الحب أقوى من عدم التسامح والحدود والفورارق الدينية

زائر

تعد مسرحية (ناتان الحكيم) التي كتبها إفرايم ليسينج عام 1779 عملاً أدبياً يقف ضد عدم التسامح الديني والأحكام المسبقة والتعصب العقائدي، إذ يكمن لب المسرحية في الإنسان هو المهم، وليس الدين.

وبعد مرور 227 سنة على هذا العمل، وتحديدا أثناء إقامتي في القاهرة في شهر مارس سنة 2006، وبينما كنت أشرب مسترخياً فنجاناً من الشاي، شدني دليل السفر والسياحة الخاص بالشرق الأوسط وذكرني بفلسطين وإسرائيل، الأرض المباركة والمدينة المقدسة، فقمت لتوي واتصلت بالقدس حيث كانت صديقتي الألمانية كاتيا التي تعرفت عليها في الإسكندرية على الطرف الآخر من الخط، وقد أردت السفر بعد ذلك مباشرة، إلا أن الحافلة التي تسافر من القاهرة إلى طابا الواقعة على الحدود الإسرائيلية تقلع في الحادية عشرة والنصف مساء.

جوار الأديان

زرت في المدينة المقدسة العديد من الأماكن الأثرية الشهيرة كحائط المبكى والمسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة وقبر السيد المسيح وقبر مريم العذراء، فالمدينة تقدم رمزاً دينياً مقدساً لكل معتنقي الديانات السماوية الثلاثة، والكل في تلك البقعة الصغيرة. ويعيش في المدينة مسلمون ويهود ومسيحيون بطوائفهم المتعددة، ولنرجع 227 سنة إلى الوراء ولنسأل أي من الأديان الثلاث هو الدين الحق؟

لقد أجاب المساء الذي قضيته عند كاتيا على سؤالى هذا، فحتى في إسرائيل حيث الأوضاع شديدة التوتر، كان يهود إسرائيليون ومسلمون ومسيحيون فلسطينيون ومصري وألماني قد حضروا إلى منزل كاتيا وقضوا ليلة رائعة على الرغم من اختلافات الثقافة واللغة الموجودة بينهم. خرجت أنا وكاتيا وبعض الإسرائيليين من أصدقائها في ليلة أخرى نتمشى في شوارع القدس، وتعرفت في هذه الليلة على أفيران، وهو موظف أمن يعمل بالحي القديم في القدس ويعرف كاتيا منذ مدة غير طويلة، وبحكم صداقتي القوية لكاتيا لم يكن من الصعب عليّ أن ألحظ إعجابها بهذا الشاب.

بعد انقضاء عدة أشهرعلى هذا المساء قابلت كاتيا وأفيران في هامبورج، وتعيش كاتيا حالياً في لندن بينما يهيش أفيران في القدس، كانا يخططان للزواج آنذاك ويقولان بذلك لا لعدم التسامح والأحكام المسبقة والتعصب العقائدي. وأقيم حفل الزواج في قبرص، وأقيم مرة أخرى في هامبرج، كان احتفالاً بالحب بكل معاني الكلمة، وحضر الضيوف من لندن وبكين وأيرلندا وفرنسا وإسرائيل ومصر وألمانيا. وفي الحفل كان القس الإنجيلي يأكل مع اليهودي ويشرب مع القبطي، وقد جلس ألماني وإسرايلي ومصري على مائدة واحدة في سلام تخيم عليهم روح الصداقة بينما يحتفلون انتصار الحب. لقد كان هذا احتفالاً بالتسامح والحب والسعادة، فلم يكن فيه أي مكان للون أو الدين أو الجنسية، ولكن لمَ كان كل المرح هذا يعم حفل حفل الزواج؟ لابد أن هناك سر.

لقد كان حفل الزواج في قبرص حفلاً رائعاُ تهيمن عليه أجواء الرومانسية، وقد وقع الاختيار على قبرص لأن إسرائيل لا تسمح لليهودي بالزواج من ِغير اليهودي، ولذا تقرر إتمام الزواج في قبرص، إذ الإجراءات أيسر بالنسبة لليهود الإسرائيليين الذين لا يرغبون في الزواج حسب القوانين الحاخامية اليهودية.

الأحكام المسبقة وعدم التسامح والتعصب العقائدي في أوروبا أيضاً

لم يكن حفل الزواج هو كل ما واجه الزوجين من صعوبات، فقد فكر أفيران في اجتياز دورة للغة الإنجليزية في إنجلترا، وبهذا يتغلب عقبة المسافة من ناحية، كما أنها فرصة جيدة لتحسين لغته الإنجليزية من ناحية أخرى، فإن امتحان القبول للدراسة يتضمن اختباراً في اللغة الإنجليزية.

وقام أفيران بتقييد اسمه في دورة للغة الانجليزية في لندن مدتها أربعة أشهر كما وصاه أحد أصدقائه، (مع العلم بأنه لا يحتاج إلى فيزا إذا كانت مدة الإقامة لا تزيد على ثلاثة أشهر)، ثم قدم طلباً للحصول على فيزا، إلا أن طلبه رفض لأن المدرسة التي تعقد بها الدورة غير معتمدة من المعهد البريطاني، ومن ثم فقد ضاعت عليه كل النقود التي دفعها كمصروفات لدورة اللغة، وفي المرة التالية قرر أفيران أن يكون أكثر حذقاً فذهب إلى السفارة البريطانية في تل أبيب وسألهم إعطائه قائمة تضم المدراس التي تقدم دورات في اللغة الإنجليزية والمعتمدة من المعهد البريطاني، وملأ أفيران طلب احصول على الفيزا وذكر فيه أن صديقته تعيش في لندن كما هو الواقع.

ولكن السفارة الطلب تم رفضه كسابقه، وعللوا الأمر بأن غرض الإقامة هو البقاء مع كاتيا ليس إلا، وأنه ليست هناك نية لزيارة الدورة، وكانت النتيجة أنه حصل على منع من دخول إنجلترا بدلاً فيزا لدخولها، ولم يصبح بمقدوره السفر إلى إنجلترا حتى لأسبوع واحد أو لأسبوعين، وكانت كاتيا آنذاك في السنة الدراسية الأخيرة ولم تخطط السفر إلى إسرائيل كي يمكنها التركيز على دراستها الجامعية، ولهذا فقد اتصلت بمحامية متخصصة في هذا الشأن وعلمت من خلال المكالمة أن السفارة البريطانية رفضت كل طلبات الفيزا التي قدمها الإسرائيليون في وقت معين، إذ تنتشر حالات العمل غير الشرعي بين الإسرائيليين في إنجلترا.

توجهت كاتيا للسياسيين ولكل من السفير والمسئول عن قسم الفيزا في السفارة البريطانية وقدمت شكوى عن المعاملة التي لقيها أفيران في السفارة، فأثناء المقابلة التي أجريت مع أفيران من أجل الفيزا قام المسئول بعمل تعليقات عنصرية بصورة غير مباشرة لأن أفيران يهودي وصديقته ألمانية، كما لم يصدق أن أفيران يتحدث مع كاتيا بالعبرية، وقال أنه لا يحتاج في هذه الحالة إلى اللغة الإنجليزية كي يتخاطب مع صديقته.

وفي النهاية فالحب لا يعرف لا حدود ولا فيزا، فالسعادة لها أوجة كثيرة والإيمان يصنع المعجزات

نعم صديقي

الحب ليس لغة او دين او عمر
الحب سلوك منعكس على نفسه بنفس الوقت

وكم منا يلزمه تصحيح سلوكه ليعرف معنى مفهوم الحب

دمت بروعة الطرح

والموضوع يحمل عبر جمة كم اتمنى من المارة التركيز على ما يحمل بطياته

دمت علي بكل عنف على الاختيار الموفق

مشكوووور

يعطيك العافيه

تقبل مروري

مشكور علوووش

يعطيك العافيه على الطرح

دمت بخير

الحب أقوى من عدم التسامح والحدود والفورارق الدينية Dbd66b9c1ccc455d5ae19c2

زائر

فالحب لا يعرف لا حدود ولا فيزا، فالسعادة لها أوجة كثيرة والإيمان يصنع المعجزات
طرح قمه بالروووووووعه
الله يعطيك العافيه
ولايحرمنا من تميز
اختيــــــــــارك

مشكوووووووووووووووووور

تقبل مروري

ان الحب لادين له

» الحب و ما ادراك ما الحب .. ركبى يسيبوا و قلبى يطب .. الحب الحب الحب!
» التسامح ..والغضب
» معنى التسامح
» الفن والدولة الدينية في مصر
» الاسطوانة الدينية الشاملة