من الهدي الأسلامي أن
لا يسمح لاهل البدع والضلال بنشر بدعهم وضلالهم بين الناس وقد نفي عمر
المبتدعة واهل الضلال وحذر من مخالطتهم ولاشك أن نشر مذهب مخالف للكتاب
والسنة هو من الحرب على الأسلام والمسلمين في مصر وغيرها وهل عند المسلمين
غير الكتاب الكريم المنزل من الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهل عندهم غير سنه نبيهم ؟ الشيعة يقولون إن
الله نص على إمامة علي واثني عشر من أولاده، وهم يكفرون جميع المخالفين
والصحابة إلا ثلاثة أو خمسة، ويقول جمهورهم بل إجماعهم بتحريف القرآن،
ويفضلون هؤلاء الأئمة الإثنى عشر على سائر الأنبياء والمرسلين، وكذلك
الملائكة، ويدعون لهم علم الغيب والعصمة، وأنهم مفوضون في التشريع يشرعون
ما شاءوا) بالله عليك من أين لهم باأسلام كهذا ورجع الى كتبهم وستري العجب
العجاب.
أخرج الطبراني والحاكم عن عويم بن ساعدة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
( إن الله اختارني واختار لي أصحابًا فجعل لي منهم وزراء وأنصارًا
وأصهارًا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله
منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلًا ). روي الخطيب البغدادي الأثر الآتي عن الإمام أبو حنيفة رحمه الله:
"أخبرني أبو بشر محمد
بن عمر الوكيل قال ثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ قال: ثنا محمد بن
الحسن المقري قال: ثنا عبد الله بن محمود المروزي قال: ثنا أحمد بن مصعب
قال: ثنا عمر بن إبراهيم قال: سمعت ابن المبارك يقول: سأل أبو عصمة أبا
حنيفة ممن تأمرني أن أسمع الآثار؟ قال: من كل عدل في هواه إلا الشيعة، فإن
أصل عقدهم تضليل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أتى السلطان طائعاً،
أما إني لا أقول إنهم يكذبونهم أو يأمرونهم بما لا ينبغي ولكن وطئوا لهم
حتى انقادت العامة بهم فهذان لا ينبغي أن يكونا من أئمة المسلمين" (الكفاية
في علم الرواية ص 126).
قال تعالى: {وإذا
رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره، وإما
ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} (الأنعام:86)،
وقوله تعالى: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها
ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم}
(النساء:140)
قال عبد الله بن
مسعود رضي الله عنه: [إن الله تعالى اطلع في قلوب العباد، فاختار محمداً
صلى الله عليه وسلم، فبعثه برسالته، وانتخبه بعلمه، ثم نظر في قلوب الناس
بعده، فاختار له أصحاباً، فجعلهم أنصار دينه، ووزراء نبيه صلى الله عليه
وسلم، فما رآه المؤمنون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المؤمنون قبيحاً
فهو عند الله قبيح]. (أخرجه الإمام أحمد برقم (3600)، والهيثمي في مجمع
الزوائد (1/177))
وروى البَيْهَقِيُّ في
السنن، والمَرْوَزِي في السُّنة عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-،
قَالَ: «إِنَّ أَبْغَضَ الْأُمُورِ إِلَى اللهِ الْبِدَعُ».
مالك -رحمه
الله- يقول: لا تجوز الإجارة في شيء من كتب أهل الأهواء والبدع والتنجيم،
وذكر كتبًا، ثم قال: وكُتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب
الكلام من المعتزلة وغيرهم، وتُفسَخ الإجارة في ذلك، وكذلك كتب القضاء
بالنجوم وعزائم الجن وما أشبه ذلك.
وقال الإمامُ أحمد -رحمه
الله تعالى- في أول ما ذَكَرَ في أصول السُّنة: «أصُول السّنة عندنَا
التَّمَسُّكُ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُول الله ^ والاقتداءُ
بهم، وَتركُ الْبدع، وكلُّ بِدعَةٍ فَهِيَ ضَلَالَة، وَتركُ الخصومَات
والجلوسِ مع أصحاب الأهواء، وتركُ المِراء والجدال والخصومات فِي الدّين».
قال شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله: "والبدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر
عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة كبدعة الخروج، والروافض،
والقدرية، والمرجئة، فإن عبد الله بن المبارك، ويوسف بن أسباط وغيرهما
قالوا: "أصول اثنتين وسبعين فرقة هي أربع: الخوارج، والروافض، والقدرية،
والمرجئة"، قيل لابن المبارك: فالجهمية؟ قال: ليست الجهمية من أمة محمد صلى
الله عليه وسلم.
قال عبد الرحمن بن مهدي:
هما صنفان، فاحذروهما: الجهمية، والرافضة. فهذان الصنفان شرار أهل البدع،
ومنهم دخلت القرامطة الباطنية كالنصيرية، والإسماعيلية، ومنهم اتصلت
الاتحادية، فإنهم من جنس الطائفة الفرعونية".
قال الذهبي -رحمه
الله- في السير -وقد ذكر بعض كتب الضلال-: فالحذار، الحذارَ من هذه الكتب،
واهربوا بدينكم من شُبَه الأوائل، وإلا وقعتم في الحيرة.
فمَن
رام النجاة والفوز؛ فليلزم العبودية، وليُدمن الاستعانة بالله، وليبتهل
إلى مولاه في الثبات على الإسلام، وأن يتوفى على إيمان الصحابة وسادة
التابعين والله الموفق.
وقال الشيخ الصالح
محمد بن صالح بن عثيمين: «ومن هجران أهل البدع: تركُ النظر في كتبهم خوفًا
من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس؛ فالابتعادُ عن مواطن الضلال واجب
لقوله ^ في الدجال: « مَن سَمِعَ به؛ فَلْيَنْأَ عنه، فوالله إنَّ الرجل
ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمنٌ فَيَتَّبِعُه مما يبعث به من الشبهات».
كل ما خالف الكتاب والسنة والإجماع فهو بدعة وما لم يخالف الكتاب ولا السنة ولا الإجماع فليس ببدعة.
البدع التي ظهرت في المسلمين كثيرة أصولها القديمة خمس هي: الخروج، والرفض، والتجهم، والإرجاء والقدر.