غائبي عد ... فأنا أحتضر...
غائبي عد ... فأنا أحتضر...
قبري قريب قد أصبح على مرمى النظر
أقلب الدفاتر والذكريات والصور
فما بقي خلفك سوى التعب
فجفت الانهار ومات القمر
وكل القصص والروايات انطوت
فما بقيت لي دعوة غير دعوة الضجر
غائبي عد ... فأنا أحتضر
مالي سواك يا حبيبي فلما السفر
كل الطيور أنا بها تطفو مذبوحة على وجه المائي
وتلك الخواتم والاساور لمن البسها
وهذا الشعر الطويل لمن أقصه
غائبي...
كيف تحلو حياتي بدون أصابعك تداعب خيالي
أصبح فراشي كغابة تعلو فيها صوت الذئابِ
فيا ليتك قد أعلمتني بموعد السفر
غائبي...
عد وقتلني بين شفاهك وعلى زندك أدفني
فالوقت بدونك يمر علي كأنه ملايين من السنوات
تعبت من الرحيل والترحال بين الاقدار
كل الاماكن محفورة بها ذكريتنا
فغيابك أطفى نور الشمس والقمر
وزهور الياسمين ذبلت مع ذهاب ظلك
حتى حتى فناجين القهوة اعلنت إعدامها..
جميع السفن لم تعد ترسو في عيوني كعادتها
ألم تقل لي ذلك في السهر تحت ضوء القمر
فاين ملمس يديك على خدي والقبل
غائبي...
قد مات كل الكلام الجميل من بعدك
فمتى ستأتي لتكفكف فيه دمعاتي
تبدل فيه حزني بضحكاتي
حين تخبرني برجوعك إلى وطني
حين تبشرني بالمستقبل و الآتي
فيا غائبي عد... ألم اقل لك أني أحتضر...
إبراهيم شطارة
6/4/2013