يبدأ الطفل عندما يبلغ ستة أعوام فى التفريق ما بين القصص الخيالية والكذب والحقيقة، وبمرور الوقت وبلوغ الطفل سبعة أو ثمانية أعوام يمكنك كأم أن تبدئى فى تحميل طفلك مسئولية كلامه وصدقه أو كذبه. ويجب أن تعلمى أن الطفل فى المرحلة الإبتدائية يعلم أن عليه قول الحقيقة وأنه إذا لم يقل الحقيقة فعليه أن يتحمل عواقب هذا الأمر. ولكن يجب على الأم أن تعلم أيضا أن الطفل سيخاف فى الكثير من الأحيان من الاعتراف بأنه قد اقترف خطأ ما بسبب أنه قد يكون خائفا من العقاب أو أنه لا يريد إحباط وتخييب أمل والده أو والدته. وبالطبع فإن الأسباب التى يكذب بسببها الطفل تختلف طبقا لمرحلته العمرية فالطفل وهو لا يزال صغير السن يكون أكثر ميلا لاستخدام الخيال ليتعامل به مع كل من حوله. أما الطفل الأكبر سنا فهو أيضا عادة أو فى كثير من الأحيان يلجأ للكذب للتهرب من أخطائه. وأحيانا عندما تطلبين من طفلك أن يبوح لك بالحقيقة حيال أمر ما فإنه قد يلجأ لتحريف الحقيقة بعض الشئ طبقا لرؤيته للموقف. وعلى سبيل المثال إذا كانت هناك حادثة سيارة وكان هناك عشرة شهود على تلك الحادثة فإن وصف كل شخص للحادثة سيختلف طبقا لما لاحظه وما يشعر به. إذا كذب طفلك بشأن أمر ما كذبة واضحة فعليك ألا تركزى على الكذبة نفسها بقدر تركيزك على كيفية التعامل مع الموقف بتلك الطريقة تنمو الناحية الأخلاقية عند الطفل.
حاولى أن تركزى على المشكلة التى قد تكون وراء كذب طفلك، ومثلا إذا كنت قد اشتريت مجموعة من الحلوى وتريدين التأكد ما إذا كان طفلك هو من تناولها أم لا، وخاصة أنه ينكر هذا الأمر، وفى مثل تلك الحالة فيمكنك ألا تشترى أى أنواع حلوى جديدة وهو الأمر الذى سيجعل الطفل يدرك أن ذلك عواقب كذبه.
عليك كأم أن تركزى على المرات التى يكون فيها طفلك صادقا حتى لو كان الأمر متعلقا ببعض الجوانب أو العناصر البسيطة. يجب عليك أن تقدرى قيمة أن يكون طفلك صادقا معك مع الوضع فى الإعتبار أن صدقه واعترافه بما ارتكبه من خطأ سيسبب له المشاكل. إذا كان عدم صدق طفلك أو كذبه يسبب للآخرين الأذى على المستوى النفسى والجسدى فيجب أن تعملى مع طفلك على حل تلك المشكلة وليس التركيز على عقاب الطفل فقط أو فرض عقاب إضافى عليه.
ابدئى فى التحدث مع طفلك منذ الصغر حول كيف أنك تهتمين جيدا أن يكون الصدق قيمة شديدة الأهمية فى العائلة وفى المنزل. وعليك أن تجعلى طفلك يفهم أنه من المهم أن يكون بإمكان كل فرد فى العائلة الاعتماد على الآخر لقول الحقيقة حتى لو كان هذا الأمر صعبا. واعلمى أن العلاقة بينك وبين طفلك إذا لم تكن قائمة على الصدق فإن علاقة أفراد العائلة بعضهم البعض لن تكون قائمة ايضا على الصدق. حاولى أن تركزى دائما على صدق طفلك بدلا من التركيز الكلى على عقابه بسبب كذبه، وبالطبع فإنه من المهم أن يعلم الطفل أن كذبه ستكون له عواقب ولكنه أيضا يجب أن يكون مدركا لفائدة وقيمة أن يكون صادقا. واعلمى أنك إذا اتبعت مثل تلك السياسة فإن هذا سيرحب الطفل بقول الحقيقة.
يمكنك أن تستخدمى الرسم لتعليم طفلك قيمة الصدق، فمثلا يمكنك أن تطلبى منه أن يرسم صورة لشعوره فى حالة كون الآخرون صادقين معه وفى المقابل يمكنه أيضا أن يرسم صورة له فى حالة كذب الآخرين عليه.