اسدل الليل ستاره ونامت الطبيعة وسكنت الاصوات
وتألق القمر بكامل اناقته وهندامه
بعيونه الساهرة المطلعة على خفايا المدينه النائمة
وسط حاشيته من كواكب ونجوم مشعه في كبد السماء
توقره وتجلس في هدوء احتراما وإجلاله له.
اجلس على شرفتي ممسكنا بفنجاني احاوره واغازله
وعيوني تدور في الشوارع الفارغة
والأضواء المنتشرة على جنبي الطريق كحبات اللؤلؤ المنثور
وكأني ابحث عن سر مفقود وانتظر حلماً موعود او امرا خارقا للوجود.
وما زالت تسبح في عقلي بقايا الذكريات الراحلة
واسترسلت باستقراء ما وصل اليه حالي وحظي العاثر
وكلي امل بعودة نبض روحي ورفيقة احساسي
فطيفها الانيق لا يبرح خيالي وياسر وجداني.
فقد كانت حبيبتي لي كل الفصول
ما بين ربيع يداعب الاحساس الى شتاء عاصف يكتم الانفاس
طفلة مدللة شاردة ما بين نوبات البكاء
وهستيريا الضحك المتعالي حتى عنان السماء
انها ملحا مذاب الى روحي وشهدا ارتشفه كل مساء
ملكت قلبي بلا شرط ولا قانون لأكون بها متيما مجنون.
قد بدأ النعاس يداعبني مداعبة النسيم للأوراق
ولكن الشعور الرابض في اعماق النفس يؤرقني
ويدفعني في السباحه الى عالمها
في تخيل اي حال تكون عليه وأين دارت بها الايام
وكأني ما زلت بها مفتون.
وما لبثت الى بضوء النهار يدخل من نافذتي متلصصا
ونسيم الصباح يضرب وجهي بضربات ناعمة خفيفة
يدعوني لإكمال مسير يومي
بانتظار ما سيرسمه القدر لي من طريق.