الأسد حيوان ضخم من فصيلة السنوريات وأحد السنوريات الأربعة الكبيرة
المنتمية لجنس النمر (باللاتينية: Panthera)، وهو يُعد ثاني أكبر
السنوريات في العالم بعد الببر، حيث يفوق وزن الذكور الكبيرة منه 250
كيلوغراما (550 رطلا). تعيش معظم الأسود البرية المتبقية اليوم في إفريقيا
جنوب الصحراء الكبرى، ولا تزال جمهرة واحدة صغيرة مهددة بالانقراض تعيش في
آسيا بولاية غوجرات في شمال غربي الهند. كان موطن الأسود شاسعا جدا في
السابق، حيث كانت تتواجد في شمال إفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا الغربية،
حيث انقرضت منذ بضعة قرون فقط. وحتى بداية العصر الحديث (الهولوسين، منذ
حوالي 10,000 سنة)، كانت الأسود تُعتبر أكثر ثدييات اليابسة الكبرى انتشارا
بعد الإنسان، حيث كانت توجد في معظم أنحاء إفريقيا، الكثير من أنحاء
أوراسيا من أوروبا الغربية وصولا إلى الهند، وفي الأمريكيتين، من يوكون حتى
البيرو.

يختلف أمد حياة الأسود باختلاف جنسها، فاللبوات التي تعيش في مناطق محميّة
آمنة مثل منتزه كروغر الوطني قد تصل لما بين 12 و14 عاما، بحال تخطّت مخاطر
ومشقات حياة الأشبال، بينما لا تتخطى الذكور 8 سنوات من حياتها إلا فيما
ندر.



أصل التسمية

في العربية الأسد وجمعه أسود وأسد وآسد وآساد والأنثى أسدة ويقال لبؤة
ولبوة. وللأسد العديد من الأسماء في اللغة العربية [4] -قال ابن خالويه:
للأسد خمسمائة اسم وصفة- وزاد عليه علي بن قاسم بن جعفر اللغوي مائة
وثلاثين اسماً فمن أشهرها: أسامة والبيهس والنآج والجخدب والحارث وحيدرة
والدواس والرئبال وزفر والسبع والصعب والضرغام والضيغم والطيثار والعنبس
والغضنفر والفرافصة والقسورة وكهمس والليث والمتأنس والمتهيب والهرماس
والورد والهزبر، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى. ومن كناه أبو الأبطال
وأبو حمص وأبو الأخياف وأبو الزعفران وأبو شبل وأبو العباس وأبو الحارث.
ويأتي اسم سبع من السّباع الذي يعني صاحب القوة.
يُشتق اسم الأسد في معظم اللغات الأوروبية من اسمه اللاتيني "ليو - leo"؛
و"ليون- λέων، الإغريقي.ويُحتمل أيضا أن يكون لأسماء الأسد الأوروبية جذور
شرقية من كلمة "لافي، לָבִיא" العبريّة، ورو المصرية القديمة. كان الأسد
أحد أنواع السنوريات العديدة التي أعطاها عالم الحيوان السويدي كارولوس
لينيوس اسم الجنس Felis في بادئ الأمر (Felis leo) في مؤلفه من القرن
الثامن عشر "النظام البيئي" (باللاتينية: Systema Naturae) قبل أن تُصنّف
بدقة أكثر وتُعطى اسم جنس النمور "Panthera - پانثيرا". يُفترض بأن اسم
الجنس الحالي للأسد يُشتق من اليونانية "بان، pan" (بمعنى جميع) و"ثير،
ther" (بمعنى وحش)، إلا أن هذا قد لا يكون سوى اعتقاد سائد لدى العامّة
وليس له أي برهان قاطع. والاحتمال الأقوى لأصل كلمة Panthera هو أنها ذات
جذور شرق آسيوية، بمعنى "الحيوان المصفر" أو "الضارب إلى الصفار".
تصنيف النوع وتطوّره


إن أقدم المستحاثات لحيوان شبيه بالأسد تمّ العثور عليها في موقع ليتولي
بتنزانيا ويُقدّر عمرها بحوالي 3.5 مليون سنة؛ وقد قال البعض من العلماء أن
هذا الأحفور يعود لأسد حقيقي وليس لسلف له. إلا أن تلك المستحاثات ليست
محفوظة بصورة جيدة وما يمكن قوله بهذه الحالة أنها تعود لسنوّر شبيه
بالأسود. أما أقدم الأحافير الموثقة والمؤكد أنها تعود لأسد في إفريقيا
فيقدّر عمرها بمليونيّ سنة أقل من السابقة.[12] إن أقرب السنوريات إلى
الأسد هم الأنواع الثلاثة الأخرى من السنوريات الكبرى المنتمية لجنس النمر:
الببر، اليغور، والنمر. أظهرت الدراسات الجينية والتشكليّة أن الببر كان
أول من انفصل عن السلف المشترك لهذه السنوريات الأربعة، ومنذ 1.9 مليون سنة
انفصل اليغور عن المجموعة المتبقية، والتي احتوت على أسلاف الأسد والنمر
المعاصرين. ومن ثم إنشق كل من النمر والأسد عن بعضهما منذ حوالي مليون إلى
1.25 مليون سنة.

تطوّرت الأسود الحالية في إفريقيا بين مليون و800,000 سنة قبل أن تنتشر عبر
الإقليم القطبي الشامل (المنطقة التي تشمل معظم آسيا عدا الجنوب الشرقي من
القارة والهند، بالإضافة أوروبة وأقصى شمال إفريقيا، وأميركا
الشمالية).[14] ظهر الأسد في أوروبة لأول مرة منذ 700,000 سنة في منطقة
إسرنيا في إيطاليا، وتعرف هذه السلالة البائدة من الأسود باسم الأسد
الأحفوري (Panthera leo fossilis). ومن هذه السلالة تحدّر أسد الكهوف
اللاحق (سلالة الكهوف، Panthera leo spelaea) الذي ظهر منذ حوالي 300,000
سنة. وخلال أوائل العصر الحديث الأقرب انتشرت الأسود عبر أميركا الشمالية
والجنوبية حيث تطوّرت إلى الأسد الأميركي [15] (السلالة الأميركية،
Panthera leo atrox) إنقرضت الأسود من شمالي أوراسيا وأميركا عند نهاية
العصر الجليدي الأخير، منذ حوالي 10,000 سنة؛
ويُرجّح أن اختفائها حصل بعد أن انقراض حيوانات البليستوسين الضخمة التي كانت تعتمد عليها في غذائها.

السلالات

كان العلماء يصنفون 12 سلالة معاصرة للأسود، أكبرها الأسد البربري الذي قطن شمال إفريقيا.
وأهم الاختلافات التي يمكن عن طريقها تمييز سلالة عن أخرى هي الموطن، شكل
اللبدة، الحجم، وكثافة انتشارها. إلا أن سهولة تمييز هذه السلالات بهذه
الطريقة، التي أبرزت عدد كبير منها وأظهرت عند اللجوء إليها اختلافات بين
أفراد من نفس السلالة، جعلتها مثيرة للجدل وخاطئة على الأرجح؛ كما أنها
كانت مبنيّة على ملاحظات لأسود أسيرة في حدائق الحيوانات من أصل غير معروف،
والتي لعلّها كانت تمتلك مواصفات جسديّة "مذهلة، ولكن غير طبيعية". يعترف
علماء الحيوان اليوم بثماني سلالات للأسد فقط، إلا أن إحداها (أسد رأس
الرجاء الصالح، Panthera leo melanochaita) قد يكون مصنّف، خطأ، على أنه
سلالة مستقلة.
حتى أن السلالات السبعة المتبقية قد تكون مصنفة بشكل غير سليم على أن كل
منها يشكل سلالة؛ فتنوع المتقدرات لدى الأسود المعاصرة ضئيل جدا، مما يعني
أن جميع السلالات القاطنة جنوب الصحراء الكبرى يمكن جمعها ضمن سلالة واحدة،
تقسّم إلى مجموعتين رئيسيتين على الأرجح: واحدة توجد غربي الشق السوري
الأفريقي، والثانية إلى شرقه. تعتبر الأسود الموجودة في منطقة تسافو بشرقي
كينيا أقرب جينيّا إلى أسود الترانسفال في جنوب إفريقيا، من أسود سلسلة
أبردار في غرب كينيا.
السلالات المعاصرة
أسدين آسيويين في منتزه سفاري سانجاي غاندي القومي.
أسد يُحتمل أنه بربري في حديقة حيوانات لايبزغ خلال أوائل القرن العشرين.
أسد ولبوة من سلالة كاتنغا.

يعترف العلماء اليوم بثماني سلالات معاصرة للأسد:

* السلالة الآسيوية (P. l. persica)، تُعرف بالأسد الآسيوي، الأسد
الفارسي، الأسد الهندي، أو أسد جنوب آسيا. انتشرت هذه السلالة في الماضي
عبر العديد من أنحاء آسيا من تركيا، عبر بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين،
شبه الجزيرة العربية، وصولا إلى باكستان، الهند، وحتى بنغلاديش. إلا أنها
إنقرضت من جميع هذه المناطق شيئا فشيئا بسبب عيشها في زمر كبيرة ونشاطها
النهاري، الأمر الذي جعل من صيدها يسير أكثر من صيد النمور والببور. يعيش
اليوم قرابة 300 أسد منها بالقرب من، وفي غابة غير في الهند، [23] وهناك
مشروع لإعادة إدخالها إلى محميّة أخرى في نفس البلد.
* السلالة البربرية (P. l. leo)، تُعرف بالأسد البربري أو أسد الأطلس،
وهي منقرضة في البرية بسبب الصيد المكثّف الذي تعرضت له، إلا أنه يُحتمل
وجود أفراد متبقية منها في الأسر. كانت هذه السلالة إحدى أكبر سلالات الأسد
إن لم تكن أكبرها، حيث وردت تقارير تفيد بوصول طول بعض الذكور إلى ما بين 3
و3.5 أمتار (10 - 11.5 أقدام) ووزنها إلى أكثر من 200 كيلوغرام (440
رطلا). امتد موطن هذه السلالة عبر شمال إفريقيا من المغرب حتى مصر. قُتل
آخر أسد بربري برّي عام 1922 في المغرب.[24]
* السلالة السنغالية (P. l. senegalensis)، تُعرف بالأسد السنغالي أو
أسد إفريقيا الغربية، توجد في إفريقيا الغربية، من السنغال حتى نيجيريا.
* سلالة شمال شرق الكونغو (P. l. azandica)، تُعرف بأسد شمال شرق الكونغو، توجد في القسم الشمالي الشرقي من الكونغو.
* السلالة النوبية (P. l. nubica)، تُعرف بأسد إفريقيا الشرقية أو أسد
الماساي، توجد في إفريقيا الشرقية من الحبشة وكينيا، وصولا إلى تنزانيا
وموزامبيق.
* سلالة كاتنغا (P. l. bleyenberghi)، تُعرف بأسد جنوب غرب إفريقيا أو
أسد كاتنغا، توجد في جنوب غرب إفريقيا، ناميبيا، بوتسوانا، أنغولا، كاتنغا
(جمهورية الكونغو الديمقراطية)، زامبيا، وزيمبابوي.
* سلالة كروغر (P. l. krugeri)، تُعرف بأسد جنوب شرق إفريقيا أو أسد
الترانسفال، توجد في منطقة الترانسفال في جنوب شرق إفريقيا، بما فيها منتزه
كروغر الوطني.
* سلالة رأس الرجاء الصالح (P. l. melanochaita)، تُعرف بأسد رأس
الرجاء الصالح، انقرضت في البرية قرابة العام 1860. أظهرت الدراسات
الوراثيّة مؤخرا أن هذه الأسود قد لا تكون سلالة مستقلة، ويمكن القول
بأنها، على الأرجح، أقصى جمهرات سلالة كروغر قطنا للجنوب.

السلالات البائدة

كان هناك عدد من السلالات الأخرى للأسد في عصور ما قبل التاريخ:

* السلالة الأميركية (P. l. atrox)، تُعرف بالأسد الأميركي أو أسد
الكهوف الأميركي. كانت هذه الحيوانات وافرة العدد في الأمركيتين، من ألاسكا
وصولا إلى البيرو، في العصر الحديث الأقرب إلى أن إنقرضت منذ حوالي 10,000
سنة. تعتبر هذه الأسود، كما أسود الكهوف الأوروبية، أنواعا مستقلة في بعض
الأحيان، إلا أن دراسات المورثات القديمة أظهرت مؤخرا أنها سلالات
للأسد.[16] تعتبر السلالة الأميركية إحدى أكبر سلالات الأسد التي وُجدت
يوما، حيث يُقدّر أن طول جسدها تراوح بين 1.6 و2.5 أمتار (5-8 أقدام).
* السلالة الأحفورية (P. l. fossilis)، تُعرف بالأسد الأحفوري أو أسد
الكهوف الأوروبي لمنتصف أوائل العصر الحديث الأقرب. ازدهرت هذه الأسود منذ
حوالي 500,000 سنة؛ وقد تم العثور على مستحثاتها في ألمانيا وإيطاليا.
* سلالة الكهوف (P. l. spelaea)، تُعرف بأسد الكهوف، أسد الكهوف
الأوروبي، أسد الكهوف الأوراسي، أو أسد الكهوف الأوروبي لأواخر العصر
الحديث الأقرب. وُجدت في أوراسيا في الفترة الممتدة بين 300,000 و 10,000
سنة.
شكل هذه الحيوانات معروف بسبب رسومات الكهوف التي تعود للعصر الحجري القديم، بالإضافة المنحوتات العاجيّة والفخاريّة،
التي تُظهر أنه كان لها آذان ناتئة، ذيول تنتهي بخصل شعر، خطوط جسديّة
باهتة شبيهة بخطوط الببر (على الأرجح)، كما برز لبعض الذكور على الأقل لبدة
بدائية خفيفة حول أعناقها.
يظهر الرسم المقابل عمليّة صيد لهذه الأسود، ولذلك فإن تلك المصوّرة لعلها
لبؤات تصطاد لزمرتها باستخدام الأساليب نفسها التي تستخدمها أقرباؤها
المعاصرة، وليس هناك من ذكور في الرسم على الأكثر.
* سلالة شرق سيبيريا (P. l. vereshchagini)، تُعرف بأسد شرق سيبيريا أو
أسد كهوف برنجيا، كانت توجد في ياقوتيا (روسيا) ويوكون في كندا. أظهرت
التحليلات التي أجريت على جمجمة هذه الأسود وأفكاكها السفليّة أنها أكبر من
أسود الكهوف الأوروبية وأصغر من الأميركية بشكل واضح، من حيث نسب القياس.
سلالات مشكوك بأمرها

* السلالة السيلانية (P. l. sinhaleyus)، تُعرف بالأسد السريلانكي أو
الأسد السيلاني، تبدو بأنها إنقرضت منذ حوالي 39,000 سنة. تُعرف عن طريق
سنين فقط تم العثور عليهما في موقع بالقرب من بلدة كورويتا، وبناءً على
تحليلهما أعلن مكتشفهما الدكتور بول ديرانياغالا هذه السلالة عام 1939.[29]
* السلالة الأوروبية (P. l. europaea)، تُعرف بالأسد الأوروبي، وهي على
الأرجح نفسها السلالة الآسيوية (Panthera leo persica) أو سلالة الكهوف
(Panthera leo spelea)؛ لذا فإن وضعها كسلالة مستقلّة لا يزال غير مؤكد.
إنقرضت الأسود الأوروبية قرابة العام 100م بسبب اضطهادها من قبل البشر
واسغلالها المكثّف في معارض الوحوش وحلبات المصارعة والألعاب. قطنت هذه
السلالة البلقان، شبه الجزيرة الإيطالية، جنوب فرنسا، وشبه الجزيرة
الأيبيرية. كانت إحدى الطرائد المفضلة للرومان، الإغريق، والمقدونين.
* سلالة يونغ (P. l. youngi)، تُعرف بأسد كهوف شمال شرق الصين للعصر
الحديث الأقرب، ازدهرت منذ حوالي 350,000 سنة. إن علاقة هذه الحيوانات
بسلالات الأسد المعاصرة لا تزال مبهمة، لذا يُحتمل أنها تشكل نوعا مستقلا
بذاته يحمل الاسم العلمي Panthera youngi .
* السلالة المرقطة (P. l. maculatus)، تُعرف بالماروزي أو الأسد
المرقط. يُعتقد أن هذه الحيوانات تشكّل سلالة للأسد، ولكن يُحتمل بأنها
كانت بضعة أسود إحتفظت بفراء صغرها المرقّط بدلا من فقدانه بشكل طبيعي. وإن
كانت المازوري سلالة حقيقية، وليست بأفراد مختلفة اللون فقط، فقد إنقرضت
منذ عام 1931. ومن الإحتمالات الأخرى لتحديد ماهيّة هذه الحيوانات، أنها
هجينة طبيعيّة بين أسد ونمر والذي يُعرف باسم الأسد النمري


السلوك والخواص الأحيائية

تمضي الأسود معظم وقتها وهي تستريح حيث تقضي حوالي 20 ساعة من النهار وهي
خاملة.[50] وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات قد تنشط في أي وقت من اليوم،
إلا أن ذروة نشاطها تكون بعد الغسق، حيث تخصص فترة لتختلط مع بعضها، تسوس
نفسها، وتتغوّط. كما وتنشط لفترات متقطعة خلال الليل حتى بزوغ الفجر، أي في
الفترة التي غالبا ما تتجه فيها للصيد. تمضي الأسود قرابة ساعتين في
النهار وهي تمشي، وحوالي 50 دقيقة وهي تقتات.

التنظيم الإجتماعي

الأسود لواحم مفترسة تُظهر شكلين من التنظيم الاجتماعي. فالبعض منها مقيم،
يعيش في مجموعة عائلية تُسمى زمرة، وتتألف الزمرة عادة من قرابة خمس أو ست
لبوات مرتبطة ببعضها عن طريق القرابة، بالإضافة لأشبالها من كلا الجنسين،
وذكر واحد أو ذكرين يطلق عليهما تعبير التحالف الذكوري والذين يتزاوجان مع
جميع الإناث البالغة (على الرغم من أن هناك بعض الزمر الكبيرة جدا التي يصل
عدد أفرادها إلى 30). يصل عدد الذكور في التحالف إلى اثنين في أكثر
الأحيان، إلا أنه قد يزداد حتى 4 ويقل مجددا مع مرور الوقت. تُطرد الأشبال
الذكور من زمرتها الأموميّة عندما تصل لمرحلة البلوغ.
زمرة أسود، تتألف من ذكر بالغ وبضعة إناث بالإضافة لأشبال مراهقة، تبدأ بالتحرك في ماساي مارا، كينيا.

يُسمّى سلوك الأسود الآخر الارتحال، حيث لا يستقر البعض منها في منطقة
معينة بل يستمر بالتنقل لمسافات شاسعة، إما بمفرده أو بأزواج، بين الفترة
والأخرى.
تتبع الذكور العازبة ذات القربى هذا السلوك إجمالا، والتي تكون قد طردت من
زمرتها الأمومية؛ ويلاحظ أن الأسود قد تغيّر من نمط حياتها فتتحول من
مرتحلة إلى مقيمة والعكس صحيح. تمر جميع الذكور بهذه المرحلة، والبعض منها
قد لا يتخطاها بحال لم ينجح بالسيطرة على زمرة جديدة، أما الإناث فإن
تحوّلها لنمط الارتحال أصعب عليها من الذكور، فبحال طُردت أنثى من زمرتها
فلن تستطيع الانضمام لزمرة أخرى بسهولة، إذ أن جميع الزمر تتكون من إناث
ذوات قربى ترفض معظم محاولات أي أنثى أخرى من زمرة مختلفة بالانضمام إليها.

تُسمى المنطقة التي تقطنها زمرة الأسود الحوز أو حوز الزمرة، بينما تُسمى منطقة الأسد المرتحل الموطن أو الإقليم.
تبقى الذكور البالغة التي سيطرت على مجموعة من الإناث على حدود الحوز معظم
أوقاتها لتدافع عنه ضد الذكور الأخرى، حيث تقوم بجولات واسعة يوميّة عبره
وترش بولها على الأشجار والشجيرات لتترك رائحتها كإنذار لأي ذكر دخيل
بوجودها في المنطقة. لا يزال سبب تطوّر السلوك الاجتماعي للبؤات—وتفردها به
بين جميع أنواع السنوريات الأخرى—موضوع جدل كبير بين العلماء، ويظهر بأن
ازدياد نسبة نجاحها في الصيد هي العامل الأبرز والأوضح الذي جعلها تلجأ
لأسلوب العيش الجماعي، إلا أن هذا الأمر يصبح أقل من مؤكد عند دراستها عن
قرب: فالصيد المنسّق يزيد من نسبة نجاحها في الافتراس، ولكنه يضمن أيضا أن
الأفراد التي لم تخرج للصيد لن تستهلك نفس نسبة السعرات الحرارية للفرد كما
ستفعل باقي الأسود، مما يعني أن الزمرة لن تضطر للإصطياد مرة أخرى حتى
بضعة أيام، ولكن البعض من تلك الأفراد قد يُترك لحراسة الأشبال التي لولا
ذلك تبقى بمفردها لفترة طويلة مما يعرضها لخطر الضواري الأخرى، أو يلعب
دورا في تربيتها. تُعد صحة وسلامة اللبوات الصيّادة أهم الأسس لبقاء
الزمرة، لذا فإن تلك اللبؤات تكون أول من يتقدم للأكل (بحال لم تتواجد
الذكور). وتشمل المنافع الأخرى التي يفترضها العلماء: إنتقاء القربى (أي أن
الأسد قد يُفضل أن يُشارك غذائه مع أسد قريب له بدلا من أسد غريب)، حماية
الصغار، الحفاظ على الحوز، وتأمين كل فرد على نفسه ضد الجوع أو الإصابة، أي
أن كل فرد من الزمرة يستطيع أن يتأكد من أنه سيحظى بالطعام دوما،
وبالعناية بحال أصيب لأن باقي الزمرة تحتاج إليه في كل ما سبق.


تقوم اللبؤات بمعظم الصيد للزمرة، كونها أصغر حجما، أسرع، وأكثر رشاقة من
الذكور، ولا تعيقها اللبدة الكبيرة الكثيفة الواضحة للعيان، والتي تسبب
ارتفاعا في درجة حرارة الجسد أثناء المطاردة. تتصرف الأسود كوحدة صيد منظمة
كي تستطيع التسلل نحو طريدتها والإمساك بها بنجاح، وبحال كانت الذكور
بالجوار فإنها تسيطر على الفريسة فورا ما إن تمسك بها اللبوات وتستفرد بها،
ويُحتمل بأن تُشارك الذكور الأشبال في طعامها أكثر من الإناث، إلا أنها لا
تشارك أي منهما بحال كانت قد أمسكت بتلك الفريسة بمفردها. تقتات الأسود
على الطرائد الأصغر حجما في موقع قتلها، وبالتالي فإن الصيادات هي من
يتشاركها فقط؛ أما إذا كانت الطريدة كبيرة فإنها تقوم بجرّها إلى حوز
الزمرة. تتشارك الأسود مع بعضها بشكل أكبر عند إمساكها بفريسة كبيرة، على
الرغم من أن أفراد الزمرة عندئذ يتصرفون بعدائية تجاه بعضهم البعض لأن كل
منهم يحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من الطعام.

تدافع كل من الذكور والإناث عن الزمرة ضد أي أسود دخيلة أخرى. تقود بعض
الأسود نفسها الهجوم ضد الدخلاء باستمرار، بينما يتلكأ البعض في الخلف
دوما.[54] تميل الأسود لأن تمتلك أدوارا محددة في الزمرة، فتلك المتلكأة قد
تؤمن خدمات مفيدة أخرى للمجموعة مثل حماية الأشبال أو صدّ الهجوم من
الوراء. ومن الإفتراضات المقابلة أن هناك ما يعود بالنفع على الأسد الذي
يقود الهجوم على الدخلاء، وما يبرز ذلك هو رتبة اللبوات بداخل الزمرة،
فاللبوة القائدة هي الأعلى مرتبةً.[56] وكذلك الأمر بالنسبة للذكور
المسيطرة على الزمرة، إذ عليهم الدفاع عنها ضد الذكور الغريبة كي يتسنّى
لهم بالمقابل التزاوج مع الإناث والحفاظ على نسلهم. لا تتحمل الإناث
المنتمية لوحدة اجتماعية مستقرة بداخل زمرة أي أنثى غريبة عنها؛ فلا يتغير
عدد المنتسبين للمجموعة من اللبؤات إلا بولادة أو موت لبوات جديدات، على
الرغم من أن بعض الإناث قد تغادر عائلتها وتصبح مرتحلة. أما الذكور
المراهقة من الناحية الأخرى، فتغادر الزمرة عندما تنضج جنسيّا، أي بين سن 2
و 3 سنوات.
إلا أن هناك وثائق تظهر أن بعض اللبوات عاشت حتى سن 20 عام في البرية.
تسكن الأسود السفانا والأراضي العشبيّة عادة، إلا أنها قد تتواجد في أراضي
الأشجار القمئية والغابات في بعض الأحيان. تعتبر الأسود حيوانات اجتماعية
بشكل كبير مقارنة بباقي أعضاء فصيلة السنوريات، وتُسمّى المجموعة العائلية
للأسود "زمرة" باللغة العربية، وهي تتألف من إناث مرتبطة ببعضها عن طريق
القرابة (أخوات، أمهات، خالات، جدّات...)، عدد من الصغار، وبضعة ذكور
بالغة. تصطاد مجموعة الإناث مع بعضها في الغالب، حيث تفترس إجمالا
الحافريات الكبرى، إلا أنها قد تلجأ للتقميم إن سنحت لها الفرصة. يُعدّ
الأسد مفترسا فوقيّا أو رئيسيّا (لا يفترسه أي كائن حي آخر)، ونوعا أساسيّا
أو عماديّا (من أنواع الحيوانات التي يرتكز وجود باقي الأنواع بتوازن على
وجودها معها في نظام بيئي معيّن). على الرغم من أن الأسود لا تعتبر الإنسان
طريدة طبيعية لها وغالبا ما تتجنبه، إلا أنه يُعرف عن البعض منها أنه أصبح
آكلا للبشر في حالات محددة.

تصنّف الأسود على أنها من الأنواع المهددة بالانقراض بدرجة دنيا، حيث
ارتفعت حدّة تراجع أعدادها من 30 إلى 50% في إفريقيا خلال العقدين
الماضيين؛ ويعتبر ان الجمهرات الباقية خارج المحميات والمنتزهات القومية
ضعيف للغاية. وعلى الرغم من أن سبب التراجع هذا ليس مفهوما كثيرا، إلا أن
فقدان المسكن والنزاع مع البشر يعتبران أكثر الأسباب إثارة للقلق. كان
يُحتفظ بالأسود في معارض الوحوش منذ أيام الإمبراطورية الرومانية، كما كانت
ابتداءً من أواخر القرن الثامن عشر، ولا تزال، من الأنواع الرئيسيّة التي
يسعى الناس إلى عرضها في حدائق الحيوان عبر العالم. تتعاون الكثير من حدائق
الحيوانات حول العالم حاليّا لإكثار الأسود الآسيوية المهددة بالإنقراض
عبر إخضاعها لبرنامج تزاوج مكثّف.

يمكن تمييز ذكر الأسد عن الأنثى بسهولة فائقة عن طريق النظر، فالأول يمتلك
لبدة (شعر حول العنق) بينما لا لبدة للبؤة. يُعتبر رأس الأسد الذكر أحد
أكثر الرموز الحيوانية انتشارا في الحضارة الإنسانية، حيث ظهر في العديد من
المؤلفات الأدبية، المنحوتات، الرسومات، الأعلام، وفي الأدب والأفلام
المعاصرة. وفي بعض الأحيان تستخدم صورة الذكر حتى ولو كان المراد بالأصل
إظهار الأنثى، لأن لبدة الذكر المميزة تفرّق بين هذا النوع من السنوريات
وغيره من الكبيرة منها.

إلا أنه تمّ إظهار اللبوة أيضا ووصفها في أوائل الكتابات والرسومات
البشرية، حيث اعتبرت أنها بسالة الصيد بحد ذاتها، وصوّرت في أحيان على أنها
أم محاربة جمعت بين صفات الحنان على أشبالها والمقدرة على الإطاحة بعدو
يفوقها حجما. تقوم اللبؤات بمعظم الصيد للزمرة، حيث تتعاون مع بعضها بأسلوب
دقيق ومعقّد للإمساك بفريستها. تطوّر كل لبوة مهارات صيد محددة لتعلب بها
دورها المعين بتقنية الصيد التي تلجأ إليها زمرتها، وعادة ما تلعب الدور
نفسه خلال معظم عمليات الصيد. برز وصف اللبوات وهي تصطاد في مجموعة واحدة
منذ آلاف السنين، حيث يرجع أقدم هذه الأوصاف إلى رسومات ومنحوتات عُثر
عليها في كهفيّ لاسو وشوفيه في فرنسا، والتي يعود تاريخها لأواخر العصر
الحجري.

وقد لاحظ البشر اللاحقين هذه العادات والصفات في اللبؤات، فصوّرت حضاراتهم
التي وجدت في نفس المناطق التي قطنتها الأسود أكثر آلهتهم الحربيّة شراسة،
بالإضافة لمحاربيهم، على صورة اللبوة، حيث كانوا يلقبون حكّامهم الذكور
"بابن اللبوة". ومن الأمثلة المستمدة من أقدم التسجيلات المكتوبة الآلهة
المصرية سخمت، باخت، تفنوت، ومسخنت، وقد عبد النوبيين القدماء اباداماك
الرجل برأس أو وجه الاسد. ويُحتمل بأنه كان هناك آلهة مماثلة لها جميعها في
ليبيا. وتُعد بعض الآلهة المصرية الأخرى معقدة للغاية، حيث تتخذ مظاهر
متنوعة، كامرأة برأس لبؤة أو لبوة تتخذ أوضاع معينة.

توصف العديد من السنوريات الكبيرة التي تظهر في المنحوتات والرسومات
القديمة على أنها نمور، إلا أنه عند التدقيق في تلك الصور يظهر أنها لبوات
بحال كانت تمتلك خصلة من الشعر على ذيلها. فهذه الخصلة مميزة للأسود من بين
السنوريات الكبرى جميعها، وعندما يمتلك السنور في الصورة هذه الخصلة ولا
يمتلك لبدة فإن هذا يدل على أنها لبوة بالتأكيد على الرغم مما يقول به
المحللين المعاصرين. كما أن وجود رقط على جسد تلك السنوريات في الرسوم لا
يؤكد أنها نمور، إذ أن الأشبال تمتلك رقطا ورديّة الشكل أيضا، لذلك فإنه
عند محاولة تحديد نوع السنور الممثل في الصور أو المنحوتات يجب دوما التأكد
من الذيل فإن كان هناك خصلة شعر على أخره ولم يمتلك الحيوان لبدة نكون
بصدد لبوة، وإن لم توجد هذه الخصلة فإنه يكون نمرا.

الاسود و التهامها للبشر
ملك الغايه  800px-Lionsoftsavo2008
أسدا تسافو آكلا البشر محنطين في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي، شيكاغو، إلينوي.

على الرغم من أن الأسود لا تصطاد البشر في الغالب، فإن البعض منها (عادةً
ذكور) يبدو بأنه يسعى إلى الإنسان باعتباره طريدة؛ ومن القضايا المشهورة
لأكلة الإنسان قضية أكلة البشر في تسافو، حيث قُتل 28 عاملا في بناء خط
حديد كينيا - أوغندا على مدى 9 شهور في عام 1898 أثناء إنشائهم لجسر فوق
نهر تسافو، وكذلك قضية أكل البشر في مفوي عام 1991، عندما قُتل ستة أشخاص
في وادي نهر لوانغوا بزامبيا.
كتب كل من الشخصين الذان قتلا تلك الأسود في كل من القضيتين كتبا يفصلان
فيها نمط افتراس تلك الحيوانات، وبعد التدقيق في القصتين يظهر أن القضيتين
تتشابهان من عدة نواحي: فالأسود في كلا الحادثتين كانت ذكورا يفوق حجمها
الحجم الطبيعي لأي أسد، كما كانت عديمة اللبدة وتعاني من تسوّس الأسنان كما
يبدو. يرفض جميع الباحثين نظرية العلّة الجسديّة، بما فيها مسألة تسوس
الأسنان، بأنها هي الدافع وراء هجوم هذه الضواري على الناس، فقد أظهرت
التحاليل التي جرت على أسنان وأفكاك أكلة البشر في المتاحف أنه وعلى الرغم
من أن التسوّس قد يكون سببا وراء بعض هذه الأحداث، إلا أن تناقص الفرائس
الطبيعية في المناطق التي استصلحها البشر هو على الأرجح السبب الأبرز وراء
استهداف الأسود للإنسان.
أفاد بعض العلماء أثناء تحليلهما لعينات من أسود تسافو وأكلة البشر عامةً،
أن الحيوانات الجريحة أو المريضة قد تكون ميّآلة أكثر لاصطياد الإنسان،
لكن هذا السلوك ليس "بغير طبيعي، ولا حتى شاذ بالضرورة"؛ فإن توافرت
إقناعات كافية للأسود مثل سهولة الوصول إلى الماشية أو إمكانية الإقتيات
على جثة بشرية، فإنها سوف تقتات على البشر عندما تسنح الفرصة. يفيد
الكاتبان أن علاقة المفترس بالطريدة هذه برزت بشكل كبير أيضا بين أنواع
أخرى من السنوريات المنتمية لجنس النمر ورئيسيات أخرى غير الإنسان عبر
الزمن، كما يُظر سجل المستحثات.

تمتّ دراسة ميل الأسود لافتراس الإنسان منهجيّا، ويفيد العلماء الأميركيون
والتنزانيون أن افتراس الإنسان في المناطق الريفية من تنزانيا ازداد بشكل
كبير من عام 1990 حتى 2005، فقد تم مهاجمة 563 قرويّا على الأقل والتهم
الكثير منهم عبر هذه الفترة—وهذا عدد يفوق عدد ضحايا "تسافو" الذين قتلوا
منذ حوالي القرن بكثير. وقعت هذه الحوادث بالقرب من منتزه سيلوس الوطني في
مقاطعة روفيجي، وفي محافظة ليندي بالقرب من الحدود الموزمبيقيّة. يُعد
انتشار البشر وتوسع استيطانهم في الأراضي الحرجية أحد أسباب هذه الهجومات،
ويقول العلماء أيضا أن سياسة الحفاظ على الحياة البرية يجب أيضا أن تُشدد
أكثر كي تُخفف من هذه الحوادث، لأنها في هذه الحالة لم تفعل شيئا سوى
المساهمة بارتفاع نسبة وفيات السكان. تمّ توثيق بعض الحالات في ليندي حيث
قامت الأسود بالإمساك ببشر من وسط بعض القرى الكبيرة.
أسدا تسافو آكلا البشر محنطين في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي، شيكاغو، إلينوي.

يُفيد الكاتب روبرت ر. فرمب في مؤلفه أكلة البشر في جنة عدن أن اللاجئين
الموزمبيقيّين غالبا ما يعبرون منتزه كروغر الوطني خلال الليل ليدخلوا جنوب
إفريقيا فتهاجمهم الأسود أحيانا وتقتات عليهم؛ وقد صرّح المسؤولين في
المنتزه أن افتراس الإنسان يُشكل مشكلة كبرى في تلك الأنحاء من البلاد.
يعتقد فرمب أن آلاف اللاجئين قتلوا في المنتزه خلال العقود التي تلت إغلاق
حدودة بسبب نظام الفصل العنصري، مما دفع بالموزمبيقيّين إلى عبوره بالليل،
فحتى حوالي القرن قبل أن يتم إغلاق الحدود، كان الموزمبقيّون يمشون عبر
المنتزه خلال النهار دون أن يصيبهم أذىً كبير.

يُقدّر البعض أن أكثر من 200 تنزاني يُقتلون سنويا على يد الأسود،
التماسيح، الفيلة، أفراس النهر، والأفاعي، وتعتبر الأسود مسؤولة عن مقتل 70
شخصا من هؤلاء، كما ويُقال أن هذه الأعداد قد تبلغ ضعف تلك المذكورة في
الواقع. يؤمن البعض القليل من المحافظين على الحياة البرية أن جهود الحفظ
الغربيّة يجب أن تأخذ بعين الإعتبار هذه الإحصائات ليس فقط من الناحية
الأخلاقية المتعلقة بحياة الإنسان، بل أيضا لنجاح جهود الحفاظ على الأسود
على المدى البعيد.

قُتل أسد آكل للإنسان على يد كشافي طرائد بجنوبي تنزانيا في إبريل 2004،
ويُعتقد بأنه فتك واقتات على 35 شخصا على الأقل في سلسلة من الحوادث غطّت
عدة قرى في منطقة دلتا روفيجي الساحليّة.
علّق الدكتور رولف د. بالدوس، منسّق برنامج GTZ للحياة البرية، على أن
افتراس الأسد للبشر كان يعود لامتلاكه خرّاجا كبيرا تحت أحد أضراسه الذي
كان متكسرا في عدّة مناطق، كما وأضاف أن "هذا الأسد كان يعاني ألما مبرحا
على الأرجح، وخصوصا عندما كان يمضغ".
GTZ هي الوكالة الألمانية للتنمية والتعاون، التي كانت تعمل مع الحكومة
التنزانية في مجال الحفاظ على الحياة البرية لحوالي العقدين من الزمن. كما
في الحالات الأخرى، كان هذا الأسد ضخما، يفتقد للبدة، ويُعاني من مشكلة
بأسنانه.

إن العدد الأكبر لضحايا أكلة الإنسان في إفريقيا لا يعود لأسود تسافو بحسب
معظم العلماء، بل إلى أسود أحداث أواخر الثلاثينات وصولا لأواخر أربعينات
القرن العشرين في ما كان يُدعى يومها تنجانيقا (تنزانيا حاليا). فقد كانت
زمرة بأكملها تقتات بشكل كبير على البشر، إلى أن قام حارس الطرائد والصياد
المحترف جورج روشبي بالقضاء على جميع أعضائها، ويُعتقد أن ثلاثة أجيال من
هذه الزمرة قتلت واقتاتت على مابين 1,500 إلى 2,000 شخص في المنطقة التي
تُعرف اليوم بمقاطعة نيومبي.