أتساءل دائما ....أصواتنا التي لاتصل ....أين تذهب ؟)
(1)
لم تقدمك لي الحياة على طبق من فضة
ولاملعقة من ذهب !
لكنها حين أخذتك مني!
أخذتك على طبق من فضة وملعقة من ذهب
وزغرودة فراق طويلة !
فهكذا هي الحياة !
تمنح بصعوبة بناء .. وتآخذ بسهولة هدم !
(2)
لم أخشى الظلام يوما.. إلا وأنا معك !
كان يرعبني ان تختفي في الظلام عني!
فتخذلني عيناي في البحث عنك !
(3)
بعد فقدانك !
ماعاد يهزني من مصائب الدهر شيئا !
فبعض المصائب تفقدنا مناعة تامة ضد الصدمات !
فنستقبل كل أنواع الانكسارات بتبلد وبرود!
وهكذا فعلت بي مصيبة فقدك !
ضآءلت كل المصائب في داخلي !
وتفهت كل أحزان العمر بي !
(4)
حقيقة علمتني اياها الحياة !
ان الذين يفرحنا وجودهم لدرجة الطيران !
يرعبنا اختفائهم لدرجة الهبوط !
(5)
عندما رأيتك تدير ظهرك للحكاية
وتمضي مودعا !
تمنيت ان يظهر لي احدهم من مكان ما
يضحك في وجهي
ويشير بسبابته الى مكان ما !
ويخبرني مبتهجا
انني كنت ضيفة في برنامج ( الكاميرا الخفية )
وتعود لي أنت ضاحكا لتُهدىء من روعي!
لكنك مضيت !
والرجل المنتظر لم يظهر أمامي !
ولم يشر لي أحد على مكان الكاميرا !
إذن ...لم يكن فراقك كاميرا خفية !
(6)
أُصبت وأنا معك بوسوسة الفراق !
فعند كل غياب لك
يداخلني الشعور بأنها النهاية !
وعند كل لقاء بك
أُكثر الالتفات حولي
بحثا عن وحش الفراق
يخيل إلي انه يختبىء في زاوية ما من زوايا المكان !
فوالله .... قد طعنني الفراق بأحبتي
حتي أصبت بعقدته !
(7)
لم يأخذك البحر مني
لكني عشت عمري كله بانتظار ان يعيدك البحر إلي!
ولاأعلم لماذا حملت البحر وزر غيابك !
فوقفت على البحر بانتظار سفينتك سنوات طويلة
ظهر العمر على وجهي !
وسفينتك لم تظهر !
(8)
نختار لأنفسنا من الأحلام الكثير
ويختار الله لنا من الأقدار مايناقض الكثير من أحلامنا
فتتهاوى الأحلام أمامنا كجدار قديم فقد مقاومته أمام رياح الواقع !
فنستسلم للأحزان بغصة ومرارة
ونحرم أنفسنا من الاستمتاع باختيار الله لنا
ومع مرور الأيام
نسخر من أحلامنا المتساقطة
ونشكر الله على اختياره لنا !
فالله يرى مالا نرى
ويعلم مالا نعلم !