الطبع يغلب التطبع

الطبع يغلب التطبع

من المعروف أن الإنسان يولد كالصفحة البيضاء وعلى الفطرة حاملاً معه العوامل الوراثية من أمه وأبيه أولي كليهما أو أحدهما بل ربما شيئاً من هذا وأشياء من ذاك ... وكذلك هنالك العوامل المكتسبة في تكوين الشخصية الإنسانية سلباً أو إيجاباً التي تأثيرها ضعيف أو قوي أو معتدل كمحيط الأسرة والمجتمع والتأثر والاكتساب .

وعلى هذا نرى هذه التأثيرات تجعل من الإنسان حاملاً النقيضين في الشخصية السوية كالخير والشر والسالب والموجب والكرم والبخل والصدق والكذب والمحبة والكراهية والأنانية والغيرية والشجاعة والجبن والإقدام والإحجام والطاعة والتمرد والسماحة والشراسة .‏

فنحن عندما نتأمل ظاهرة البخل مثلاً يتبادر إلى أذهاننا بأن البخل يعني الناحية المادية فقط والحقيقة أن البخل في النواحي المعنوية هو الأهم والأكثر رسوخاً وتأثيراً في العلاقات الاجتماعية .‏

كالمحبة والصدق والتعاون وإغاثة المحتاج وإعانة الملهوف وتلبية نداء النخوة والفروسية والشهامة والمشاركة الفكرية والوجدانية ....‏

على أن البخل حسب أقوال الفلاسفة ليس هو عادة ذميمة وحسب بل هو أيضاً يشوش التفكير ويدمر الدماغ وخاصة إذا كان صاحبه خال من الإحساس والضمير الحي كما أن هذا البخيل يحجر عاطفته ويوصد قلبه تجاه كل خير وكل ما هو نافع ومعين للآخرين ... ؟!‏

البخيل نادراً ما يستجيب للنداءات الخيرة فكل شيء لديه يصب في مصلحته ومكاسبه وفائدته وأنانيته ... هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نراه كتوماً في حياته وأعماله ومشاريعه فهو يخفي ما يقوم به ظاناً بأنه الأذكى والأبرع إذ سرعان ما تنكشف الأمور والقضايا والأسرار أمام الجميع ؟! كما أن البخيل يبخل على الآخرين بكل قليل وحتى لو تظاهر بالمحبة والرأفة لذلك نرى البخيل يدمر حياته من حيث لا يشعر فيعيش وحيداً منبوذاً محروماً فهو دوماً يؤجل المسرات حتى لنفسه ولأسرته فما بالك بالآخرين ؟! لذلك نرى البخيل في لحظة من لحظات الحياة يستيقظ فيرى بأن العمر قد ولى والحياة مضت فلم يعد للمسرات طعم ولا للذائذ مجال ولا للأسفار نشوة ... فلقد سبق السيف العذل وفات الأوان ؟‏

إن جمع المال شيء والتمتع به شيء آخر فكلما جمع البخيل مالاً ازداد طمعاً إذن جمع المال وهم وخدعة فالمال وسيلة للحياة الطيبة لا غاية في حد ذاتها .‏

البخيل لا يرى مواطن الجمال حتى وإن طاف الدنيا بجهاتها الأربع لأنه قد اعتاد الأخذ لا العطاء والكدر والحرمان والأنانية والدهاء على أننا من الإنصاف أن نقول بأن الكريم يبقى طوال حياته كريماً والبخيل يظل طوال حياته بخيلاً وحتى لو أراد تبديل طباعهما لم يستطيعا ؟!‏

والظاهرة الأخرى المتفشية في مجتمعاتنا هي ظاهرة (حب الظهور) إذ انه أيضاً مرض فتاك يشوش العقل ويسبب القلق والشقاء وربما يؤدي بصاحبه إلى ما لايحمد عقباه كما أن حب الظهور سريع العدوى عند ضعاف الشخصية من الناس لأنه يأتي من التقليد الساذج للآخرين فالمحب للظهور يفتقر إلى أسس التفكير السليم ؟!‏

تأملات ونصائح وحكم :‏

1ـ عليك ألا تهتم للأبواب الموصدة في وجهك .‏

2ـ كن حراً، مالكاً زمام أمورك في يدك ولكن بعيداً عن الذين لا يفهمونك ولا يحترمونك ولا يقدرونك .‏

3ـ عليك أن تحب الذين يحبونك حقاً لشخصك فقط .‏

4ـ عليك أن تجدد مسارات حياتك وتنقذ نفسك وتتراجع عن أخطائك وقناعاتك الخادعة والمراوغة والمضللة بل ربما المدمرة .‏

5ـ أتح لعقلك حياة جديدة في مشوارك الطويل .‏

6ـ عش حاضرك وتجاهل ماضيك ومستقبلك كلما أمكن ذلك فما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها ؟!‏

7ـ عاشر من تحب ومن ترتاح إليه وبدون غاية وانتفاع على أن تترك مسافة لا يجوز عليك اجتيازها وتجاوزها ؟!‏

8- عليك أن تتجنب ضعاف الشخصية والمتشائمين والمرضى النفسيين والحاسدين والمغرورين والنرجسيين وكن سيد نفسك .‏

9ـ ضع نصب عينيك حكمة هذا القول : الإنسان القوي هو المؤمن بأن لا أحد يسمعه إذا اشتكى ولا أحد يعينه إذا احتاج ولا أحد يسأل عنه إذا فجع بمصيبة أو أصيب بمرض شديد .‏

10ـ وأخيراً لا تنس هذه الحكمة (الطبع يغلب التطبع أي لا تُقوِّم مالا يستحيل تقويمه ... ؟!) .‏

يعطيك العافيه اخووي قيس
طرح راااائع
استمتعت بقراءته
والف شكر ع النصائح والحكم
ننتظر المزيد من روائعك
دمت بود
الطبع يغلب التطبع 30893_01180216434

............

ربي ساّمِحني عِندَمَاّ أَحزَن عَلّى شَيء أَرَدَتَـُه
وَ لَم تَكتُبُه لِي....

الإنسان القوي هو المؤمن بأن لا أحد يسمعه إذا اشتكى ولا أحد يعينه إذا احتاج ولا أحد يسأل عنه إذا فجع بمصيبة أو أصيب بمرض شديد .‏
كل الروعه صديقي بكل ما تقدمه لنا من روائع الكلمات

اشكرك ولا حرمنا الله من ابداعك

» الطبع غلب التطبع
» مغاسل حمامات بأحجام مناسبة يغلب عليها طابع الفخامة