عاشقة الشمبانزيلا أدري، كم شخصا منكم يعرف هذه المرأة؟ إنها جين جودال عالمة بريطانية متخصصة في علم الحيوان، قامت بدراسة سلوك الحيوان، واشتهرت بدراستها للشمبانزي.
قضت خمسين سنة من عمرها في محمية طبيعية في تنزانيا، تراقب حياة حبوان
الشمبانزي، فأضافت للعلم في هذا الصدد العديد من الاكتشافات المذهلة عن هذا
الحيوان وعن سلوكياته ونمط معيشته، وكان لها الفضل في توجيه بوصلة علم
الأحياء وطبائع الحيوان نحو اتجاهات غير معروفة مسبقا.
جين جودال اكتشفت صفات متشابهة كثيرة بين الإنسان والشمبانزي، بعد سنوات من الملاحظة.
.
بدأت جودال بحثها في عام 1960م، فيما يعرف الآن بمتنزه جومبي الوطني في
شمال غربي تنزانيا , ونالت ثقة الكثير من الشمبانزي نتيجة لتعاملها اليومي
معها فقد كانت تراقبها عن كثب، وكتبت تقارير مفصلة عن سلوك ذلك الحيوان,
وفي الفترة السابقة للبحوث التي قامت بها جودال، كان العلماء يعتقدون أن
غذاء الشمبانزي الرئيسي هو الفواكه والخضراوات وأحيانًا الحشرات القوارض،
إلا أن جودال اكتشفت أن الشمبانزي كثيرًا ما يصطاد ويأكل حيوانات أكبر، بما
في ذلك القرود الصغيرة والخنازير , كما يستعمل الأدوات أكثر من أي كائن حي
آخر، باستثناء الإنسان , ولاحظت أن الشمبانزي يستعمل جذوع الأشجار لاصطياد
النمل الأبيض، وبالإضافة إلى ذلك فقد لاحظت أول حادثة معروفة قامت فيها
مجموعة من الشمبانزي بقتل مجموعة أخرى بطريقة منتظمة وبدون سبب واضح، مما
أدهش علماء الطبيعة.
ولدت جودال في لندن، ونالت درجة الدكتوراه من جامعة كمبردج عام 1965م،
بالرغم من عدم حصولها على شهادة تخرج جامعية, وتشمل كتاباتها: أصدقائي
الشمبانزي المتوحشة
(1967م)؛ في ظل الإنسان
(1971م)؛ شمبانزي جومبي
(1986م)؛ من خلال نافذة
(1990م). وفي كتاب القتلة الأبرياء
(1971م) قامت، هي وزوجها السابق المصور هوجو فان لويك، بوصف سلوك الضباع
وابن آوى والكلاب الإفريقية المتوحشة قامت جودال بانتاج أفلام كثيرة عن
شمبانزي جومبي.
رحلة السيدة جين جودآل Jane Goodall إلى عالم الشمبانزي في منتزه جومبي بتنزانيا عام 1960تحدثت جين جود آل بأنها كانت تحلم أن تزور أفريقيا
لمشاهدة الشمبانزي ، وكانت تعمل جرسونة خادمة في مطعم , وقالت ان عائلتها
لا تملك المال الكثير و نصحتها أمها على أن تحقق حلمها بجمع المال و العمل ,
درست فرع السكرتارية عام 1957 وانهت دراستها بنجاح و بدأت تعمل في هذا
الإختصاص , و بعد أن وفرت بعضا من المال ابحرت إلى تنزانيا و بدات تراقب
سلوك الشمبانزي في منتزه جومبي لوحدها لمدة ستة شهور .
في عام 1975 تزوجت مدير منتزه الوطني Derek Bryceson في تنزانيا و
بمساعدته تمكنت من ضمان العناية التامة بالشمبانزي , شعرت السيدة جين
بالراحة مع زوجها الثاني الذي كان جدا لطيفا و مثالا رائعا أحبته وأحبها من
القلب وقالت عندما كان يطير بطيارته فوق مسكنهما يرمي كيسا من البلاستيك
من طائرته فوق البيت ، وعندما تفتحه تجد زهرة حمراء , وقالت أنه كان
رومانسيا و حنينا للغاية ، لكن القدر فاجئها بموت زوجها بمرض السرطان عام
1980 .
أحدثت السيدة جين جودآل ثورة علمية في بحوثها عن مراقبة سلوك الشمبانزي
مباشرة لأنها كانت الوحيدة التي عاشت معها في المنتزه لفترة طويلة , وقد
اكتشفت بأن قردة الشمبانزي تفترس اللحوم ، و تصنع معداتها و تستعملها في
إصطياد النمل الأبيض والديدان وتفترسها . وأن للشمبانزي لغة مختلفة و أنها
تخوض حروب منتظمة أيضا , وكانت السيدة جين جودآل تراقب عن قرب كيف أم
الشمبانزي تلاعب أطفالها و تضمها إلى صدرها و تفسح المجال لهم باللعب
والقفز عليها و هي صابرة وهادئة .
وقالت إنها من أحسن الأمهات و قد تعلمت بعضا منها في تطبيقه مع إبني , و
عندما شاهدت السيدة جين جودآل في إحدى القرى أو المدن الأفريقية أنهم
يبيعون الشمبانزي المشوي حزنت كثيرا و قررت أن تجد حلا لمنع قتل الشمبانزي و
أصبحت جدا نشطة بإصدار أمر لمنع قتل الشمبانزي و استخدامها للتجارب في
المختبرات الطبيبة و الصيدلة لأن الشمبانزي يتألم مثل الإنسان و يشبهه في
بعض الصفات أكثر من 90% .
و على الفور وجدت أن الفقر المدقع والبطالة والجوع كلها تقود إلى القيام
بقتل الشمبانزي و القردة الأخرى ، ثم فكرت بعمل مزارع للدواجن و وفرت
أجهزة تفقيس البيض لتوزيعها على العوائل المشردة التي ستعود إلى الكونغو
لتبدأ بتربية الدجاج .
ثم أسست بنكا خيريا لقرض العوائل الفقيرة قروضا قليلة لكي تبدأ بالعمل
والزراعة و تعيد القرض إلى البنك بدون أرباح وقد ساعدها في هذا المشروع
الإنساني محمود يونس الهندي تطير السيدة جين جودآل 300 يوما سنويا لزيارة
أكثر من 40 دولة لألقاء محاضرات أو حضور مؤتمرات أو مقابلات تلفزيونية و
صحفيةلم تعرف السيد جين جود آل الملل أو الفشل في تحقيق أهدافها الإنسانية
في العالم .