واصلت إسرائيل شن غارات على قطاع غزة قدر عددها بالعشرات، وكان من بين ضحاياها أحمد الجعبري قائد أركان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأكثر من تسعين جريحا، واعتبرت حماس هذه الغارات إعلان حرب وأعلنت أنها قصفت تل أبيب وأسدود بنحو مائة صاروخ.
ووقعت أحدث هذه الغارات فجر الخميس على منطقة جباليا شمال القطاع وصلت إلى نحو عشرين إلى ثلاثين غارة، مما أسفر عن عدد من الإصابات بعضها في حال الخطر، كما أفاد مراسل الجزيرة وائل الدحدوح، وشملت الغارات أيضا حسب المراسل مخيم البريج (وسط) وحي الزيتون بجنوب القطاع.
كما قصفت الطائرات الإسرائيلية مناطق قرب الحدود بين غزة ومصر، وقال مدير مكتب الجزيرة في القاهرة عبد الفتاح فايد إن قصفا جويا مكثفا جرى على رفح بجنوب قطاع غزة وشوهد في رفح المصرية واهتزت العديد من المباني على أثره دون وقوع أضرار أو إصابات.
من جهتها أعلنت كتائب القسام أنها أطلقت نحو مائة صاروخ على أهداف إسرائيلية بينها تل أبيب وأسدود، كما أعلنت مجموعات مسلحة أخرى عن إطلاق صواريخ مماثلة على عسقلان وبئر السبع من بينها سرايا القدس الجناح السياسي لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
غرفة عمليات
وقد اتفقت الفصائل الفلسطينية على تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتوحيد العمل سياسيا وميدانيا لمواجهة الغارات الإسرائيلية.
الغارات الإسرائيلية تتركز على شمال وشرق القطاع (الفرنسية)
وشددت الفصائل في بيان تلاه صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عقب اجتماع طارئ على أنها ستبقى في حالة انعقاد دائم للوقوف على كل المستجدات وآخر التطورات بشأن العدوان.
من جهته نفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي سقوط صواريخ على تل أبيب، ووصف ذلك بأنه أكاذيب ودعاية عارية من الصحة، وقال إن الهدف من الغارات الإسرائيلية توجيه ضربة قوية لما وصفها بالمنظمات الإرهابية ومن بينها حركة حماس.
استهداف قادة
ورجح عدة متحدثين فلسطينيين أن يكون جيش الاحتلال أعد قائمة لاستهداف عدد من قيادات المقاومة في القطاع في إطار عدوان واسع النطاق يعيد للأذهان العدوان الذي انطلق في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2008 وتواصل لعدة أسابيع.
ورصد مراسل الجزيرة في قطاع غزة حركة لبعض الزوارق الحربية الإسرائيلية قبالة مياه بحر قطاع غزة، وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنه يتوقع أياما طويلة من المواجهة مع قطاع غزة.
حماس توعدت برد قاس على اغتيال قائدها العسكري (الفرنسية)
وفي ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة قررت السلطات في القطاع تعليق الدراسة في المدارس والجامعات.
من جهته قال المتحدث باسم حركة حماس في غزة فوزي برهوم للجزيرة نت إن الاحتلال سيندم على اللحظة التي فكر فيها بارتكاب جريمته ضد غزة واستهدفت القائد الجعبري ورفاقه، مؤكدا أن كتائب القسام لن تقف عند حدود الرد الطبيعي.
من جانبه قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن جريمة اغتيال الجعبري إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة تحديدا، مؤكدا أن حركته وجناحها العسكري سرايا القدس ستتعامل مع العدوان الصهيوني بنفس المستوى.
من جهته قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن جريمة اغتيال أحمد الجعبري لن تكسر إرادة المقاومة الفلسطينية.
كما أدان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الغارات وحمل الحكومة الإسرائيلية تداعياتها.