نشرت
شبكة إيه بي سي الإخبارية الأميركية تقريراً بخصوص بدء تحول بعض اللاجئات
السوريات إلى العمل في الدعارة، في سبيل توفير قوت يومهن هن وأسرهن، سواء
من اللاجئين أو من الذين ما يزالوا في سوريا. ولفت التقرير الذي نشرته
الشبكة إلى فتاة تدعى ندى وتبلغ من العمر 19 عاماً وهي تقف بين الخيام
البلاستيكية في مخيم الزعتري على الحدود الأردنية وتقول “تعالى، سوف تحصل
على وقت جيد”. وأضافت الشبكة أن ندى فتاة لاذت بالفرار من مدينة درعا التي
تقع على الحدود الجنوبية ووصلت إلى الأردن قبل عدة أشهر، وأنها تعرض
خدماتها كبائعة هوى على مرأى ومسمع من والدها، دون أن يحرك ساكناً. وهي إذ
تعرض جسدها لقاء 7 دولارات، مع إمكانية دخولها في مفاوضات مع الزبون إن رغب
في تقليل المبلغ، ونقلت عنها قولها إنها تُجَمِّع في المتوسط 70 دولاراً
في اليوم. ثم إنتقلت الشبكة على بعد عدة خيام أخرى، لتنقل عن شاب سوري كان
يعمل حلاقاً في محافظة إدلب، قبل أن يلوذ بالفرار إلى الأردن، قوله “يمكنك
أن تقضي مع زوجتي اليوم بأكمله مقابل 70 دولاراً. ولم يسبق أن خطر ببالي أن
يأتي اليوم الذي أقوم فيه ببيع زوجتي، غير أني بحاجة إلى أموال كي أرسلها
إلى أبوي وأهل زوجتي في سوريا، حيث يكون لزاماً عليّ أن أمنحهم ما يقرب من
200 دولار كل شهر”. ومع تزايد تدفق اللاجئين السوريين إلى الجارة الأردن
بشكل كبير، بدأت تتزايد لديهم مشاعر اليأس والإحباط بنفس القدر. ومع تمزق
سوريا نتيجة الحرب الأهلية وإستمرار تدهور الوضع الإقتصادي، تجاوز الآن عدد
السوريين اللاجئين حاجز المليون لاجئ، وذلك طبقاً لأحدث بيانات إحصائية
أصدرتها الأمم المتحدة بهذا الخصوص. ويتواجد أكثر من 418 ألف لاجئ في
الأردن، حيث سجلت السلطات هناك قدوم 50 ألف جدد خلال الشهر الماضي فقط، وهو
أعلى مستوى تدفق منذ بدء الثورة حتى الآن.
وأشارت الشبكة إلى أن
العشرات من السيدات السوريات ممن هربن إلى الأردن بدؤوا يتحولن إلى ممارسة
الدعارة، بعضهن يتم إجبارهن أو بيعهن، حتى من قِبل عائلاتهن. كما أن بعض
اللاجئات يتعرضن بشكل كبير للإستغلال من جانب القوادين والتجار، لاسيما وأن
كثيرين منهن قد لذن بالفرار من دون أزواجهن، وأحياناً رفقة أولادهن، دون
أن يكون لديهن مصدر للدخل. وطلبت 11 بائعة هوى من السوريات ممن تحدثن في
هذا السياق إلى وكالة الأسوشيتد برس في مخيم الزعتري ألا يتم ذكر أسمائهن،
وذلك لتخوفهم من العار والملاحقة القضائية من جانب الشرطة في الأردن. وقالت
أغلبية السيدات الإحدى عشر إنهن لجأن لممارسة الدعارة بسبب إحتياجهن
الشديد للمال. ورغم صعوبة تحديد عدد العاملات في هذا المجال بالأردن، إلا
أن وجودهن ملحوظ. وفي سياق متصل , إشتكت بهذا الصدد سيدة أردنية تبلغ من
العمر 37 عاماً وتدير سلسلة من بيوت الدعارة لا يقل عددها عن سبعة بيوت في
شمال الأردن من أن اللاجئات السوريات بدؤوا يهيمن على المجال. وتابعت
بقولها “بدأ يطلب الرجال السيدات السوريات لأنهم يحبون الشقراوات، فضلاً عن
أن فرص إثارتهن للمشكلات، كإبتزاز الرجال الأردنيين المتزوجين، تكاد لا
تكون موجودة. وسياستي هي إما أن تُكَوِّن معهن علاقات صداقة حتى يعملن معك،
أو أن تتخلص منهن عن طريق إبلاغ قوات الشرطة عنهن”. ومن جانبها قالت
الشرطة الأردنية إن عشرات من السيدات السوريات يعملن الآن في مجال الدعارة.
وقد ألقت بالقبض في أحد أيام الشهر الماضي على 11 سيدة، 8 منهن سوريات،
بمقهى في إربد لتورطهن كما قيل في “سلوكيات عامة غير لائقة”. وقال أندرو
هاربر رئيس مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة في الأردن “لم نشاهد أي أدلة
على أن هناك نشاط دعارة في المخيم، لكننا سمعنا شائعات تتحدث عن هذا الأمر.
وبالنظر للمخاطر التي تحيط بالسيدات، وفي ظل تتزايد أعداد اللاجئين
بالمخيم بالإتساق مع قلة الموارد، فلا أستبعد أن يميل بعضهن إلى الإنخراط
في هكذا أمور”. وإعترف غسان جاموس، متحدث بإسم الجيش السوري الحر في شمال
الأردن بأن هناك نشاط للدعارة في مخيم الزعتري، مثله مثل أي مدينة يوجد بها
عدد كبير من السكان، وإن أكد أن هذا النشاط محدود وغير منتشر على نطاق
واسع.