قيس عضو محترف
رقم العضوية : 711 تاريخ التسجيل : 20/04/2009 عدد الرسائل : 1041 العمر : 44 الموقع : qaisalsoud79@yahoo.com العمل/الترفيه : الرحلات المزاج : رايق *** :
نقاط : 1564
| موضوع: اكثر من وجه الخميس مايو 21, 2009 3:26 pm | |
| [size=18] اخواني واخواتي لقد وجدت هذا الموضوع البالغ الاهميه فاحببت ان انقله لكم لعلنا نجد فيه الفائده المرجوه.
ان الهدف الأساسي من بعثة الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) هو بناء الشخصية الانسانية، وتنظيم تكوينها، وتثبيت مقوّماتها على قاعدة الايمان بالله وحبّ الخير والاستقامة في الفكر والقول والعمل..
لذلك دعا القرآن الحكيم النبي الكريم محمدا (صلى الله عليه وسلم) الى الاستقامة ووحدة الاتجاه:
(فَاستَقِم كَمَا أُمِرتَ)..
ولذلك جعلت الاستقامة مطلباً سامياً يدعو المؤمن ربّه بالتوفيق له والسّعي الحثيث نحوه، يكرَره في كلّ صلاة: (اهدِنَا الصِّراطَ المُستَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم...).
أما الشخصية التي لا تملك الوضوح ولا الرّؤية المنهجية، ولا التماسك الدّاخلي، فهي شخصية مهزوزة تتقاذفها الأمواج، وتتلاعب بها الأهواء والتيارات، لا تعرف الاستقامة ولا الثّبات؛ وتعيش حياة القلق والضياع والتردي في المهاوي.
(وَانَّ مَنكُم لَمَن لَّيُبطّئَنَّ فَإِن أَصَابَتكُم مُّصِيبَة قَالَ قَد أنعَم اللهُ عَلَيَّ إذ لَم أكُن مَّعَهُم شَهِيداً* وَلَئِن أصَابَكُم فَضل مِنَ اللهَ لَيقَولَن كَأن لَم تَكُن بَينَكُم وَبينَهُ مَوَدَّة يَالَيِتَني كُنتُ مَعَهُم فَأفوُزَ فَوزاً عَظِيماً).. (النساء / 72 _ 73).
(... وَإذاَ خَلَوا إلى شَيَاطِينهِم قَالوا إِنَّا مَعَكُم إنَّمَا نَحنُ مُستَهزِءُونَ).. (البقرة / 14).
انّ من أخطر الأمراض السلوكية والأخلاقية هو أن يستبطن المرء اكثر من شخصية:
(تجدون شرّ النَاس ذا الوجهين الّذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه) (1).
واذا شئنا أن ندرس الأسباب الكامنة خلف ظاهرة الازدواجية في السلوك التي تبلغ ذروتها في النّفاق والرّياء، نستطيع أن نشخّص الأسباب الآتية:
1 ـ ضعف الشخصية والشعور بالنّقص:
انّ تلك العناصر المرضية هي من الأسباب الأساسية التي تدفع هذه الشخصيات المرضية الى التظاهر أمام الآخرين بما يرضيهم، والتكيّف مع الأجواء المحيطة بها، سواء آمن بها في أعماق نفسه أو كان لا يؤمن بها.. فهو أمامهم وعاء أجوف تملؤه ارادتهم وموجبات رضاهم.
ويحذّر الرسول المصلح محمد (صلى الله عليه وسلم) بتوجيه منه لصيانة الشخصية وحمايتها من هذه الظاهرة المرضية، فيقول:
(لا تكن إمّعة، تقول أنا مع النّاس، إن أحسن النّاس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن النّاس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم).
2 ـ حالة الخوف والارهاب التي تصنعها السلطات الارهابية والأنظمة الظالمة:
انّ الأنظمة الارهابية تساهم في تكوين هذه الظاهرة وتنميّها؛ فالخوف والارهاب يضطر البعض الى الرّضوخ لارادة الحاكم والتجاوب مع الظروف السياسية والفكرية على الرّغم من الرّفض الداخلي لتلك الشخصية.. فتنشأ شخصيات مزدوجة تحمل في أعماقها قناعات داخلية، وتتظاهر بشعارات وقناعات أخرى..
3 ـ التربية:
وتساهم التربية في مراحلها الأولى.. التربية العائلية والمدرسية (غير السّليمة) في زرع هذه السلوكية الذميمة (الاثنينية والنّفاق)، أو تنمّيها في الطفل. ذلك لأنّ المعاملة القاسية، والضّغط غير الموجّه، والكراهية التي يقابل بها الطفل، تجعله يكذب أو يتظاهر بسلوك معيّن أمام والديه ومرببه لكسب ودّهم أو لحماية نفسه من العقاب والقسوة غير المشروعة، في حين يحمل في نفسه وضعاً داخلياً آخر.. ومع مرور الأيام ينمو الطفل وتنمو معه هذه العقدة المرضية الخطيرة _ عقدة الازدواجية والنّفاق _؛ لذا كان من واجب الآباء والمربّين أن يراقبوا سلوك الطفل، ويرفعوا عنه عقدة الخوف والقسوة، ويوفروا له جوّ الثقة والطمأنينة، ويصحّحوا سلوكه بروح الحبّ والتوجيه، لتنمو شخصيته في جوّ السلامة والصحّة النفسية.
4 ـ فقدان توازن الشخصية:
من الأسباب الاساسية التي تساهم في تكوين الشخصية المزدوجة هو عدم توازن الشخصية.. فبعض الشخصيات تعاني من عدم توازن في الدافع النفسية والمحفّزات السلوكية.. فمثلاً ترى بعض الأشخاص يبكي اذا ذكّرته الله، ولكنّك تراه في موقف آخر يتعامل بما يذهلك من القسوة والعدوان.. أو تراه رحيماً بالفقراء، عطوفاً عليهم، مساهماً في مشاريع الخير، يتبرّع بالكثير من ماله، ولكنّك تراه جشعاً، مصّاصاً للدّماء، عندما يمارس عمله التجاري.
ان ظاهرة الازدواجية في سلوك هذه الشخصية تعود بشكل أساسي الى عدم توازن الدّوافع والغرائز والمحفّزات والارادة.. انّ هذا النقص التربوي أو البيلوجي في الشخصية بحاجة الى علاج من الفرد نفسه، أو من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والعلماء والمربّين.
5 ـ الفقر والحاجة والطمع:
مشكلة الفقر والحاجة الى الآخرين، والطمع بما في أيديهم من مال وجاه وسلطة.. يضطر البعض للمراهنة والتظاهر أمام من يرجو منه توفير ما يريد بالتوافق معه، أو الانصياع لرغبته، مقابل الحصول على حاجته، رغم عدم حصول القناعة الداخلية.. وهكذا تتكوّن لهذا الانسان شخصيتان.. شخصية يتعامل بها مع من يريد منه أن يوفر له حاجته.. وشخصية يتعامل بها خارج هذا الجوّ والاطار..
6 ـ الجهل:
ويشكل الجهل للكثير من الناس مشكلة سلوكية كبرى في هذا المجال المرضي الهدّام.. وتتجّسد آثاره واضحة في تكوين الازدواجية والاثنينية الفكرية في مجال الفكر والقناعات السياسية.. فالجاهل الذي لا يميز مثلاً بين الفكر الاشتراكي اليساري أو الغربي الرأسمالي أو المفاهيم العنصرية وبين الاسلام.. تراه مسلماً يؤمن بالاسلام، وربّما أدّى بعض شعائره، ولكنّه يحمل في الوقت ذاته الفكر المادي المعادي للاسلام، ويكافح من أجله.. فينظم الى حزب اشتراكي أو ديمقراطي، ويدعو لتلك الأفكار والمفاهيم المخالفة للشريعة الاسلامية.. ولا يشعر بالتناقض وازدواج الشخصية لجهله وعدم وضوح الأفكار لديه.
7 ـ عدم الانسجام بين المحيط والشخصية:
وتشكل حالة التناقض بين المحيط الذي يعيش فيه الانسان وبين الشخصية سبباً أساسياً من أسباب ازدواج الشخصية.. فالشخص الذي يؤمن بفكرة أو يسلك سلوكاً وفق مقاييس محدّدة ويعيش وسط بيئة اجتماعية تخالف أفكاره وعاداته وتقاليده.. يعاني من انقسام الشخصية بين البيئة والراي العام المحيط به، وبين ما يؤمن به ويقتنع من أفكار وعادات. لذلك حرص الإسلام على تكوين بيئة سلوكية نظيفة، ونهى المسلم عن مخالطة الأشرار والعيش في بيئة لا يستطيع أن يحفظ فيها دينه واستقامته.
انّ ظاهرة ازدواج الشخصية في مجتمعاتنا ظاهرة مرضية تحتاج الى علاج عن طريق التربية الاسلامية وتكوين بيئة اسلامية نظيفة، لتتكوّن الشخصية الاسلامية، ولبناء المجتمع الاسلامي البعيد عن النفاق والرّياء والضّياع السلوكي، كما تحتاج الى مراقبة الانسان المسلم لنفسه باستمرار، والعمل على انسجامها مع الاسلام عقيدة وفكراً وسلوكاً ومشاعر وعواطف، وأن يستعين في ذلك كلّه بالله سبحانه وتعالى، فهو مغيّر القلوب والأحوال، وهو ولي المؤمنين وناصرهم:
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِينَّهُم سُبُلَنَا وَإنَّ اللهَ لَمَعَ المُحسِنِينَ).. (العنكبوت / 69).
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
[/size] | |
|
ابو زيد مشرف
رقم العضوية : 427 تاريخ التسجيل : 11/01/2009 عدد الرسائل : 6447 العمر : 51 الموقع : السويد العمل/الترفيه : حب الله المزاج : حسب حال امتنا *** :
نقاط : 9210
| موضوع: رد: اكثر من وجه الخميس مايو 21, 2009 8:34 pm | |
| اشكرك اخي قيس على الطرح المهم ولو توقفت المشكلة عند الازدواجية وتغير الوجه بتغير الحال لكنا بألف خير ولكن المشكلة اصبحت اكبر من ذلك والله المستعان اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيمن اعطيت وقنا برحمتك شر ما قضيت اللهم امين | |
|