ضمير مستتر عضو
تاريخ التسجيل : 03/05/2008 عدد الرسائل : 12633 العمر : 38 الموقع : www.genevaa.yoo7.com العمل/الترفيه : دكتور الزهزهه المزاج : صعب *** :
نقاط : 7790
| موضوع: هل للخالق خالق..؟! الجمعة يوليو 04, 2008 2:52 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله علي محمد وعلى اله الطهار
][هل للخالق خالق ..؟!][
أنتم تقولون:ان لكل شيء خالفاً ومبدعاً,اذا فمن خلق الله عز وجل؟ والعجيب هو ان بعض فلاسفة الغرب طرحوا هذه المسألة ايضاً مما يدل على مقدار تصورهم السطحي في المباحث الفلسفيه وتفكيرهم البدائي. يقول الفيلسوف الانجليزي الشهير[برتراند راســــل] في كتابه(لِم لَم أكُن مسيحياً)
||كنت اعتقد بالله في شبابي,وكنت أعتقد ببرهان علة العلل كأفضل دليلٍ عليه,وهو أن كل مانراه في الوجود ذو علة معينه, ولو تتبعنا سلسة العلل لانتهت بالعلة الأولى وهي مانسميه الله لكنني تراجعت عن هذه العقيدة بالمرة فيما بعد ,لأنني فكرت بأنه لو كان لكل شيء علة وخالق ,لوجب أن يكون لله علة وخالق ايضا.||! * *
المسألة واضحة جداً,فعندما نقول:أنل لكل شيءً خالقاً وموجد اً نقصد (كل شيء حادث وممكن الوجود),لذا فهذه القاعدة الكلية صادقة فقط بخصوص الأشياء التي لم تكن من قبل وحدثت فيما بعد ,لا بخصوص واجب الوجود الذي كان موجوداً منذ الأزل ويبقى الى الأبد فوجوده أزلي لا يحتاج الى خالق ,لكي نسأل عن خالقه!؟فهو قائم بذاته ولم يكن معدوماً من قبل أبداً لكي يحتاج الى علة وجودية .
وبتعبير اخر :ان وجوده من ذاته لا من خارج ذاته , وهو لم يكن مخلوقاً ,هذا من جهة,ومن جهة أخرى كان من الافضل لـ(برتراند راسل) ومؤيديه أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال :لو كان لله خالق فسيرد نفس هذا الأشكال مع الخالق المفترض ,وهو:من خلق ذلك الخالق !؟ ولو تكررت هذه المسأله وافترضنا أن لكل خالق خالقاً لأدى ذلك الى التسلسل, وبطلانه من الواضحات ’ولو توصلنا الى وجود يكون وجوده من ذاته ولا يحتاج الى موجد وخالق آخر (أي واجب الوجود) فذلك هو الله رب العالمين
ويمكن توضيح هذه المسألة ببيان اخر وهو:اننا لو لم نكن مؤمنين على سبيل الفرض وكنا نؤيد عقيدة الماديين’لواجهنا نفس السؤال فبتصديقنا قانون العليّة في الطبيعه وأن كل شيء في العالم معلول لأخر ,سيرد هذا السؤال الذي واجهه المؤمنون بالله تعالى وهو:لو كانت جميع الأشياء معلولة للمادة فما هي العلة التي أوجدت المادة اذا؟
وسيضطرون أيضا للقول:بأن المادة أزلية,وكانت موجودة منذ الازل ,وستبقى الى الأبد,ولا تحتاج الى علة وجودية وبتعبير اخر هي (واجب الوجود).
وعلى هذا الأساس نلاحظ أن جميع فلاسفة العالم أعم الالهيين منهم الماديين والمؤمنين بوجود أزلي واحد,وجود لا يحتاج الى خالق وموجد ,بل كان موجود منذ الأزل.
والتفاوت الوحيد هو ان الماديين يعتقدون بأن العلة الأولى فاقدة للعلم والمعرفة والعقل والشعور,ويعتقدون بأنها جسم ولها مكان وزمان.لكن المؤومنين يعتقدون بأن العلة الاولى ذات علم وإرادة وهدف وهو الله تعالى وينزهونه عن الجسمية والزمان والمكان.
وعليه فقد أخطأ(راسل) في تصوره بأنه يستطيع التهرب من مخالب هذا السؤال بترك زمرة المؤمنين والألتحاق بالماديين لأن هذا السؤال ملازم له دائماً حيث ان الماديين يعتقدون أيضا بقانون العلية ويقولون :بأن لكل حادثة علة معينه.
اذا فالطريق الوحيد في حل هذه المشكلة هو إدراك الفرق جيداً بين (الحادث)و(الأزلي) وبين (ممكن الوجود) و (واجب الوجود),لكي نعلم أن الذي يحتاج الى خالقٍ هو الموجودات الحادثة والممكنة
أي أن كل مخلوق يحتاج الى خالق وما ليس بمخلوق فلا يحتاج لخالق حموده | |
|