ليس من السهل ان تجد نفسك يوما مضطرا لشطب او حذف انسان ما من اجندة ايامك ...))
(1)
تمهل !!
قبل ان تفكر بحذف انسان ما من حياتك
وقبل ان تقرر ان تلغى وجوده من وجودك
او ان تمسح بقاياه من ذاكرتك
او ان تمد يدك الى مساحة من عاطفتك فتطفىء انوارها
او تسدل باسف الستائر المظلمة على مرحلة من مراحل عمرك
(2)
تمهل !!
لانه ليس من السهل
فربما لاتستوعب حياتك بدونه
وربما لاتستسيغ الاشياء فى غيابه
وربما لاتتقبل الفراغ خلفه
وربما تعانى كثيرا وانت تتنقل بين مراحل مابعد الفراق من ذهول وحزن وحنين ..
(3)
هذا فى حال
ان الانسان المشطوب هو انسان مهم
ويحتل مساحة مهمة منك وبك
ويمثل مساحات شاسعة من خارطة احلامك
ويملك قدرة نسفك فى حالة غيابه
(4)
لكن ؟؟
ماذا لو كان هذا الانسان يندرج فقط فى قائمة الاصدقاء
هل تمثل الصداقة فى حياتنا كل هذا الحجم والعمق
وهل يؤلمك ان تجد نفسك يوما مضطرا لشطب صديق من لائحة اصدقائك
وهل تشعر بالأسف ان قمت بهذا؟؟
(5)
بالتأكيد!!
هذا يحدده مقدار تفرع الصداقة بك
ومقدار تقييمك لعلاقاتك المحيطة بك
ومقدار تقبلك لحياة تخلو من الصداقة
ومقدار قناعتك بان هناك صداقات لاتستحق الاستمرارية
وان لكل مرحلة عمرية نوع خاص بها من الصداقات
قد لاتتكيف ولاتتاقلم مع المرحلة الاخرى من العمر !!!
(6)
لااعلم ...
ان كنت كتبت عن الصداقة قبل هذا اليوم
او انى لم افعل ..
لكن مايدفعنى للكتابة عنها الآن ..والآن بالذات
هو اننى فى هذا الصباح اضطررت لحذف صديقة ما من اجندة صداقاتى
صديقة كنت اراها نقية..ونقية جدا
ربما لاتكون هى على هذه الدرجة من النقاء
او ربما هى هكذا بالفعل نقية كما كنت اراها قبل عملية الحذب والشطب!!
لكن ...فى مرحلة مابعد الفراق تتعرى امامنا اشياء كثيرة
اشياء لم نكن نتوقف عندها كثيرا حين تكون العلاقة على قيد الحياة !!
(7)
وقد لانشعر بالألم عندما نشطبهم بمقدار مانشعر بالدهشة
الدهشة لرؤية صورة مخالفة لما كنا نراها سابقا
صورة لاتشبههم ولاتشبه احساسنا تجاههم
صورة واضحة كالشمس لدرجة عدم مقدرتنا على فتح اعيننا لرؤيتها
صورة تعكس حقيقتهم لاعيننا بألم كالمرآة تحت الشمس!!
(8)
لايهم ان يرحلوا
ولايهم ان يتركوا البقايا خلفهم فى حالة دهشة
ولايهم ان يخنقوا الضحكات او يسرقوا البسمة عند الرحيل
ولايهم ان ينكسوا اعلام خلفهم
ولايهم ان ينسكبوا من الذاكرة كالماء
فالاهم من كل ذلك وذاك
هو ان يحرصوا على ان تبقى المساحات خلفهم بيضاء نقية
(9)
وعن نفسى
لاتاخذ الصداقة حيزا كبيرا من حياتى
فلى صداقات محدودة جدا
صداقات عاشت معى منذ سنوات
واصبحت بحكم العادة والتعود موجودة فى محيطى
فما اكثر الذين مروا على طريق الصداقة من امامى
ومااكثر الذين استوقفوا فى محطة الصداقة فى حياتى
منحونى مامنحوا
واخذوا مااخذوا
ثم غابوا فى سماء الحياة كفقاعات الصابون الشفافة ولم يتركوا اثرا يذكر ..
( 10)
لست متشائمة بتحديد محيط صداقاتى
فهكذا علمتنى الحياة
وهكذا اعتدت منذ صغرى
اعتدت ان اكون مقربة من الجميع ومستمعة للجميع
لكن لايقترب من عالمى
ولاينصت لبوحى سوى قلة قليلة من الصداقات
صداقات لااختارها لكنها تفرض وجودها بصدقها وتميزها
(11)
ومع الوقت
ومع اتضاح الكثير من المفاهيم حولى
ومع تغيير الكثير من اوضاع الحياة
تعمدت فى الفترة الاخيرة ان اقلص عدد الصداقات فى حياتى
واعتدت او عودت نفسى عدم الحزن او التالم عند شطب من لايستحق البقاء بنا!!
لكنى بالمقابل احرص على ان تبقى الصورة فى داخلى جميلة بعد الرحيل ..
(12)
شىء رائع
ان يكون فى حياتك صداقة مميزة
والاروع ان تملك قدرة المحافظة على بقاء علاقاتك المميزة
والاروع من كل هذا هو ان تكتشف انها بالفعل علاقة مميزة
وانها تستحق كل مااسرفته من وقت وعمر ومشاعر واحلام بها