الفنان العراقي بشير الغزالي يغني للسلط في الولايات المتحدة
إبراهيم السواعير
(أنا سلطي يا نيالي)، كانت الدفقة الأولى التي جعلت العراقي بشير الغزالي يذوب في حب الأردن، فتنطلق حنجرة الفنان الشاب بأغانيه العذبة: (حيا الله الأردنية)، و(الله ما اجمل هالوطن)، وهي مقطوعاتٌ وصفها بأنها خففت عنه اشتياقه للوطن الأم.
يقول الغزالي، المولود في بغداد وشارك مؤخراً في مهرجان شبيب في الزرقاء، إنّ الجمهور الأردني متذوقٌ، ما يزال يصنع نجومه ويعطيهم الشرعية الفنية، وإنّ لدى هذا الجمهور عاطفة قوية تجاه الألم العراقي، يواسون الجرح، ويمتزجون مع الفنانين العراقيين بالحب، مدللاً بحضوره الكبير في السلط، وماحص، والزرقاء، ومشاركة شعراء أردنيين له في كلمات أغانيه.
(الله ما اجمل هالوطن أرض وجنّة) التي كتب كلماتها خالد الشريدة، ولاقت نجاحاً كم يقول الغزالي، جعلته يغني للشريدة موال (طياب ناسي وهلي وش كثر والله طياب) التي يقول فيها: عمان نبض القلب وبغداد جوا الاهداب/ الأردن دلة قهوة منها الكرم ينساب/ ألله يديم الملك عزة واهل واحباب)، وحين يذكر الغزالي الأردن فإنه يذكر العراق في توليفة محبة يقول فيها موالاً: (عراق وباسم الأردن اتغنّا/ يا أرض الكرم يا طيبة أهلنا/ عبدالله الثاني عبدالله بطيبه جمعنا/ هم شعب واحد وما أحد يفرقنا).
يشارك الفنان الغزالي في مهرجان العرب بأميركا للجاليات العربية، وكما يقول فإن مشاركاته لسنتين على التوالي لاقت إعجاباً وتصفيقاً حاراً من عرب يشدهم الحنين إلى أوطانهم، وفي أمسياته هناك يقول إنه يبدأها بموال يجرح القلوب ويعيد الذكرى، ويستمر في (فوق النخل)، والتغني بما تركه الفنانون الكبار من أمثال ناظم الغزالي وسعدون، وكاظم الساهر وغيرهم.
في اللون الغزلي غنى الغزالي من كلمات خالد الشريدة أغنية (قبل ما تقول انتهينا) التي تروي قصة وعتاباً، وفيها يقول: ( قبل ما تقول انتهينا/ لحظة اقولك كلمتين/ مثل ما سالت عيوني/ كل شي قرضة ودين)، وهي كلمات يقول الغزالي إنه لم يتدخل فيها وبخاصة حين كتب أغلب أغانيه الشريدة الذي أصبح على علم بما يشكل لوناً مميزاً للفنان. وفي الأغنية كما يقول قصة إنسانية تذكر الضحية في الحب والطيبة التي لا يستحقها إلا الطيب والندم الذي يبذله المحب على أعتاب الذكرى المؤلمة، وهي كلمات قاسية تخرج من صدر الفنان حين يقول: (صحيح انك ولا تسوى/ تبيع اللي إلك يهوى)، ثم تنتهي القصة بالرحيل.
مثل هذه الأغاني مفضلة عند الغزالي في مواله الذي يراه يلخص حياة الإنسان العراقي خصوصاً والعربي عموماً، وعن السبب في أن يظل الموال حزين الوقع متدفقاً بالألم، يقول الشريدة إنّ الموال هو بوح إنساني بعد ذكرى صعبة وهم كبير أو موقف يستدعي أن تنطلق الحنجرة بالآه.
الغزالي يقول إنه تعلم الغناء في كورال في فرقة أخيه الفنان منير العاشق، وكان في بغداد ضمن هذه الفرقة حتى تدرب جيداً على الأداء وهو يحاول اليوم أن يترك له بصمةً مميزة في مجال الغناء، مستفيداً كما يقول من (البحة) التي في صوته متخصصاً بالموال العراقي، وهو اليوم يتهيأ للمشاركة في الولايات المتحدة الأميركية في احتفال الجاليات العربية هناك، وقد سبق كما قال أن غنى في أريزونا وتكساس وهيوستن وديترويت.
من المواويل المفضلة لدى الغزالي (اللي مضيع وطن) وهو الموال الذي يحبه كل العراقيين ويتناسب مع الحنين الذي يشدهم إلى بلدهم، وفي هذا السياق يقول الغزالي إنّ الغناء لا يكون إلا للأشياء المعنوية مثل المحافظات أو الجمال أو البلاد، ذاكراً أغنيته في السلط، مشيراً إلى أنه سيغني لكل المحافظات الأردنية لاحقاً، وأنه تستهويه الأغنية اللطيفة الوقع التي تؤثر وتكتب كأغنية، وفي هذا السياق يقول الشاعر خالد الشريدة الذي قال ل»الرأي» في إطار الحوار مع الغزالي إنه لا يؤمن بالكلام الثقيل كأغنية وإن الشعر النبطي يشمل الشعبي وغير الشعبي منه، مبيناً أن من الخطأ أن نتحيز للون شعري في بقعة ما دون اللون الآخر خوفاً من إقصاء الثقافات.
يذكر أن أغنية (أنا سلطي) كتب كلمتها عمر أبو رمان ووزعها ولحنها محمد الجالودي، ومن المتوقع أن يشارك الغزالي بها وبأغاني أخرى في الولايات المتحدة في مهرجان الجاليات العربية المقبل.