مل كوب شاي بدون غطاء، والسير في مكان عام، تصرف خطر جدًا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]للأسباب التالية:
1) قد يتحقق أحد أكبر مخاوفنا في أي لحظة، ويقع الكوب ثم ينتشر الشاي
على الأرض ويموت بدلًا أن يعيش بسعادة إلى الأبد في معدتنا، ونرى أن الجميع
يرون ذلك أيضًا، ولا نعلم ماذا نفعل، وفي عقلنا أسئلة كثيرة تحتاج إلى
جواب: هل يجب أن أمسح الشاي من الأرض؟ كيف أمسح الشاي؟ هل أنادي عامل
تنظيف؟ وأين أجد عامل تنظيف؟ هل أمضي في طريقي وكأني لم أفعل شيئًا، ونظرات
الجميع موجهة إلي، خصوصًا بعد أن صرخت بخيبة أمل مشجع كرة قدم ظن أن الهدف
سيدخل إلى المرمى: “لااااااا”؟
وقد يتحقق خوف أكبر وهو… سقوط الشاي على كائن بشري آخر! لن أخوض في هذا
الحديث، لأنه مؤلم جدًا ( وليس فقط ألم جسدي)، ويحتوي على مشاهد تصعب على
“ضعاف القلوب”. :)
2) لابد أن نفكر استراتجيًا في الطريقة التي نسير فيها بين الناس في الزحمة:
“حسنًا، أنا على استعداد. أستطيع فعل
ذلك. أتجه يمين، والآن شمال لأتخطى علبة النفايات، والآن أمشي باستقامة على
الخط، يا إلهي! هناك شخص ضخم وغاضب ومسرع قادم باتجاهي! علي تجنبه، لن
أنظر في عينيه الغاضبتين فلا أريد أن أكون ضحية حادث “سير”. مصيبة، نظر إلي! لحظة، قد لا يكون ينظر
إلي، عيناه تتجه نحو الضخم السعيد الذي يسير بجانبي، يبدو أن الضخمين
أصحاب، سبحان الله، ظرفاء جدًا… لا أرى عينيه بوضوح، لا أرتدي النظارة! لا
أصدق أني لم أرتدي النظارة! علي إخراجها من جيبي، سأضع يدي اليسرى بهدوء في
الجيب الأيسر: قلم، هاتف، ورقة، قطعة نقدية، أين النظارة؟ لا! هذا ليس
الجيب الذي وضعت فيه النظارة! كل شيء ينهار، لا يمكن إخراج النظارة دون
أن تهتز اليد اليمنى ويقع الشاي، وقطرات من الشاي تسقط على يدي لدرجة أني
لم أعد أشعر بها… وهذا الضخم الغاضب يقترب مني… سوف أموت!” في أحد حلقات فريندز، لُقب تشاندلر “بالمُوقع” لأنه “يُوقع” الأشياء، هذا الأسبوع أصبحت مثله تمامًا، أوقعت أشياء كثيرة، وهذه قائمة الأشياء التي أوقعتها:
- أوقعت كوب شاي نعناع مرتين في يومين متتالين عندما اشتريته في الوقت نفسه من المكان نفسه بعدما تناولت الفطور نفسه!
- أوقعت كوب ماء ساخن كنت سأصنع به شاي،
- أوقعت كوب مشروب غازي، كنت سأشربه بدل الشاي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يبدو أني فقدت القدرة على شراء كوب شاي وحمله مثل العالم والناس! أصبحت
أخشى شراء الشاي، لم أشتر شاي بعد هذه الحوادث الغريبة، ولكن تشجعت وصنعت
شاي، ولم يكن لذيذًا! مما يثبت أن هناك نحس في الشاي (أشعر أنني حطمت الرقم
القياسي لكتابة كلمة “شاي” في فقرة). :)
أمثلة لحوادث تجعلنا نفسرها بتفسيرات خرافية
- حدوث موقف معين عند ارتداء لباس معين.
بالنسبة إلي كان ذلك بمقابلة أشخاص لا أريد مقابلتهم عند ارتداء القميص
البرتقالي، البشع والواسع، والذي لا أرتديه إلا عندما لا تتوفر ملابس
نظيفة، أو عندما تختفي كل الملابس المحترمة عند الاستيقاظ متأخرًا ويكون هو
دائمًا بانتظاري يغيظني، واضطر إلى ارتداءه. ومن الحديث السابق نلاحظ أني
علي غسل ملابسي وعلي إخبار قميص أني أكرهه.
- تكرار حدث سيئ في يوم محدد من الأسبوع،
كنت أعتقد أن يوم السبت دائمًا يكون سيئًا مهما حاولت لكي أجعله غير
سيئ، وكذلك يوم الخميس الذي أتشوق لمقابلته ولكني كنت أكتئب فيه ولا أنجز
أي شيء.
- صعوبة حل أسئلة اختبار عند استخدام قلم معين،
- الأشياء لا تتعطل إلا عندما نريدها (في أحد التعليقات تحدثنا أنا وخلود عن هذا الأمر تحديدًا بأجوبة جيدة)
- عندما نريد شيء لا نجده وعندما لا نريده نجده
معروف أننا نعرف أن هذا الأمور تحصل بسبب التطير والتشاؤم، وأنه
منطقيًا لا يمكن أن يحصل شيئًا سيئًا (أو جيد) بسبب ارتداء لباس معين أو استخدام قلم معين…
ولكن قد لا
نشعر بذلك، خصوصًا عندما تكرر هذه الأحداث
ويدخل تأثيرها في الرأس، وحتى لو أقنعنا أنفسنا بأن لا نتشاءم، تكرُر هذه
الأحداث يدفعنا إلى التشاؤم مرة أخرى…
هذه الأمور تحدث لأننا نتوقع أن تحدث (أنا عند ظن عبدي بي)، ولو تكرر حدوثها نستطيع إيقاف تأثيرها بعدم اعتقاد أنها حدثت بسبب الشيء أو الشخص الذي تطيرنا منه.
ولو حدثت مواقف سيئة مشابهة بعد ما قررنا ألا نتشاءم، أقترح أن نحاول ألا نفكر أنها بسبب ما تطيرنا منه ، فلو
اشتريت شاي مثلًا ووقع، لا أربط ما حدث بالمواقف السابقة وأعتقد أن المكان
والوقت الذي اشتريت فيه الشاي هما السبب، قد يكون السبب في تكرر وقوع
الشاي هو أرضية المكان التي تجعلني أتعثر، وأني في ذلك الوقت أكون أعاني من
إرهاق ما قبل فترة الغداء. :) أو أن هناك سبب عضوي جديد يجعلني أسقط
الأشياء، مثلًا.
المواقف الغريبة التي تدفعنا للتشاؤم تنفع لشيء واحد فقط: مواضيع طريفة نحكيها في محادثة مع الآخرين.
لو جعلنا مشاعرنا الخرافية تسيطر علينا وتمنعنا من الذهاب إلى مكان، أو
ارتداء لباس، نكون من أولئك الأشخاص الذين يستحقون الضرب ويجب ضربهم (الذين
ينسبون كل الأحداث السيئة في حياتهم إلى العين والحسد، وليس على أنها قد
تكون حصيلة حماقتهم أو امتحان من الله يحتاج إلى التفكير في حله والصبر
عليه). :)
ولو كان لديكم مشاعر خرافية، أخبروني بها، لكي أفسرها بتفسير يوقظها
ويقول لها: “أنت غبية؟ رجاءًا توقفي عن الاستهبال” وتقول له: “شكرًا لك يا
تفسير، أنت أوسم تفسير قابلته في حياتي” ثم يطلب يدها، ويعشون بسعادة إلى
الأبد. :)
(شيء أكره أن أقوله وأكره الذين يقولنه ولكن لابد أن أقوله: حاولت ألا
أقول التالي وتعهدت بألا أقوله منذ بداية المدونة، وآمل ألا أقوله مرة
أخرى:” أعتذر جدًا لعدم النشر في الأيام الماضية وقلة معدل النشر في الأشهر
الماضية، أعتقد أني مررت بأزمة منتصف العمر مرة أخرى (مررت بها سابقًا
عندما كنت في عمر التاسعة، فقدت حينها طريقي في الحياة وجلست أفكر، ما هو
نوع الكرتون الذي أريد مشاهدته بدل البكيمون؟) :) اعتذرت لكثيرين في الأشهر
الماضية عن أمور كثيرة تخلفت عنها، ولكني الآن سأحاول أن أرجع كما أنا: من
الكائنات التي تكتب وتفعل وتشرب الشاي وتضحك كثيرًا.” وأريد شكركم كثيرًا
لأنكم أخطر وأشيك قراء في الوجود).