المؤلم في خنجر (بروتس) انه لايطعن الجسد …..! )
١
في حياة أغلبنا (بروتس) !
ذلك الشخص الذي لانتوقع منه الخدلان لكنه يحدث
ف (بروتس) تلك الروح التي نمنحها من الثقة الكثير ونتحصن بها من غدر الزمان
ونحتفظ بها كالرصيد في خزائن اعمارنا !
فقد يكون بروتس قريب يربطنا به وريد دم
أو صديق بيننا وبينه تفاصيل عشرة وثقة ولقمة
أو حبيب ظننا لشدة التصاقنا به أنه نصف لن يغدر يوما بنصفه الآخر !
٢
لكننا وفي لحظة ما قد نشهد انضمام بروتس الى قافلة الآخرين
يمسك في يده مايمسكون من خناجر
ويرتدي مايرتدون من أقنعة !
عندها لاتؤلمنا الطعنة مقدار مايؤلمنا الاكتشاف !
ففي الكثير من مواقف الغدر نحن لانتحسس مواضع الآلم
بل نتحسس حجم الدهشة التي يخلفها بنا سقوط قناع ما عن وجه نحبه
فنردد عبارة تصحبها ابتسامة ألم ساخرة دون نطق مسموع
(حتى انت يابروتس؟)
٣
نعم حتى بروتس !!
ففي زمن مخيف كهذا الزمن الذي قدر لنا إن يكون زماننا وان نكون أهله!
لابد إن لانستبعد وجود بروتس في حياتنا !
كي لانصاب بصدمة الاكتشاف عند الظهور
فبروتس قد يظهر لنا في كل موقف !
في الصداقة / في الحب / في العمل / في التجارة / في الحياة !
فعند انتهاء صداقة ما في حياتنا يجب إن نتوقع ظهور بروتس بخنجره!
وعند صدمة حب ما يجب إن نتوقع ظهور بروتس بخنجره !
وعند انطفاء الأنوار من حولنا يجب ان نتوقع ظهور بروتس بخنجره!
وعند سقوط أهل المال يجب ان نتوقع ظهور أكثر من بروتس بخنجره !
فبروتس ماعاد حالة استثنائية !
٤
فقد تختلف المواقف !
وتختلف الطرق !
وتتفاوت حدة الدهشة و حدة صدمة الاكتشاف !
لكن أثار الخراب في العمق تكون واحدة !
فكم من المفاهيم تهتز بنا
وكم من الثوابت تتزلزل بنا
وكم من الاعمدة تتكسر بنا
وكم من الأسقف تنهار علينا !
عند اكتشاف وجود ( بروتس ) في حياتنا !
فبروتس المال يشعرنا أننا في زمن المصالح وان المصلحة فوق كل شيء
وبروتس الصداقة يفقدنا الكثير من الثقة في الآخرين ويدفعنا إلى حالة حذر شديد وانطواء !
وبروتس الحب يهز ثقتنا بوجود حب حقيقي في عالم تغيرت فيه ملامح الحب كثيرا !
لهذا لاتتخبطوا عند السقوط
ولاتتلفتوا عند سقوطكم كثيرا !
كي لاتلمحوا بروتس في زحامهم !
وكي لاتمدوا اياديكم للأقرب طلبا لطوق النجاة !
كي لاتكتشفوا ان سقوطكم
كان من فكرة وتأليف وسيناريو واخراج وانتاج ….الأقرب !
٥
ولاآعلم ماالذي دفعني هذا المساء لدخول عالم(بروتس )
واقلاق ظلمة مماته بعد عقود طويلة !
ربما هو الخذلان الذي امسى سمة العصر !
أو ربما لان عبارة ( حتى أنت يابروتس ) صاحبتني دائما !
وأصبحتُ اكثر من ترديدها في الفترة الأخيرة !
حتى أصابني منها ( الغاء التعود )!
فبدأت مرارتها مع الوقت تقل في داخلي !
فتكرار المواقف … وتكرار ظهور ( بروتس ) آمامي !
حولها في نظري الى لعبة اكتشاف مسلية !
٦
فهل شعر (بروتس) بقوة مرارتها ؟
هل أصابت فيه آشياء ما في مقتل ؟
ام ان العبارة قد مرت ( بروتس ) مرور الكرام ؟
تماما كما تمر الكثير من المواقف والعبارات على الجاني مرور الكرام !
فالقاتل آخر من يتسع وقته للانصات لصوت الضحية !
والقاتل آخر من يسمع صوت الضحية !
والقاتل آخر من يمنح حق الكلمة الأخيرة للضحية !
٧
فحتى التاريخ لاينصف الضحايا كثيرا !
فهو يسجل اسم الجاني وتتناقله الأجيال
كصك خلود دنيوي !
بينما لايتوقف التاريخ كثيرا لذكر اسم الضحية!
فكم من وفي مات ولم يذكره التاريخ
وكم من خائن كتب له في التاريخ بعد مماته حياة أخرى !
فلماذا يكون التاريخ أحيانا أشد وفاءا للخائن منه للمخلص ؟
٨
وثقوا !
قد يظهر بروتس أمامكم يوما
فلاتمنحوا لظهوره أهمية !
تدفعكم لنزف الكثير من الصحة
وتعاملوا مع ظهوره على انه حالة اكتشاف مبكر
لمرض آن الآوان للتخلص منه / وبتره منكم!
وتخلصوا ممن لايستحق البقاء بكم !
واتركوا بينكم وبين الأقرب مساحة تقيكم برد الاكتشاف
ودهشته !
*