سنن خير الأنام استقرت بها الحياة : قيام رمـضـان

سنن خير الأنام استقرت بها الحياة : قيام رمـضـان

قال تعالى: "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك
له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين". سورة الأنعام الآيتان 162و163. "إن المتقين فى
جنات وعيون،آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلا من الليل
ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون". سورة الذاريات الآيات 15-18من أعظم العبادات
التى يتقرب بها العبد إلى ربه فى هذا الشهر قيام رمضان أو صلاة التراويح ( جمع
ترويحة، تطلق فى الأصل على الاستراحة كل أربع ركعات ثم أطلقت على كل أربع ركعات)
سنة للرجال والنساء تؤدى بعد صلاة العشاء وقبل الوتر ركعتين ركعتين، ويجوز أن تؤدى
بعده ولكنه خلاف الأفضل ويستمر وقتها إلى آخر الليل.

وروى الجماعة عن أبي
هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغب فى قيام رمضان من
غير أن يأمر فيه بعزيمة، فيقول: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من
ذنبه.عن عائشة قالت: صلى النبى صلى الله عليه وسلم فى المسجد فصلى بصلاته ناس كثير
ثم صلى من القابلة فكثروا، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم فلما أصبح
قال: " قد رأيت صنيعكم فلم يمنعنى من الخروج إليكم إلا أنى خشيت أن تفرض عليكم
"،وذلك فى رمضان وفى كتاب "فقه السنة" للسيد سابق، روى الجماعة عن عائشة أن النبي
صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد فى رمضان ولا فى غيره على إحدى عشرة ركعة. وروى ابن
خزيمة وابن حبان فى صحيحهما عن جابر:أنه صلى الله عليه وسلم صلى بهم ثمانى ركعات
والوتر، ثم انتظروه فى القابلة فلم يخرج إليهم. وروى أبو يعلى والطبرانى بسند حسن
عنه قال: جاء أبى بن كعب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنه
كان منى الليلة شيء، يعنى فى رمضان،قال:" وما ذاك يا أبى "؟ قال: نسوة فى دارى
قلن:إنا لا نقرأ القرآن فنصلى بصلاتك ؟ فصليت بهن ثمانى ركعات وأوترت، فكانت سنة
الرضا ولم يقل شيئا.

وكان الناس يصلون على عهد عمر وعثمان وعلى عشرين ركعة،
وهو رأى جمهور الفقهاء من الحنفية والحنابلة وداود، قال الترمذى: وأكثر أهل العلم
على ما روى عن عمر وعلى وغيرهما من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم عشرين ركعة، وهو
قول الثورى وابن المبارك والشافعى، وقال: هكذا أدركت الناس بمكة يصلون عشرين
ركعة.

ويرى بعض العلماء أن المسنون إحدى عشرة ركعة بالوتر والباقى مستحب.
قال الكمال بن الهمام: الدليل يقتضى أن تكون السنة من العشرين ما فعله صلى الله
عليه وسلم ثم تركه خشية أن يكتب علينا، والباقى مستحب. وقد ثبت أن ذلك كان إحدى
عشرة ركعة بالوتر كما فى الصحيحين،فإن يكون المسنون على أصول مشايخنا ثمانية منها
والمستحب اثنتى عشرة.

قيام رمضان يجوز أن يصلى فى جماعة كما يجوز أن يصلى
على انفراد، ولكن صلاته جماعة فى المسجد أفضل عند الجمهور وقد تقدم ما يفيد أن
الرسول صلى الله عليه وسلم صلى بالمسلمين جماعة ولم يداوم على الخروج خشية أن يفرض
عليهم ثم كان أن جمعهم عمر على إمام. قال عبد الرحمن بن عبد القارى: خرجت مع عمر بن
الخطاب ليلة فى رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلى الرجل لنفسه ويصلى
الرجل فيصلى بصلاته الرهط. فقال عمر:إنى أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل
ثم عزم فجمعهم على أبى بن كعب، ثم خرجت معه فى ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم
فقال عمر:" نعمت البدعة هذه والتى ينامون عنها أفضل من التى يقومون "، يريد آخر
الليل (أي أن صلاتها آخر الليل أفضل) وكان الناس يقيمون أوله. رواه البخارى وابن
خزيمة والبيهقى وغيرهم.

ليس فى القراءة فى قيام رمضان شئ مسنون. وورد عن
السلف أنهم كانوا يقرؤون المائتين ويعتمدون على العصى من طول القيام، ولا ينصرفون
إلا قبيل بزوغ الفجر فيستعجلون الخدم بالطعام مخافة أن يطلع عليهم. وكانوا يقومون
بسورة البقرة فى ثمان ركعات فإذا قرئ بها فى اثنتى عشرة ركعة عد ذلك تخفيفا. قال
ابن قدامة: قال أحمد:" يقرأ بالقوم فى شهر رمضان ما يخفف على الناس ولا يشق عليهم،
ولا سيما في الليالي القصار".

وقال القاضى: لا يستحب النقصان من ختمة فى
الشهر ليسمع الناس جميع القرآن، ولا يزيد على ختمة كراهية المشقة على من خلفه،
والتقدير بحال الناس أولى، فإنه لو اتفق جماعة يرضون بالتطويل كان أفضل، كما قال
أبو ذر:" قمنا مع النبى صلى الله عليه وسلم حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح، يعنى
السحور، وكان القارئ يقرأ بالمائتين".

ويذكر فى كتاب " فضائل الأعمال "
للحافظ ضياء الدين عن فضل قيام شهر رمضان مع الإمام، عن أبى ذر رضى الله عنه، قال:
صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم بنا شيئا من الشهر، حتى بقى سبع فقام
بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت الليلة السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة
قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يا رسول الله لو نفلتنا قيام هذه الليلة، قال
فقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة، قال: فلما كانت
الرابعة لم يقم بنا، فلما كانت الثالثة جمع أهله نساءه والناس فقام بنا حتى خشينا
أن يفوتنا الفلاح، قال: قلت وما الفلاح، قال السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر".
رواه أبو داود وابن ماجة

جزاكِ الله خير

بوركت الايادي نشمية

هلا عمي

جزاك الله عنا كل خير يا نشمية

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

ورزقنا الله صيام رمضان وقيامه على اكمل وجه

اللهم آميين ابو زيد ووجد وجالودي وابو زيد كل الشكر لمروركم وردكم

» سر جميل يعينك على قيام صلاه الفجر
» عجائب قيام الليل
» من روائع قيام الليل
» اعجاز علمي في قيام الليل
» مقطع لا وصف .. اهوال قيام الساعة بلغةالعلم