قام علماء الرايخ الثالث بأبحاث ودراسات مستقبلية وحتى أنه يمكن وصفها بالخيالية في مجال تصميم المعدات العسكرية والأسلحة، ومن بين هذه المشاريع كان هناك أبحاث مرتبطة باسم العالم النمساوي الدكتور تسيبر ماير، الذي بدأ بإجراء تجارب في مجال الدوامات الهوائية رداً على قصف المدن الألمانية أيام الحرب العالمية الثانية
وقد ذكر كتاب الأسلحة والأسلحة السرية للقوات المسلحة الألمانية 1933-1945 بأن الدكتور تسيبر ماير من الأكاديمية التقنية لوفتوافا قام بتصميم جهاز أطلق عليه المدفع الهوائي. وكما هو الحال في المدافع العادية يحدث انفجار خليط الغاز في حجرة الاحتراق، ولكن تم اتخاذ الدوامات الهوائية المضغوطة في حلقة ضيقة ملتوية كعامل فتاك. وقد كان من المفترض أن مثل هذه الحلقات عندما يتم إطلاقها في السماء سوف تسحق الطائرات الأمريكية وتحولها إلى أشلاء. بالطبع فإن نموذج مدفع تسيبر ماير كان قادر على كسر الألواح الخشبية إلى قطع من مسافة لا تزيد عن 150 م، ولكن عندما قامت وزارة الدفاع بتثبيت أجهزة على نطاق واسع في حقل بالقرب من مدينة هيلرسليبن تبين أن قوة تأثير حلقات الدوامات الهوائية كانت تضعف بسرعة وبالتالي تصبح غير قادرة على إلحاق الضرر بطائرات العدو.
وعلى ضوء ذلك لم يتمكن الدكتور من إنهاء عمله خاصة وأن مدينة هيلرسليبن أصبحت تحت أيدي قوات الحلفاء، علماً تسيبر ماير تمكن من الهروب، لكنه سرعان ما وقع في أيدي الجيش الأحمر. وبعد 10 سنوات من اعتقاله في المعسكرات السوفيتية عاد إلى وطنه في عام 1955.
لم يكن تسيبر ماير يعرف بأن أجهزته تم نقلها إلى أمريكا. وقد ذكر غاي أوبولينسكي واحد من المهندسين المعنيين لدراسة التكنولوجيا والمعدات التي تم مصادرتها من ألمانيا بعد نصر الحلفاء عليها، بأنه في عام 1949 قام بإعادة تصميم نموذج عن المدفع الهوائي في مختبره، علماً أن هذا المدفع كان له تأثير مدمر، فعلى سبيل المثال كان يقوم بكسر اللوائح الخشبية ويحولها إلى أعواد ثقاب. أما فيما يتعلق بتأثيره على الأهداف السهلة مثل البشر فهنا كانت النتائج مختلفة.
الجدير بالذكر أنه حتى الآن لم يتم معرفة فيما إذا قام الدكتور أوبولينسكي بدراسة التأثير الصوتي للمدفع الهوائي، ولكن إذا ما حكمنا من خلال مدى النجاح الذي حققه الأمريكان في تصميم أسلحة غير فتاكة باستخدام الموجات الصوتية فإن هذه العمليات تجري في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة.