اروع مما تتخيلو..وتفسير علمي للحالة والقصة!
فـي إحدى الليالي ــ أوضح هيربال لمدير السجن ــ أخذنا أحد السجناء إلى العيادة، وكان يشكو آلاماً مبرحة. كان يصرخ وكأنهم ينشرونه بمنشار. وبين ولولاته، كان يقول إن قدمه اليمنى تؤلمه. ولكن المثير للفضول أن ذلك المريض، ويدعى بيكيرا، لم تكن له قدم يمنى. فقد بتروها له قبل شهور من ذلك، بسبب إصابة بالغنغرينا. لقد كان أحد من حاولوا الفرار يا سيدي، إذا كنتَ تتذكر، عندما كانوا يدهنون الواجهة. أنا نفسي أصبته برصاصة فـي كاحله. وقد تهشم العظم. قلت له: لا بد أنك تعني القدم الأخرى، القدم اليسرى. ولكن لا، كان يؤكد، إنها القدم اليمنى، ويشد بيأس على فخذه الأيمن، غارساً فيه أظفاره. كانت له ساق خشبية، ساق من خشب الجوز، صنعوها له فـي مشغل السجن. أيكون السبب هو عدم تناسب الخشب مع الجذعة المتبقية من الساق. ونزعتُ عنه ساقه الخشبية، ولكنه قال: إنها القدم أيها الأبله، إنها الرصاصة فـي الكاحل. وهكذا أخذناه إلى العيادة، وقال الدكتور دا باركا برصانة: أجل، إن ما يؤلمه هو كاحل القدم اليمنى. والرصاصة هي التي تسبب له الألم. وكان كل ذلك يبدو لي مسرحية. وقد أعطاه الطبيب، بحضوري، تلك الحقنة قائلاً له إنها ستشفيه. اهدأ يا بيكيرا، إنها إغفاءة مورفيو. وبعد قليل هدأ بيكيرا، وبدت عليه ملامح السعادة، كما لو أنه يحلم مستيقظاً. سألتُ الدكتور عما جرى، ولكنه لم يرد علي. إنه رجل متكبر. وسمعته يقول للآخرين إن ما يعاني منه بيكيرا هو ألم شبحي.
...................................
اسمع أيها الرسام، قل لي. هل تعرف ما هو الألم الشبحي؟
أعرف شيئاً من ذلك. شرحه لي دانييل دا باركا. يقال إنه أسوأ الآلام. ألمٌ يصل إلى حدود لا تطاق. إنه ذاكرة الألم.
قلمالبحر (بسام القاسم )
مانويل ريفاس
مهما هدأت أمواجي................فبقلبي أمواج تهدر
ومهما سكنت أعماقي ...............فأنا بحر..لايقهر
وللعشق بأبيات شعري................نبض أبدا" لا يفتر