِنا في الأعالي. ولا تنسَ بوَّابة البيتِ مفتوحةً في الليالي. ولا تَنْسَ خوفَ الحصان منَ الطَّائرات، وسلِّم علينا، هُناك، إذا اتَّسع الوقتُ.../
هذا الكَلامُ الذي كَان في ودِّنا أن نقولَ على الباب...يسمعه جيَّداً جيَّداً، ويخبِّئه في السُّعال السَّريع ويلقي بهِ جانباً. فلماذا يَزور الضَّحيةَ كلَّ مساءٍ؟ ويحفظ أمثالنا مِثْلنا، ويعيد أناشيدنا ذاتها، عن مواعيدنا ذاتها في المكان المقدَّس؟ لولا المسدسُ لاختلط النايُ في النايِ.../
...لن تنتهي الحربُ ما دامتِ الأرض فينا تدورُ على نفسها! فلنكن طيِّبين إذاً. كان يسألنا أن نكون هنا طيِّبين. ويقرأ شعراً لطيَّار((ييتس)): أنا لا أحبُّ الذينَ أدافعُ عنهم، كما أنني لا أُعادي الذينَ أحاربهم... ثم يخرج من كوخنا الخشبيِّ، ويمشي ثمانينَ متراً إلى بيتنا الحجريِّ هناك على طرفِ السَّهل.../
سلِّم على بَيتنا يا غَريب. فَناجين ُ قَهوتِنا لا تزال على حالها. هل تشمُّ أَصابعنا فوقها؟ هل تقول لبنتكَ ذات الجديلةِ والحاجبين الكثيفين إنَّ لها صَاحباً غائباً، يتمنَّى زيارتها، لا لشيءٍ... ولكن ليدخلَ مرآتها ويرى سرَّه: كيف كانت تتابع من بعدهِ عمره بدلاً منه؟ سلِّم عليها إذا اتَّسع الوقت.../ هذا الكلام الذي كانَ في وِدِّنا أن نقولَ له، كان يسمعهُ جيداً جيداً، ويخبِّئه في سُعالٍ سريعٍ، ويُلقي به جانباً، ثم تلمعُ أزرار سترتهِ عندما يبتعدْ...
عطر الجراح عضو
تاريخ التسجيل : 18/05/2008عدد الرسائل : 3036العمر : 45الموقع : أرض الآهااااات العمل/الترفيه : auditor & consultantالمزاج : رااااااااايق *** : نقاط : 823
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة الثلاثاء أغسطس 19, 2008 2:12 am
مقعدٌ في قطار
مناديلُ ليست لنا.
عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ.
ضوءُ المحطة.
وردٌ يُضَلِّل قلبًا يُفَتِّش عن معطفٍ للحنانِ.
دموعٌ تخونُ الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا.
من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول?
زنابقُ ليست لنا كي نُقَبِّل خط الحديد.
نسافر بحثًا عن الصِّفْر
لكننا لا نحبُّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا.
مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبَّنا واقفًا في انتظار الدخانِ.
قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ.
في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ.
كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ.
نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش.
نوافذُ ليستْ لنا، والسلامُ علينا بكُلِّ اللغات.
ترى .. كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمةَ?
أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا?
بعيدٌ أنا عن بعيديَ.
ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائعِ.
ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ.
نحن الذين نحبُّ لعشر دقائقَ لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه.
موضوع: رد: محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة السبت سبتمبر 20, 2008 6:52 am
وأنا اختار لكم من شعر هذا العملاق الخالد اختياري هو مقطع من قصيدته الرائعة ( لماذا تركت الحصان وحيدا )
ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟ ـ لكي يؤنس البيت، يا ولدي، فالبيوت تموت إذا غاب سكانها… تفتح الأبدية أبوابها من بعيد، لسيارة الليل. تعوي ذئاب البراري على قمر خائف. ويقول أب لابنه: كن قوياً كجدّك! واصعد معي تلة السنديان الأخيرة يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ عن بغلة الحرب، فاصمد معي لنعود ـ متى يا أبي؟ ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني! وكان غد طائش يمضغ الريح خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة وكان جنود يهوشع بن نون يبنون قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما يلهثان على درب (قانا): هنا مر سيدنا ذات يوم. هنا جعل الماء خمراً. وقال كلاماً كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّر غداً. وتذكر قلاعاً صليبية قضمتها حشائش نيسان بعد رحيل الجنود
محمود درويش الشاعر والانسان .... نرجو من الجميع المشاركة