كيف تتغلب على الشعور بالظلم؟
تمر أوقات يتخيل فيها الانسان أنه أكثر من يتعرض للظلم في هذه الدنيا. في العمل، في المنزل وحتى ضمن النشاطات الرياضية. هذا الشعور بالظلم يتولد عنه رغبة بالانتقام في بعض الأحيان أو رغبة بالرحيل والابتعاد أحياناً أخرى. ليس من أحد يختلف على أن هذا الشعور بالظلم له أثر سيء على الانسان. لكن هل يمكن التغلب على هذا الشعور؟ هل يمكن الاستفادة منه بدلاً من الاستسلام له؟
للتغلب على الشعور بالظلم لا بد من فهم دوافعه، ثم تحليل آثاره. شعور الشخص بالظلم هو شعور نسبي. يمكن أن يتعرض شخصان للظروف نفسها ويكون الشعور المتولد لديهما مختلفاً جداً من حيث تقييم ما حصل على أنه ظلم. هذا الأمر يدل على أن أهم دوافع الشعور بالظلم هو نفسي ويتعلق بالتربية إلى حد كبير وأكثر منه مما يتعلق بالظروف المحيطة.
بالطبع الاشخاص الذين لديهم استعداد للشعور بالظلم أكثر من غيرهم يتأثرون به بشكل أكبر وهذا ما يفسر الطريقة المختلفة التي يتفاعل بها كل شخص مع شروط سيئة يمكن تصنيفها على أنها ظلم.
التغلب على الشعور بالظلم يتطلب جهداً كبيراً بالنسبة للبعض. لمعرفة مقدار هذا الجهد يجدر بكل شخص أن يقييم بشكل عام تصرفه تجاه الظروف السيئة التي يتعرض لها. إذا كنت ممن يحسون بأن كل شيء يقف ضدك في كل أمور الحياة فأنت على الأغلب تتأثر بالشعور بالظلم أكثر من غيرك. أما إذا كنت تظن أن الحظ يحالفك في كل شيء فعلى الأغلب تقديرك للظروف القاسية على أنها ظالمة هو قريب للحقيقة وليس مبالغاً فيه.
التخلص من الشعور بالظلم يمكن أن يتم بشكل تدريجي. بإمكانك أن تبدأ بحلقة ضيقة من الأشخاص حولك ممن تثق بهم بشكل كبير. العائلة والأصدقاء على سبيل المثال. ضمن هذه الحلقة وفي كل مرة تشعر بالظلم لتصرف ما حاول أن تحلل الموقف وتضع نفسك مكان الشخص الذي تظن أنه ظلمك. ربما تساعدك الذكريات الطيبة مع هؤلاء الأشخاص على التحليل المنطقي وتجنب المبالغة للشعور بالظلم.
بعد الأصدقاء والمقربين حاول أن تفسر تصرفات مديرك وزملائك في العمل. تذكر دوماً، عندما تقيّم تصرفاً ما على أنه ظلم، تذكر كل الأمور الجيدة التي قام بها هؤلاء الأشخاص معك في السابق. سوف يساعدك هذا الأمر على تخفيف احتقانك وغضبك ومن ثم شعورك بالظلم.
لا بد أيضاً للتغلب على الشعور بالظلم من جهد داخلي نفسي تقوم به لوحدك لكي تمنع الشعور بالظلم من التغلغل في أعماقك. تحلى بروح ايجابية كلما أمكن، حاول أن تتفاءل بالمستقبل، اجعل من الشعور بالظلم حافزاً لاثبات النفس.
في النهاية. إذا كان الشعور بالظلم يلفك ولا تستطيع رغم كل ما سبق التغلب عليه. تجنب أمراً واحداً على الأقل: الانتقام.
هذا الشعور الخبيث يرافق الشعور بالظلم دوماً. لكنه غالباً ما يدفع المر لظلم نفسه بنفسه. بدلاً من الانتقام، ضع هدفاً لنفسك يعوضك عن الظلم الذي أحاق بك. اسعى إليه بأمانة وصدق وسوف تجد أن كل من كنت تشعر بأنهم يظلمونك سوف يقفون في صفك.