اختيار شريك الحياة يخضع لمعايير
كثيرة ومتعددة لا يستطيع كثير من الناس اكتشافها وما يهم بالنسبة للطرفين
هو أن يلبي كل منهما احتياجات الآخر بطريقة تبادلية متوازنةمن الممكن أن يتفق كل عروسين علي
قواعد تكتب في شكل وثيقة أو اتفاق يشمل كل ما يثري الحياة ويوفر المتعة على
أن يحترم كل شريك شريكه ويشعره بقيمته ويقلل مخالفاته وسوء معاملاتهفترة الخطوبة من أجمل الفترات التي تمر بها
الفتاة والشاب، فهي فترة الحب والإشتياق والرومانسية، وحتى لا تنجرفي وراء
مشاعرك فقط وتنسي أن الخطوبة هي فترة التعارف على شخصيتك وعلى شخصية الرجل
الذي تكملين معه باقي عمرك، ينصحك الخبراء بضرورة أن تكون هذه الفترة
طويلة إلى حد ما بشكل يسمح للعروسين التعرف على الصفات الحقيقة لكل منهما.
ويؤكد الدكتور فكري عبد العزيز، استشاري الطب النفسي، أن "الخطيبة يجب أن
تدرك حقيقة شخصية خطيبها بشكل موضوعي، فيجب عليها أن تقوم بتأجيل الوجدان
وتقديم الفكر والقدرات العقلية لتساعدها علي الحكم على الأمور، حيث تنظر
لشخصية خطيبها بشكل كامل مبني على الفراسة التي يصاحبها الفكر بعيداً عن
الإغراق في العاطفة، وبهذه الطريقة لا يمكن أن تقع الفتاة في مأزق بعد
الزواج، عندما تفاجأ بأن حقيقة شخصية زوجها تختلف كثيراً عما كانت تظنه
خلال فترة الخطوبة".
صورة توضيحيةوتشير دراسة للدكتور محمد المهدي أستاذ
الطب النفسي بجامعة الأزهر إلي أن اختيار شريك الحياة يخضع لمعايير كثيرة
ومتعددة لا يستطيع كثير من الناس اكتشافها، وما يهم بالنسبة للطرفين هو أن
يلبي كل منهما احتياجات الآخر بطريقة تبادلية متوازنة، وهذا لا يتطلب أبداً
التشابه، بحيث يكفي فائض كل طرف لإشباع حاجات الآخر إلا أن هناك شخصيات
يصعب الحياة معها مثل الشكل المتعالي كثيراً أين ذهبت؟ ومع من تكلمت؟ وماذا
تقصد بكلامها؟ وبشكل عام فإنه يجعلها فى موقف المتهمة المدافعة عن نفسها
بشكل لاذع ، والحياة الزوجية مع شخص مثل هذا تكون أمراً صعباً وأحياناً
مستحيلاً، وهناك أيضاً النرجسية والمعجباني وهو معجب بنفسه أشد الإعجاب
ويرى أنه أجمل البشر وأذكاهم وأقواهم ويعتقد أنه متفرد بكل صفات التفوق،
لذلك يشعر بأنه محور الكون والكل يدورون حوله، وتعرفه حين تراه يشتد في
الإهتمام بمظهره وصحته وشياكته، ويتحدث كثيراً عن نفسه وإنجازاته وطموحاته،
وهو مغرور إلي حد أنه لا يري أحداً بجواره، لذلك يستخدم الآخرين لخدمة
أهدافه، ثم يلقي بهم بعد ذلك في سلة المهملات، وليس لديه مساحة للحب فهو لا
يحب إلا نفسه لأنه يميل للتباهي والشهرة والظهور.
الشخصية الزائفةومن الشخصيات الأخرى التي يصعب التعامل معها الشخصية الزائفة، والتي تضع من
يتعامل معها فى حيرة وتناقض تراها غالباً جميلة وجذابة تتحرك بالحب ولا
تعطيه لأحد، ولا تفي، والويل لمن يتعامل معها! تبدي حرارة عاطفية شديدة في
الخارج في حين أنها باردة من الداخل، ويمكن معرفتها من اهتمامها الشديد
بمظهرها فهي تلبس ألواناً صارخة تجذب الأنظار، وحين تتكلم تتحدث بشكل
درامي، وكأنها علي مسرح وهي شخصية هشة غير ناضجة، لذلك فالحياة الزوجية
معها تبدو صعبة للغاية. ولأن التعامل مع الخطيب في فترة الخطوبة يبنى عليها
أمور كثيرة تساعد على إسعادك في فترة الزواج ، يشير الدكتور "رمضان حافظ"
فى كتابه "كيف تسعدين زوجك وتحافظين عليه" إلى أن هناك بعض الأمور أثناء
هذه الفترة يمكنك أن تتجنبي بها الصدمات بعد الزواج، والذكية هي من تعرف
مفتاح التعامل مع الزوج في جميع حالاته.
الطبع والتطبع
وأوضح الدكتور المهدي أنه من الممكن أن يتفق كل عروسين علي
قواعد تكتب في شكل وثيقة أو اتفاق يشمل كل ما يثري الحياة ويوفر المتعة
على أن يحترم كل شريك شريكه ويشعره بقيمته ويقلل مخالفاته وسوء معاملاته،
ويوقع الطرفان علي الوثيقة برضاء كامل، وقد تضاف بنود جديدة وتحذف أخرى،
المهم أن يظل النظام قائماً والإحترام متواصلاً. وقبل أن تقع الفأس في
الرأس، عليك أن تستميتي في فهم خطيبك جيداً، حاولي أن تسحبيه إلى عالمك،
واعرفي ما يحبه ويكرهه، اتبعي معه مبدأ تكلم حتى أراك، أدخليه في مناقشات
عديدة وحيوية في شتى مجالات الحياة وخاصة حياتكما معاً. إن الطبع يغلب
التطبع وستكشفين شخصيته بسهولة، وما دمتِ على البر ستحددين دون ضغوط إن كان
هذا الشخص يصلح شريك لحياتك أم لا. ومن هنا يمكنك اكتشاف الرؤية
المستقبلية للطرف الآخر، وكلما كانت الرؤية واضحة كلما قل الخلاف بين
الزوجين في المستقبل وخاصة إذا ما كانت الرؤية بعيداً عن الوهم. لذا من
الأفضل أن يعبر الإنسان عن مشاعره وما يحب وما يكره وأجمل من ذلك كله أن
يكون مثل هذا الحوار قبل الزواج بين المخطوبين، حتى يستطيع كل طرف أن يحكم
على الطرف الآخر إذا كان يناسبه وقريب من ميوله وهواياته، على سبيل المثال
"ما هي أكثر الأشياء المحببة أو المكروهة"، "وكيف تتصرف حيالها" فالإجابة
على هذه الأسئلة تجعلك تكونين نقاط أساسية في شخصية خطيبك وتجعلك أكثر ثقة
به.