كيف يخفف الأهل ذوي الحاجات الخاصة من ضغوط أطفالهم الاجتماعية؟
التركيز على الصور الجميلة وذات القيم الإيجابية بخصوص ذوي الحاجات الخاصة يجعل طفلك يفتخر بأهله ويزداد ثقة وتقديرا لذاته
سؤال: انا أم ذات إعاقة سمعية وصعوبة نطق بالكلام. طفلي البكر جيل 11 والثاني
جيل 9 سنوات والثالث ابن 8 أشهر ... أنا تعلمت الحكي بالفصحى أكثر من
العامية,,. وعندي صعوبات لفظية. سؤالي: كيف يمكنني تحسين الحكي باللغة
العامية حتي أتمكن من أن أحكي قصصا لأولادي قبل النوم؟ كيف أساعد ابني
البكر على التغلب على صعوباته بسبب أهله من ذوي الحاجات الخاصة. هو كثيرا
ما يتعرض للسخرية من طلاب صفة. لك مني جزيل الشكر ... رجاء حار أن لا تهملي
رسالتي ,. مودتي لك.
الجواب: ليس من عادتي إهمال أية رسالة تصلني. رسالتك ذات قيم ومبادئ أقدر محتواها
وأفتخر بها. اللغة هي اكتساب من البيئة المحيطة وذلك من خلال حاسة السمع.
طالما تعلمت الحكي باللغة الفصحى فهذا جميل ومفيد لأطفالك. ثقي بأنك أم
وبامتياز.
هل من المفضل سرد قصة باللغة الشفاهية؟ السرد بلغة القصة المكتوبة يكون أكثر صدقا. السبب هو بأن الراوي قد ألّف
قصته بلغته. حين يقوم الراوي بسردها شفاهيا سوف يغير من رونق لغة المؤلف
الأدبية. اللغة التي كتب فيها المؤلف قصته قد بناها وطور أحداثها بقصد
ذاتي. لا تنتزعي روح القصة الأصلية بسرد شفاهي غير مرتبط بنوايا المبدع
الأصلية. هناك أيضا حاجة للتمسك بلغة القصة الأدبية وذلك لتمكين لغة
المتلقي وإثرائها. الكاتب المتمرس يؤلف قصته بلغة تتلاءم مع قاموس الطفل
اللغوي وتتناسب مع جيله. جيل طفلك ابن- 8 شهور- هو بحاجة لسردك وذلك لأنه
ما زال غير قارئ. أما الطفلان الأكبران فهما بجيل القراءة. يمكنك تشجيعهما
على المطالعة وذلك بتقاسم دور القراءة. أنت تباشرين بقراءة صفحة وكل بدوره
يقرأ صفحة لاحقة وهكذا دواليك....أسلوب ممتع ودافع للطفل للقراءة الترغيبية
والمطالعة.
هل يوجد أسلوب تربوي يطور ثقة طفل لأبوين ذوي حاجات خاصة ويقوي تقديره الذاتي؟ بالطبع نعم. إن الطفل يحتاج لنموذج عاطفي يقلد سلوكه وتوجهه الاجتماعي.
ثقة الأبوين هي دافع ترغيبي ونموذج إيجابي. لتقبل الأتراب حال الأهل ذوي
الحاجات الخاصة يحتاج الطفل لتدريب. كيف؟ لا لرد فعل أهل يعكس قهرا، لا
للتوبيخ، لا لفرض تعليمات، لا للانتقاد... بل يأتي بالمعاملة الإيجابية
الدائمة والثابتة. أي: عند خوض طفلك أي حدث، تصرف، مواجهة، رد فعل، قول،
يدل على تقدير ذاتي، أو ثقة بالنفس عليك بامتداحه وبتشجيعه. ليس فقط ذلك بل
عند مشاهدة برامج تلفزيونية، مسلسل، فيلم، خبر بجريدة... يدل على احترام
تلك القيم يلزمك أيضا التركيز عليها بالامتداح وبالإعجاب. هذا وأيضا عند
قول أو فعل كل غريب أو قريب يدل أيضا على تقدير تلك القيم يلزم تقديره من
طرفك بالامتداح وبالتحدث عنه باحترام.
التركيز على الصور الجميلة وذات القيم الإيجابية بخصوص ذوي الحاجات الخاصة
يجعل طفلك يفتخر بأهله ويزداد ثقة وتقديرا لذاته. لا لللتعبير عن انكسار
أو بعث حالة تعكس شعورا بالضحية أو بالمسكنة ونعم لبعث صورة جميلة وراقية
وذات تقدير ذاتي.
وأخيرا أنصح بالكف عن ترويج النكات والفكاهة على ذوي الحاجات الخاصة عموما والتأتة خصوصا.