في ابعد الاماكن مسافة عن بلادنا ،واغرب حدث بعيد عن مخيلتنا، وللانسان في جنونه فنون.
قبل الدخول في سرد تفاصيل الموضوع اراني مجبرا ان اعلق بسؤالين: هل لمخيلة الانسان حدود؟ وهل كل الافكار لها قابلية التطبيق؟
.
خطرت للفنان الاسترالي ستيرلاك فكرة ان يزرع اذن ثالثة في يده، وهذه
الاذن تعمل بطريقة تقنية وتكون كميكروفون ينقل كل ما يدور حول هذا الفنان
ويتشارك فيه كل البشر حول العالم بشكل مباشر ليلا او نهارا . وبدأ العمل
لتنفيذ هذه الفكرة بشكل جدي ودام بحثه حوالي عشر سنوات لايجاد جراحين
يوافقون على تنفيذ الفكرة، وتأمين الميزانية اللازمة. تم العثورعليهم وقد
اقتنعوا بفكرته وبدأت المرحلة التطبيقية، قام الجراحون في المرحلة الاولى
بتجهيز مكان الزرع اي بتضخيم جيبا فارغا تحت جلد اليد وكانت هذه اولى
العمليات التي يتم فيها زرع مادة بيلوجية تسمى ميدبور.
.
وبدأت الخلايا الدموية بالنمو داخل هذا العضو المصمم كشبيه للاذن
الحقيقية، ومع نموه اعطاه شكل الاذن، وقد تعرض هذا الفنان لبعض المضاعفات
مما ادى الى تعطل يده بشكل كامل تقريبا لمدة عام، وبعد فترة سيتم تزويد
العضو الشبيه بلاقط للاصوات وميكروفون موصول عبر الانترنت يسمح لجميع بني
البشر الاستماع لكل ما يدور حوله ..
صحيح ان الفكرة لم تكتمل بعد وهي بحاجة لبعض الوقت، وبغض النظر عن
نجاهها او فشلها، اردت الاضاءة في موضوعي على تحدي التكوين عبر فكرة من هنا
وفكرة من هناك لا دخل للعلم والتطور فيها، انما فنون وجنون لبعض بني البشر
الذين لا يعلمون بأننا خلقنا بأحسن تقويم.