لم يحسم الاخضر تاهله الى الدور قبل النهائي في دوري ابطال العرب و بات في انتظار مباراة الاياب و التي تقام في اواخر الشهر الحالي بعد ان حقق فوزا مهما على فريق الوداد القوي و بهدفين مقابل هدف واحد كان الاخضر البادئ بالتسجيل بواسطة حسن عبد الفتاح ليعزز محمود شلباية تقدم الاخضر بهدف ثاني قبل ان يقلص رفيق عبد الصمد النتيجة باحرازه هدف الوداد الوحيد هدفا قد يكون له اثر كبير في حسابات التاهل نحو الدور المقبل .
و عزف لاعبوا الوحدات اجمل الالحان في عرض قوي و اخاذ فاجأ الضيوف , و اهدروا اكثر من فرصة سانحة للتسجيل في الوقت الذي تجلى فيه الساحر رافت علي في صياغة الالعاب و رسم لوحات فنية على مدار شوطي المباراة , في الوقت الذي لم يقو فيه الوداد على مجاراة الاخضر الا في بعض المحاولات و التي استغل احداها محققا هدفه الوحيد .
المباراة التي اقيمت في الساعة السابعة مساء على ستاد عمان الدولي في اطار ذهاب ربع النهائي من دوري ابطال العرب في نسخته السادسة قادها طاقم تحكيم عراقي مكون من لؤي عبد القادر للساحة و عاونه على الخطوط كل من لؤي صبحي و احمد نبهان و شهدت حضورا جماهيريا جيدا على الرغم من الظروف الجوية الصعبة التي رافقت اقامة هذه المباراة و التي رشحت غياب الجماهير عن المباراة.
عزف على الالحان بريشة رافت الفنان ...لم يعط الاخضر الفرصة للاعبي الوداد لالتقاط انفاسهم فشن هجوما ضاغطا على لاعبي الوداد في كافة ارجاء الملعب , فظهرت اثار الصدمة على اداء الفريق الودادي منذ الدقيقة الاولى و التي الهب فيها عبد الحليم المدرجات بتسديدة هائلة من خارج الجزاء اخذ قدم المدافع باتجاه المرمى فحاول معها شلباية براسه خلفية ليعلن الحكم المساعد عن وجود تسلل , فرصة كشفت عن النوايا الخضراء الجادة للوصول الى مرمى لمياغري منذ البداية .
المدير الفني اكرم سلمان اعتمد في تشكيلته التي بدأ بها المباراة على الاسماء المتوقعة لبدء اللقاء في ظل ايقاف الكابتن فيصل ابراهيم نتيجة الطرد في المباراة الماضية اضافة الى عدم جاهزية الدميري , فجاء العائد بقوة عامر شفيع سدا منيعا في مرمى الاخضر , في حين ثبت باسم فتحي (نجم المباراة) و معن الراشد في المنطقة الخلفية و فرضوا رقابة لصيقة على المهاجم الخطير بيضوضان , في الوقت الذي سمح فيه لعبد الحليم في التقدم لاسناد السباح من الجهة اليسرى و في الوقت ذاته بدت طلعات شاهين مقيدة في الجانب الهجومي في سعي واضح للحفاظ على الخط الخلفي تاركا حرية الحركة لعامر في التوغل من المنطقة اليمنى و العودة السريعة لاسناد شاهين في ظل قراءة سابقة لسلمان باهمية اغلاق الاطراف مصدر رزق الفريق الودادي .
اما في منتصف الملعب فقد ادى كل من محمد جمال و حسن عبد الفتاح واجبهم على اكمل وجه في الشقين الدفاعي و الهجومي مما ازعج رضا دوليزال و رفيق عبد الصمد اللذان امضيا وقتا طويلا في محاولة تامين المنطقة الخلفية على حساب الاسناد الهجومي , و في المقدمة برز الفنان رافت علي الذي تسيد المنطقة الخارجة عن سيطرة المدافعين فتفنن في صياغة الالعاب و تهيئة الكرات النموذجية لرفاقه و خصوصا راس الحربة شلباية المزعج و الذي خضع لرقابة اللويسي و البرازي .
و عودة الى احداث اللقاء و التي فرض فيها الاخضر سيطرته المطلقة على الاجواء فتواصل الاداء الهادر للاعبي الاخضر في ظل الاندفاع الكبير و الحماس منقطع النظير و الضغط على حامل الكرة فتعددت اخطاء الدفاع المغربي ففاتت تمريرة عبد الفتاح الطويلة عن قدم البرازي لتجد شلباية الذي تاخر في التقدم نحو المرمى , في ذات الوقت الذي شهد الوصول الاول للفريق المغربي لمرمى شفيع اثر عرضية عبد الرحيم سعيد و التي تالق شفيع في ابعادها لتصل قدم رفيق الذي حاول اعادتها ابعدها باسم فتحي في الوقت المناسب خارج الجزاء . الا ان هذا الوصول لم يرهب لاعبي الاخضر الذين واصلوا على نفس الوتيرة بضغط شديد على لاعبي الوداد , فارسل الذيب عرضية رائعة داخل الجزاء ابعدها اللويسي في اللحظات الاخيرة قبل قدم شلباية , في حين سيطر الحارس على راسية عبد الفتاح .
سيناريو الشوط الاول استمر باداء رائع للاخضر و انكماش دفاعي للوداد في ظل عدم القدرة على بناء الهجمات و تهديد مرمى شفيع , ليحين موعد الهدف الاول في حوالي الدقيقة 34 من الشوط الاول بعد تمريرة رافت الرائعة الى شاهين المندفع عكسها بالمقاس على راس عبد الفتاح الذي دكها على يمين لمياغري مفتتحا التسجيل , و لم يتوقف الاخضر عند هذا الهدف بل واصل حصاره للاعبي الوداد في نصف ملعبهم و واصل رافت عزف الحانه بتهيئة الكرات للاعبي المقدمة في الوقت الذي تعرض للاعثار اكثر من مرة من قبل لاعبي الوداد تحصل على اثرها البرازي على البطاقة الصفراء ليعلن الحكم نهاية الشوط الاول بتقدم الاخضر بهدف مقابل لا شيء .
هدف بهدف ... و غلطة الشاطر بالفلم تات بداية الشوط الثاني الا لتعلن عن حالة الاصرار الوا ضح للاعبي الاخضر على حسم اللقاء بعد ان وجدوا الطريق سالكة نحو مرمى الوداد , قابله تراجع واضح في اداء الوداد في ظل عدم قدرتهم على مجاراة سرعة الاداء الاخضر , و كاد شلباية ان يريح الاعصاب مع انطلاقة الشوط الثاني بعد ان مرر رافت كرة بدهاء الى حسن الذي واجه المرمى فحاول اسقاطها لتجد لمياغري بالمرصاد لتعود الى السباح الذي هيأها لشلباية غير المراقب سددها بتسرع و المرمى مشرع خارج المرمى .
محاولات الوداد القليلة لم تخل من الخطورة فاستغل عبد الرحيم سعيد هجمة مرتدة سريعة دخل على اثرها الجزاء وسقط لحظة محاولة الراشد ابعادها فاحتج لاعبوا الوداد مطالبين بركلة جزاء في الوقت الذي طالب الحكم بمواصلة اللعب .
الا ان رد الاخضر جاء سريعة و كالعادة بواسطة الفنان الذي وضع السباح في مواجهة المرمى تلكا في التسديد قبل قطعها من المدافع , و تكرر المشهد و هذه المرة بعد ان استخلص شلباية الكرة من المدافع السقاط مررها ذكية الى حسن عبد الفتاح سددها بتسرع ارتدت من المدافع دون خطورة . و ازاء هذا الضغط الكثيف للاخضر كان لا بد من تعزيز التقدم و هو ما تحقق في الدقيقة 59 بعد تمريرة الفنان رافت الى السباح الذي بذل جهودا مضاعفة في عكس الكرة لحظة خروج الحارس لملاقاته اعادها عامر براسه تابعها شلباية في المرمى محرزا الهدف الثاني .
شعر المدير الفني للوداد المغربي بادو الزاكي بحراجة الموقف و خروج الامور عن السيطرة فعاجل في اجراء تبديله الاول من خلال الزج بسكومر بديلا لباسكال , لياتي الرد الوداد المفاجئ بهفوة قد تكون الوحيدة للخط الخلفي , الا ان تاثيرها قد يكون كبيرا في حسبة التاهل بعد ان استغل عبد الرحيم هجمة مرتدة انطلق من خلالها في الجهة اليمنى و عكس كرة عرضية متقنة الى دوليزال المتمركز داخل الجزاء فوتها بيضوضان الى عبد الصمد غير المراقب سددها قوية في الشباك محرزا هدف الوداد الوحيد في الدقيقة 64 من اللقاء .
و شهدت الدقائق المتبقية من عمر اللقاء تراجعا في اداء الاخضر , قد يكون الهدف الذي احرزه الفريق الودادي قد ارخى بظلاله على حماس اللاعبين بعد شعورهم باهمية الاهداف المسجلة على ارض الخصم و قد يكون نتيجة الجهد الكبير الذي بذله اللاعبون من خلال الضغط في كافة ارجاء الملعب على كافة اللاعبين .
و مع ذلك فقد تمكن الاخضر من الوصول الى مرمى الوداد في اكثر من مناسبة فسدد شلباية عرضية رافت بمضايقة المدافع خارج المرمى , في حين جاءت تمريرة شفيع الطويلة نحو شلباية لتمر من الجميع قبل ان يمررها لرافت الذي تاخر في التعامل معها , و حاول الزاكي ان يستغل التراجع الاخضر فزج بلمسن بديلا للعلمي و فوزي عبد الغني بديلا لعبد الرحيم سعيد قابله سلمان من خلال الزج بابو حويطي بديلا لشاهين في محاولة لتعزيز التواجد الهجومي للاخضر , و مع وصول المباراة الى دقائقها الاخيرة كان رافت يهيء كرة لعامر ذيب المندفع من الخلف سددها قوية خارج الخشبات ليعود سلمان في الوقت المتبقى ليزج بعوض راعب بديلا لشلباية و الدميري بديلا للسباح دون ان يحدث ذلك تغيير في النتيجة و التي الت الى فوز الاخضر بهدفين مقابل هدف واحد ليبقى الفريقان في انتظار الجولة الثانية و التي يتحدد من خلالها هوية المتاهل الى دور الاربعة في دوري ابطال العرب .
بطاقة المباراة :
الفريقين : الوحدات الاردني و الوداد المغربي
المناسبة : ذهاب دور الثمانية من دوري ابطال العرب (النسخة السادسة)
المكان : ستاد عمان الدولي في مدينة الحسين للشباب
الزمان : الساعة السابعة يوم 01-03-2009
الجمهور : يقدر بحوالي سبعة الاف متفرج
النتيجة النهائية : الوحدات الاردني 2 الوداد المغربي 1
اهداف المباراة : احرز اهداف الوحدات حسن عبد الفتاح د.35 و محمود شلباية د.59 , فيما احرز هدف الوداد الوحيد رفيق عبد الصمد د.64 .
البطاقات : نال كل من فادي شاهين البطاقة الصفراء من جانب الوحدات و فوزي البرازي البطاقة الصفراء من جانب الوداد .
الجماهير الوفية كانت متواجدة و ازرت بحرارة على الرغم من الاجواء الباردة