السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
حوار بين نخلة عراقية وزيتونة فلسطينية
الدكتور غالب الفريجات
النخلة ، أخيتي كيف الاهل والاحباب .
الزيتونة ، انهم بالف الف خير ، وهم يتابعون شموخك المتألق في عنان السماء .
النخلة ، انت الاصل ونحن الفرع ، فشعبك ، شعب الجبارين الذين احتضنهم الرب ومن خلال انبيائك ، موسى وعيسى وسيدنا ، صاحب الاسراء والمعراج .
الزيتونة ، أخيتي ، هل نسيت ان سيدنا ابراهيم عليه السلام ، ابو الانبياء ؟ ، كان يعيش على تراب وطنك وتحت سمائك .
النخلة ، لا لا كيف لي ان انسى ، الا ان وجعك من ظلم وقسوة ، وتصديك بصدور ابنائك واكف اطفالك هي التي اعنيها ، وقد كنت منذ القدم مكانا للطامعين من اليهود الاوغاد .
الزيتونة ، الحبل السري الذي بيننا قديم قديم ، ومنذ نبوخذ نصر ، والسبي البابلي ونحن نتعامل مع ذات العقول المتحجرة والنفوس الشريرة ، التي اعيت كل انبياء الرب ، واشاعت الفساد في كل زوايا المعمورة منذ ضرب الله على قلوبهم المذلة ، التي يستحقونها .
النخلة ، اعرفهم جيدا يا أخيتي ، ووجعنا واحد وهدفنا واحد ، ونحن على طريق واحد باذن الله ، وهو طريق الوعد الحق ، طريق الجهاد والاستشهاد في سبيل الله والوطن والتاريخ ...الخ
الزيتونة ، ايامك كانت ولا زالت ، ايام المجد والفخار ، وكنت ولا زلت الحضن الدافئ والمدفع الثائر لفلسطين وعروبتها وحقها .
النخلة ، اسأل عن اخبار الاحبة في فلسطين من البحر الى النهر ، وبطولات اطفال الحجارة ، وصواريخ القسام ، عن غزة الثائرة ، ونابلس البطلة ، والخليل الصامدة ، خليل الرحمن ، وقدس الاقداس ، معراج حبيب الله وسيد البشر ، وجنين المشتعلة .
الزيتونة ، ايه يا أخيتي ، فانت تسألين عن احبة يكنون لك كل الحب ، ولكل مدينة عراقية سويداءالقلب ، وشرف الفخار والعز الذي لا يطاوله شرف في الدنيا ، انت من تصنع الحياة العربية ومستقبلها ، وحتى قامات الامم والشعوب البشرية ، وانت من يهشم وجه وجماجم الغزاة الاغبياء ، برابرة هذا العصر ، وسدنة المغول الانذال في فلسطين .
النخلة ، كنا وما زلنا نقول ان التاريخ فيه محطات لا يتوقف عندها الاغبياء او العملاء ، نبوخذ نصر والسبي ، وصلاح الدين وتحرير القدس ، وصدام حسين وصواريخ الحسين ، ونظرية الامن القومي الصهيوني .
الزيتونة ، ومن لا يقرأ التاريخ لا يعي الحاضر ولا يستشرق المستقبل ، فقد قالها فارس العروبة : ان بغداد مصممة على ان ينتحر البرابرة على اسوارها ، وعندما تركت لهم المقاومة ان يقفو على الارض واخذت المواجهة رجلا لرجل ، بدت اقوال الفارس تترجم على ارض الواقع ، فهاهم برابرة العصر يغرقون في وحل العراق وينتحرون كل يوم على اسوار بغداد .
النخلة ، هم اغبياء العصر ودهاقنة التجارة لا السياسة والشجاعة ، ونحن من يجيد صناعة السيف والقوة ، ومن يجيد فن ممارسة الحق والعدل ، فالنصر لنا والخزي والعار لهم ، والفلوجة وجنين قرى عربية حطمتا كل آمالهم في ان تكون الارض ليس الا لاصحابها .
الزيتونة ، شعراؤنا واطفالنا ونساؤنا وشيوخنا يرددون الارض تتكلم عربي ، وفي بغداد رددها القائد الفارس ، فلسطين من البحر الى النهر ، ولانهم موصومون بالغباء فلم يفهمو لا قول الشعراء ولا احاديث الانبياء ولا خطب الفرسان الشجعان .
النخلة ، النصر قادم قادم ، وهو لنا ، والعار والذل والهزيمة لدهاقنة الشر والمال ، ولكل اطياف الشعوبيين والاقليميين والطائفيين والعملاء والجواسيس ، وحتى البخلاء .
الزيتونة ، من ارض السلام عليك السلام ، وعلى بغداد العروبة السلام ، وكل عام وانت بالف خيرفي ظل معارك التحرير والجهاد والاستشهاد .
النخلة ، العروبة لنا والدين لنا والحق لنا ، ونحن والله لقادرون ان نكون اسياد العالم ، وخدم الحق والحقيقة ، وفي الوقت الذي نحمل فيه السلاح بيد ، نحمل القلم بيد اخرى .
الزيتونة والنخلة ، معا معا يدا بيد نحو النصر والتحرير والوحدة .
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر ، وليخسأ الخاسئون