أعلن الحداد

أُعلِنَ الِحداد
مدينة عشقي
كانت أجمل جميلات البلاد
يغرد فيها عصفوران لحن الوفاء
فوق الغيوم عشقنا الثواء
كالشمس والقمر للكون ضياء
عاشقين كالنجوم في المساء
وكان عهدنا أمام رب السماء
لن يفرقنا إلا الموت
ولن يدخل مملكة عشقنا الجفاء
ولكن شاء القدر
وأصبح القلب شَجٍ
وهبت رياح عاتية
تحمل معها روائح الحزن
روائح يفوح منها عبق الألم
وحينها نطق القلم
وااا حزناه
وااا مصيبتاه
لماذا أتيت أيها الكَفْت
رياحك بعثرت آمالي
ومزقت حروف كلماتي
وانْشَرَجَ حرف الحاءِ عن الباءِ
وجعلتني أعيش جسد بلا روح
وقلب تملكه الشقاء
متيم أعاني الشتات والعَفَاءِ
وأنهمرت الدموع من عينايا
تحرق وتغير جمال وجنتايا
وتعالت صرخات الأحزان مدوية
مات الحب
مات العشق
مات الشوق
ماتت الذكريات
ماتت الأزهار
ماتت أجمل النباتات
مات الحنين
ولم يبقى إلا صرخات الأنين
وكان الكفن صفحاتٌ كتِبت عليها
كل مفردات الحب والوفاء
آآآآآآآآآآآآه ياحبيبتي
تلقاء عينايا
دفنت كل كتاباتي
كما دفنت كل أمنياتي
وأصبحت بين الرفاة كليماتي
واليوم سيبدأ العزاء
وتبكي كل النساء
بكاء أبيات شعر على موت خنساء
وتغرق عظام الأموات في المقابر
وخطب الوداع تعلو المنابر
وتجف كل المحابر
وتصبح الأقلام بقايا أشلاء
وتمحى من القواميس معاني الحب
ويكثر خباء الحابور والبلاء
وليكن يوم يسجله التاريخ
وليعلم كل العاشقين والعاشقات السمارُ
تبدل القدر وحل البين والتنائي
بإن الحب ذهب أدراج الرياح
ولن تشرق شمس
على شاعر قلوب الحب
بعد هذا الصباح
وليكن رداء حروفي بلون السواد
وكل كلماتي أحزان ورثاء
وأعلن الحداد
وأنكس كل أعلام العشق في البلاد
لكم أروي حكاياتي
فموت الحب مأساتي
بقلمي أمير الأحزان