افتتح نادي ريال مدريد، بطل الدوري
الإسباني لكرة القدم، أولى مدارسه الكروية في الأراضي الفلسطينية، وذلك في
إطار الاتفاقية الموقعة بينه وبين وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لتعزيز البرامج الرياضية في مدارس الوكالة.
واحتضنت القاعة الرياضية لمعهد التدريب المهني التابع لوكالة غوث اللاجئين
بمخيم قلنديا شمال القدس إضافة إلى مركز تدريب خان يونس في قطاع غزة، مراسم
الاحتفال الخاص بتدشين أولى مدارس كرة القدم للفريق والتي تستوعب أكثر من
ألف طالب وطالبة من مدارس الأونروا.
محاضرات نظرية وعملية وقال عدنان ابو حسنه المستشار الاعلامي للاونروا أن بعثة ريال مدريد في غزة
استمرت لمدة يومين حيث جرى تدريب 15 منشطا رياضيا ومنشطة في كلية خانيونس
التابعة للاونروا . واضاف ان احد مدربي فريق ريال مدريد قام باعطاء محاضرات
نظرية وعملية للمدربين حول احدث طرق تاهيل المدربين في مدارس الاونروا
اضافة الى تطبيقات عملية على اكثر من اربعين طالبا كانوا يرتدون زي ريال
مدريد. وباشرت المدرسة الكروية عملها بدورة تدريبية رسمية ضمت 29 مدرباً
ومدربة من مختلف مناطق عمل الأونروا في فلسطين، وذلك لتأهيلهم على تأسيس
فرق كروية في مدارسهم، حيث تم اختيارهم على أساس دوافعهم لتعلم وتعليم
منهجية نادي ريال مدريد والخبرة في التربية البدنية والتدريب، خاصة في مجال
كرة القدم. وسينخرط حوالي 1100 طفل وطفلة من الفلسطينيين في الـ11 مدرسة
التي تم تدشينها في كل من غزة والضفة الغربية، بمعدل 100 طفل في كل مدرسة.
مبادئ التسامح والاحترام هذا وكان فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، قد أبرم في
نوفمبر من العام الماضي اتفاقية لإنشاء مدارس كروية تابعة للنادي في
الأراضي الفلسطينية أثناء استقباله السيد فيليبو غراندي المفوض العام
لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في
قاعة "بالكو" الشرفية بملعب سانتياغو برنابيو، بحضور كل من نائب الرئيس
التنفيذي لمؤسسة ريال مدريد انريكه سانشيز، والمدير التنفيذي للوكالة
الإسبانية راكيل مارتي، إضافة إلى الأمير بدر بن عبد الله بن محمد الفرحان
آل سعود. وأكد بيريز آنذاك عمق العلاقة التي تربط النادي الإسباني مع الشعب
الفلسطيني، موضحاً أن عشق الشعب الفلسطيني للرياضة أجبرهم على الإقدام على
هذه الخطوة. وأشار بيريز إلى أن الفريق الملكي منذ تأسيسه اتخذ العديد من
مبادئ التسامح والاحترام والتساوي باعتبارها السلوك المثالي، معرباً عن
فخره الكبير وناديه في التواجد على الأراضي الفلسطينية، نظراً للرسالة التي
يحملها النادي الملكي في تحقيق السلام على هذه الأرض.
مساندة دائمة للقضية الفلسطينيةوتأتي هذه الخطوة استكمالاً للمواقف الإنسانية التي يقدمها نادي ريال مدريد
في مساندة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذى يعاني
من الحصار الإسرائيلي، حيث سبق أن قام الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو
فييرا، نجم فريق ريال مدريد الإسباني بلفتة طيبة، وأعرب عن تعاطفه مع
القضية الفلسطينية، واستنكر ما يتعرض له الفلسطينيون من قمع على يد القوات
الإسرائيلية. كما سجل الهداف الفريق البرتغالي كريستيانو رونالدو موقفاً
إنسانياً لاقى استحسان الكثيرين بعدما تبرع في وقت سابق بمبلغ 2.5 مليون
يورو، قيمة الحذاء الذي تبرع به لمؤسسة ريال مدريد الخيرية التي قامت
بدورها ببيع الحذاء في مزاد علني تم تخصيص عائداته لصالح أطفال فلسطين،
الأمر الذي شهد ترحيباً واسع النطاق في الشارع الرياضي الفلسطيني.