خذني اباالاحرار.......

( باسمه تعالى )
اللهم صل على محمد نبي رحمتك وعلى آل محمد أنوارك على خليقتك صلاة ترفعهم في درجاتك ولايحيط بها إلا علمك وعجل فرجهم وأهلك أعداءهم و ارحمنا بهم يا أرحم الراحمين...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بمولانا وسيدنا (أبي عبد الله الحسين (ع)) و أحسن الله لكم العزاء ورزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة.
************************


السلام عليك يا أبا عبد لله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم منا سلام الله أبدًا ما بقينا
وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد منا لزيارتكم...

( ألا من ناصر ينصرنا)
صدى صوتك الزاكي يتغلغل في أعماق روحي الولهى ... يتردد بين جنباتها الحزينة فتضطرب لمسمعه... يهيج شجاها... يُهرق دمعها.. ويصبغ وجودها بالأحمر القاني....


يحرك فيض المشاعر التي أسرتْها فتنطق بمكنونها الصامت هاتفة( لبيك داعي الله... لبيك داعي الله)

فتخور قواها وتجثوا بالأسى الملتاع على تراب مصرعك الفجيع علَّ نهر المدامع من ذوبها يروي عطش قلوبٍ أضحت كصالية الجمر من الظمأ...

نعم سيدي.. ها هي روحيَّ الثكلى تجيل الفكر في خطاك على أرض كربلاء... تتبعها بانحناءة كسيرة ودمعها يقطر دمًا..
تراك الشمسَ قد كُسفتْ و أنت ترى القمر مطروحًا مضرجًا بدماه فتنتحب بالأسى ( الآن انكسر ظهري..)
و تراك البدرَ قد خُسفا و أنت تنظر الكوكب الزاهر خر من عليائه على الصعيد فتجثوا بالقرب مناديًا ( على الدنيا بعدك العفى..)

آه يا أرض كربلاء.. أهكذا يجزى بن المصطفى..؟!
أهكذا يسقى بدل الماء شجىً..؟!
أهكذا يُغسَّل بدم الجراح ويُوسَّد بوقاء الثرى...؟!

يا نفس ذوبي ألمًا واسقي الغريب...
يا روح رُفي جزعًا وبردي قلب الحبيب...

خذني أبا الأحرار فيض مشاعرٍ ...... من شوقها خجلت قلوبُ الوالهات
خـذني إلـيـك مُـلاءةً تجـني بهــا ...... أفيــاء ظلٍ للجســوم الشاحبــــات
خـذني إليك حمامــة في جنحهـا ...... بــرد النسيم على قلــوبٍ لاهبــات
خـذني إليــك أبــا الأئمــة مُقلــة ...... تروي ترابك بالدمـوع الساجمـات
خـــذني إليــك أبا الأئمــة مهجة ...... تفدي فؤادك يا بـن خير الزاكيـات
خذني أبا الأحرار غيث سحائبٍ ...... تسقـي بمدمعهـا الشفــاه الـذابـلات
خــذني وظللني وآمـــن روعـتي ...... علّي بنـــورك أستطيـــل النيـرات

ها هي روحيَّ تلتف بالأسى واللوعة... حيرى هي .... لا تعلم أبقبولٍ تحظى من لدن الزهراء وابن الزهراء... بكاؤها ذوبٌ على الوجنات يجري.. صرخاتها همس بعمق القلب يدوي... آهاتها .. أناتها باسم الحسين و للحسين تلبي...