عذراء شابة تتعلق بعنق حبيبها وتبتسم بدفء لتواجه بنظرة الشاب الحانية، والاثنان
يجلسان على أرجوحة ثبتت حبالها في فروع شجرة غير مرئية، في غابة تستحم بالضوء
ثوب الفتاة لا يكشف بالكاد سوى عن القليل من ملامح جمالها، بينما يطبق الشاب ذراعيه
بإحكام على الحبال الداعمة للأرجوحة
لوحة الربيع يقال أنها اعظم عمل فني منفرد عن قصة حب رومانسية، ولطالما خلبت هذه
اللوحة خيال الكثيرين طوال الـ 130 عاما الماضية
رسم بيير اوغست كوت "الربيع" في العام 1873، وعرضها في صالون باريس في تلك السنة،
حيث لقيت إعجابا وتقديرا كبيرا. وخلال العقود التي تلت ذلك، أصبحت اللوحة ايقونة
جميلة ترمز إلى حسيّة ونكهة القرن التاسع عشر، واشتهرت وذاع صيتها اكثر من مبدعها
نفسه
وقد تم استنساخ ملايين الطبعات من هذه اللوحة لتتصدر الورق الحائطي واعمال
البورسلين والبطاقات البريدية والبوسترات وغيرها
عند عرضها لاول مرة في باريس، اشترى اللوحة أحد الأثرياء ومن ثم بيعت لاحد جامعي
القطع الفنية الذي أعارها إلى متحف بروكلين حيث ظلت هناك 35 سنة قبل أن يستعيدها
صاحبها الأول
وفي الـ 41 سنة التالية اختفت اللوحة تماما وضاع كل اثر لها إلى أن ظهرت مجددا وقد
علاها التراب في مستودع فندق أمريكي قديم
بيير اوغست كوت لا يعرف عنه الكثير، باستثناء أن له عملا فنيا آخر لا يقل جمالا
اسمه العاصفـة وهو موجود أيضا في متحف المتروبوليتان
وقبل حوالي خمس سنوات عرضت اللوحة الأصليـة في مزاد سوثبي اللندني للأعمال الفنية
غيـر أنها لم تحقق السعر الذي كان يطمع به صاحبها، ربما لان المتنافسين كانوا
منحازين لموجة الرسم الحديث بمواجهة الفـن الإنساني التقليدي
لكن، ومن وجهة نظر الكثير من الفنانين وخبراء الفن، تظل لوحة الربيع لاوغست كوت
عملا فنيا يجمع بين الفرادة والجاذبية.