الفن والدولة الدينية في مصر

شيوخ السلفية في مصر

الفن والدولة الدينية في مصر


موقف الاخوان وشيوخ السلفية من الفن وتخوف الفنانين من دولة دينية في مصر



وصفي أبوالعزم
أثار غياب الفنانين الملحوظ عن أولي جلسات الحوار الوطني التي عقدت بمقر
مجلس الوزراء مؤخراً وحضرها ممثلو القوي الوطنية المختلفة العديد من
التساؤلات.. وعلامات الاستفهام وربما الهواجس.. إذ تخوف الكثير من رموز
الفن والابداع في مصر من مغزي هذا الغياب وهل هو متعمد أم لا.. وذهبت
الظنون ببعضهم الي حد اعتبار هذا أولي خطوات تحجيم دور الفن والفنانين في
المرحلة المقبلة.. وهو ما جعل البعض يتساءل ماذا إذن اذا وصل الإسلاميون
الي الحكم؟ وما مصير الفن وأهله في مصر في حال تحقق هذا معتبرين ان هذه
الخطوة ربما تصبح الضربة القاضية للابداع بكل أشكاله.. شاشتي تعرفت علي
آراء عدد من هؤلاء في السطور التالية.
الكاتبة د. لميس جابر أكدت انه في حال وصول الإسلاميين للحكم فلن يكون هناك
فن أصلاً موضحة انهم ساعتها سيحرمون الفن الذي هو وجهة نظر قبل أي شئ وهذا
ليس وارداً عند من يحكم بالدين.
أضافت: ساعتها أيضاً لا يمكن ان نشاهد شخصية رجل الدين المنافق الذي ظهرت مثلاً في فيلم “الزوجة الثانية” وطبيعي ان يكون هناك تحجيم.
وتابعت لميس: أتوقع ان تكون أفلام ما قبل الثورة أكثر حرية عن تلك التي ستكون بعدها.
مشيرة إلي ان النظام القديم لم يمنع ظهور أفلام تقدم نقداً لاذعاً لسياسته
ورغم المصاعب التي كانت تواجه الأعمال مع الرقابة – علي حد قولها – فإنها
في النهاية كانت تظهر علي الشاشات وهو ما لا أتوقع حدوثه في حال وصول
الإسلاميين للحكم.
وإذا ما حدث ذلك فسوف يكون هذا بداية قتل للفن بجميع أشكاله.
أضافت :عندما أفتش في مقالاتي القديمة والتي كتبتها قبل الثورة أجد بين
سطورها نقداً لا يحتمل للنظام القديم ورغم ذلك فقد ظهرت للنور أما إذا تولي
هؤلاء السلطة اليوم فلن يكون من حق أحد أن يقول “بم”.
الإخوان متلونون
أما السينارست محمد الغيطي فقد أكد أنه ليس لديه أي تخوفات في حال سيطرة
الإسلاميين علي الحكم لكنه فرق بين الاخوان المسلمين والسلفيين موضحاً ان
الاخوان معروفون بأنهم متلونون وانتهازيون ولغتهم متغيرة. أما السلفيين
فيري الغيطي أنهم عانوا الكبت كثيراً في الظلام ولم يمارسوا السياسة بشكل
حقيقي ووجدوا أنفسهم في وجه المدفع مرة واحدة.. مضيفاً هم أكثر سذاجة
ووضوحاً وأقل احترافية.
في ممارسة العمل السياسي.. دعا الغيطي كل القوي الليبرالية المؤمنة بفكرة وجود دولة مدنية ان يقفوا في وجه الأصولية الدينية.
كما أكد الغيطي ان تخوفه الأكبر من الفنانين الذين يعانون من الجهل السياسي
والذين ظهروا ضد الثورة لدرجة ان بعضهم شعر بفجيعة بعد سقوط مبارك. موضحاً
ان علي هؤلاء الاحتكاك بالقوي الوطنية والمثقفين والعودة الي الفكر
الليبرالي بعيداً عن هواجس سيطرة الأصوليين.
كما أوضح أنه ليس ضد الفن الهادف الذي يحترم عقول مشاهديه ويمتعهم ويقدم
لهم النافع لكنه ضد أن يتدخل في الفن من لا يفهم فيه ويفرض عليه سطوته دون
تعقل أو تفهم.
الكاتب الكبير يسري الجندي أكد عدم رضاه عن غياب الفنانين عن أولي جلسات
الحوار الوطني التي حضرها عدد من رموز المجتمع المصري وممثلي التيارات
المختلفة.. لافتاً الي خطأ اقتصار جلسات الحوار علي النخبة أو فئة معينة..
مؤكداً علي اهمية ان يتسع المجال لمشاركة كافة طوائف الشعب من الفنانين
والمهندسين والأطباء والفلاحين وغيرهم.. دون استثناء.
موضحاً انه لا يخاف أحداً في الفترة المقبلة إسلاميين أو غيرهم معتبراً ان
الأهم كان تطهير البلد من النظام القديم لافتاً الي ان عجلة الأفكار لابد
أن تدور ولابد من الاختلاف .
لا داعي للخوف من الاخوان المسلمين
ويري السيناريست بشير الديك أنه لا خوف أبداً إذا تحققت الديمقراطية.
قائلاً: إننا نعيش حالياً في عصر لم تكتمل فيه ملامح الديمقراطية الحقيقية
التي لابد ان تفرز اليمين واليسار وكل منهما من حقه أن يدافع عن وجهة نظره.
أضاف الديك: الشعب المصري لن يسمح باقامة دولة دينية مشيراً الي ان الاخوان
أنفسهم أعلنوا انهم يدعون الي دولة مدنية لكن بمرجعية إسلامية.
كشف بشير عن أن مسألة التخوفات الحالية من حكاية الحلال والحرام أمر طبيعي
في مجتمع حي مثل المجتمع المصري وهو نتاج للصراعات الحاصلة بعد الثورة التي
لم تنته بعد.
وعبر الديك عن دهشته من عدم دعوة الفنانين والمبدعين الي جلسات الحوار
الوطني التي حضرها ممثلو القوي الوطنية موضحاً انهم يجب ان يكون دور
الفنانين في المقدمة.
أضاف: لا ننكر ان بعضهم غاب عن المشهد في ميدان التحرير ولم يكشف عن موقفه
من الثورة داعياً هؤلاء للخروج للناس للتعبير عن رأيهم ووجهة نظرهم.
الفنان الشاب أحمد عيد أكد أيضاً أنه لا يتوقع أن تصل المسألة الي حد تحريم
الفن. موضحاً ان هناك من هذه التيارات من أنكر مسألة التحريم مشيراً الي
ان هناك دولاً ذات مرجعية دينية لديها سينما متقدمة جداً وحصلت السينما
فيها علي جوائز عالمية لم تحصل عليها مصر.
أضاف عيد: في رأيي لا يجب ان يكون هناك تخوف من هذه النقطة قائلاً: علي
صناع الفن ان يضعوا رقابة ذاتية علي أنفسهم حتي لا يخرج للنور أعمال فنية
ذات طابع استفزازي لمشاعر المجتمع.
وكشف عيد عن ان هناك من تحدث معه بشأن مشاركته في الحوار الوطني لكنه لم
يبدأ بعد. رافضاً الكشف عن اسمه. مؤكداً انه احدي الشخصيات السياسية
الإعلامية.
وأكد عيد في النهاية علي ضرورة ان يشارك الشعب بجميع فئاته في الحوار
الوطني علي أن تكون هناك آلية لتنظيم هذا الحوار تسمح لكل مشارك ان يدلي
برأيه بما يصب في صالح البلد.

والله علاوي اسمهم معهم ممثلين
الله يعافينا منهم كلهم
يقولون ما لا يفعلون
مشكور يا صديقي للطرح