بركة الوقت ، قديما كنت اجد متسعا لاشياء كثيرة ويفيض من الوقت والان لا استطيع
اللحاق بما هو مطلوب مني
قديما كان من يدخل عندنا
في الحارة نعرف أنه غريب ، والآن
أرى كثير من الناس لا أعرفهم بعضهم
جاري منذ شهور أو أكثر وأنا لا أعرفه ، كثرت
البيوت وكثر الزحام
و اختلطت الوجوه
قديما كنا ننام خاصة أيام الصيف والشبابيك وحتى الأبواب مشرعة
لا نخاف ولا نتوقع السوء ، أما ألان
فصرت أختم سهرتي بالتأكد من الباب
الرئيسي محكم الإغلاق
قديما كان عندنا تلفاز واحد
فقط في غرفة المعيشة يجمعنا
كل أفراد الأسرة أما ألان ففي
كل غرفة جهاز والكل منغلق على ذاته
قديما كان عندنا هاتف واحد وبسلك ، والآن
كل فرد بالعائلة يملك موبايل
وأحيانا ( وإن كان نادرا ) نتواصل به داخل البيت
قديما كنا نشاهد
التلفاز بواسطة الانتين
ولم يخترع الدش بعد وكنا نصعد السقف ونحرك الانتين لضبط المحطة وكان الجيران يشعرون بنا ونحن نصرخ يمين يمين لأ ارجع شوي بس بس خلص انزل
قديما كنا نقف عند عربة أبو علي وعربة أبو عيسى وهما أشهر صناع القهوة التركي ، والآن نستدير حول طاولة في ستار بوكس متلهفين لشرب قهوة عصرية بكوب أنيق
قديما كنا لانتحرج من
استعارة قميص أحد الأصحاب
لتمضية مشوار ، وحاليا ، لا يمكنني استعارة
قميص حتى أحد إخواني
قديما كنا لا نحب الطعام ونفضل اللعب عليه ، ويمكن
نسكت جوعنا بسندويشات غريبة
مثل خبز بالزيت بالسكر ، خبر بالبندورة ، وحاليا
نحتفظ بقسائم وجبات مطاعم البرغر ونفتخر بزيارتنا
لتلك المطاعم
قديما كانت السينما
وسط البلد والآن دخلت
السينما بيتي مع الفرق في حجم
الشاشة وعدد المتفرجين