الصلع في عمر العشرينات يمكن أن يكون مؤشرا على خطر صحي
واشنطن – كشفت دراسة أميركية
حديثة أن هناك علاقة وطيدة بين سرطان البروستاتا والصلع، وتحديداً عند
البدء في فقدان الشعر في عمر مبكر وهو ما يدعو الرجال إلى القلق على صحتهم
وليس مظهرهم.
وتحسم الدراسة عدد الأبحاث
المتضاربة بشأن الصلع والسرطان، خاصة وأنها أجريت على مجموعة من الرجال
الأميركيين من أصول أفريقية إثر دراسة أخرى على ذكور بيض خلصت إلى ذات
النتيجة.
ووجدت الدراسة أن الذكور
المصابين بأية مرحلة من مراحل الصلع عرضة وبواقع 69 بالمائة للإصابة
بسرطان البروستاتا، كما أن الشباب الذين يعانون من الصلع الأمامي، هم الذين
يعترضهم خطر الإصابة بالمرض بواقع ستة أضعاف لدى بلوغهم العقد السادس.
ووجدت الدراسة أن احتمالات
المرض تتفاوت وفقاً لنوعية الصلع، فتساقط الشعر من الأمام قد يعني تزايد
إمكانية الإصابة بسرطان البروستاتا، مقارنة بمن فقدوا الشعر في قمة الرأس،
وهي نتيجة مغايرة تماماً لما توصلت إليه أبحاث سابقة لم تجد صلة بين أنماط
الصلع والمرض.
وأشار الباحثون إلى أنه رغم
محدودية الدراسة، التي شارك فيها أكثر من 500 شخص إلا أن نتائجها مهمة
لأنها أرست قواعد جديدة ربما في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة
بسرطان البروستاتا.
وكانت دراسة فرنسية سابقة أشارت إلى أن الرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا هم على الأرجح كانوا بدأوا بالصلع في عمر 20 عاماً.
ونقل موقع “هلث داي نيوز″
الأميركي العلمي عن الباحثين في مستشفى “جورج بومبيدو الأوروبي” بباريس أن
الرجال الذين أصيبوا بسرطان البروستاتا كانت قد بدأت علامات الصلع تبدو
عليهم في عمر العشرين وأكثر على الأرجح بمرتين ممن لم يصابوا بالمرض.
وقال الباحثون إن الذين
يصابون بالصلع في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر لا يبدو أنهم يواجهون
ارتفاعاً مماثلاً لخطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
إلا أن العلماء أشاروا إلى أن
من يبدأ لديهم فقدان الشعر في العشرينات لا يزيد خطر إصابتهم بسرطان
البروستاتا في وقت مبكر، ولا تنمو لديهم الأورام بشدة أكثر.
وقال الطبيب فيليب غيراد
المسؤول عن الدراسة “حالياً، لا يوجد دليل دامغ يظهر أية فائدة من إجراء
عامة الرجال لفحص سرطان البروستاتا.. نحن نحتاج إلى طريقة تحدد الرجال
الأكثر عرضة لهذا المرض”.
ودعا غيراد وزملاؤه إلى مزيد من الدراسات للتأكد من ملاحظاتهم.
وقال “إن الصلع في عمر الـ20 قد يكون أحد عوامل الخطر السهل تحديدها، والأمر يحتاج إلى مزيد من العمل للتأكد من ذلك”.
وفي السياق ذاته أكد باحثون
أسبان وجود علاقة واضحة بين الصلع الذكري الشكل (الشكل الشائع من الصلع
المبكر) ومرض تضخم البروستاتا الحميد، وهو تضخم حميد في البروستاتا يحدث
لدى الرجال مع التقدم في العمر، ويرتبط بهرمونات معينة مثل
دايهايدروتيستوستيرون. ويظهر هذا الوضع الصحي لدى 50 بالمئة من الرجال في
عمر أكبر من 60 عاما ويسبب اضطرابا في التبول.
ووفقا للدراسة التي نشرت في
مجلة الأكاديمية الأميركية لأمراض الجلد، فإن الرجال المصابين بالصلع
المبكر معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بتضخم البروستاتا الحميد من غيرهم من
الرجال.
ويمثل الصلع الذكري الشكل
الأكثر شيوعا، وهو شائع بين الرجال أكثر من النساء. ويرتبط بجانب وراثي
ويتطور تدريجيا عند عدم تقديم العلاج.
ويعد تضخم البروستاتا الحميد
من أكثر أنواع أمراض البروستاتا شيوعا، ويسبب تضخما غير طبيعي وغير منتظم
في الغدد المجاورة للإحليل، وهو ما يؤدي إلى نمو ورم حميد يسد مجرى البول.
وقد شملت هذه الدراسة عينة
تتكون من 87 رجلا، كان منهم 45 رجلا قد شخصت إصابتهم بالصلع ذكري الشكل من
قبل طبيب أمراض جلدية، بينما كان 42 رجلا منهم أصحاء شملتهم الدراسة
كمجموعة مقارنة. وقد أخذت قياسات حجم البروستاتا بواسطة جهاز الموجات فوق
الصوتية عبر المستقيم، وقياس تدفق البول بواسطة مقياس تدفق البول. كما تم
تقييم مستويات الهرمونات ومؤشرات وظائف الانتصاب.
وأثبتت النتائج وجود علاقة واضحة ومباشرة بين الصلع الذكري المبكر وتضخم البروستاتا الحميد.