لقد تحولت سماعات
الرأس – منذ مدة طويلة – إلى أحد الاكسسوارات الإلزامية لدى الكثيرين منا.
لكنها من الممكن أن تكون اكثر خطورة مما اعتقدنا.
لقد تحولت سماعات الرأس – منذ مدة طويلة – إلى أحد الاكسسوارات الإلزامية
لدى الكثيرين منا. لكنها من الممكن أن تكون اكثر خطورة مما اعتقدنا. فقد
أظهر بحث علمي جديد أن زيادة قوة الصوت الذي تصدره هذه السماعات، تؤذي غلاف
الخلايا العصبية المسؤولة عن السمع، ومن الممكن أن تؤدي لحالة مؤقتة من
الطرش، وفي حالات أخرى لسماع الطنين بشكل متواصل.
غلاف الخلايا العصبية حاول هذا البحث الذي أجري في قسم الفيزيولوجيا في جامعة "لايسيستير"
البريطانية، أن يفحص كيفية حصول هذا الضرر. وقد عرّض الباحثون خلايا عصب
السمع لقوة صوت كبيرة، فأظهرت النتائج أن غلاف الخلايا العصبية – المعروف
باسم المييلين – والمسؤول عن حفظ الإشارات الكهربائية في خلايا العصب
ونقلها على امتداد الألياف العصبية، تعرض للتدمير الكامل عندما واجهة صوتا
تفوق قوته الـ 110 ديتسيبيل.
سماع الطنين بشكل متواصل "الوضع يشبه ما يحصل في أسلاك الكهرباء"، يقول الباحثون، ويضيفون: "نفقد
التوصيل الكهربائي حين ننزع الغلاف عن السلك. وهو أمر شبيه بما يحصل حين
يصاب عصب السمع بالضرر الذي اكتشفناه". النتيجة الحتمية لفقدان الغلاف، هي
فقدان السمه مؤقتا، وفي بعض الأحيان سماع الطنين بشكل متواصل. لكن مع ذلك،
أكد العلماء أن الوضع قابل للإصلاح، وبعد ثلاثة أشهر من عدم التعرض للضجيج
المرتفع، يتجدد غلاف المييلين المحط بالخلايا العصبية وتعود قدرة السمع إلى
وضعها السابق.
تقليل الأضرار المؤقتة التي تصيب السمع وأضاف الباحثون ان الضجيج الأعلى الذي صدر عن سماعات موصولة بجهاز MP3 كان
يوازي ضجيج محرك طائرة نفاثة. وأكدوا أن البحث ما يزال مستمرا، وأنهم
يعملون الآن على فحص كيفية تأثير الضجيج المحيط على الخلايا العصبية الاخرى
وعلى الدماغ، إلا أنهم أشاروا إلى أن البحث الحالي سيساعد في تقليل
الأضرار المؤقتة التي تصيب السمع، والتي من الممكن ان تتحول إلى أضرار
دائمة.
في بلادنا، يعتبر نحو 10% من السكان من أصحاب اضطرابات السمع. أما بالنسبة
لمن هم فوق سن الـ 65 عاما، فإن ثلثهم تقريبا يعانون من اضطرابات في
السمع. يدور الحديث هنا عن نحو 700 ألف إسرائيلي. كذلك أظهر استطلاع ميداني
أن نحو ثلثي الإسرائيليين لا يسمعون جيدا خلال المحادثات الهاتفية، 60%
يرفعون مستوى الصوت خلال مشاهدة البرامج التلفزيونية، كما تعاني نفس هذه
النسبة من الضجيج المرتفع خلال الاحتفالات والمهرجانات الجماهيرية.