[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بسم الله الرحمن الرحيم ..
ماذا يحدث في سوريا !!
قد يستغرب البعض هذا العنوان ويقول ….بعد أكثر من سبعة عشراً شهراً على بداية الحراك الشعبي تسأل هكذا سؤال !!!
نعم ماذا يحدث في سوريا !!
أنا هنا لن أتكلم عن الثورة منذ انطلاقتها ولا عن أحداث متسلسلة أو أمور بعينها ….
سأجعل كلامي ذو صبغة عامة مع الاستشهاد ببعض الحوادث والحقائق …
وسأشرح “من وجهة نظري ” ماذا يحدث في سوريا الآن !!
ما يحصل في الفترة الأخيرة “منذ حوالي الشهرين ” وحتى الآن هي حالة جنون واضحة للنظام وأتباعه …
حيث يبدو واضحاً للإنسان العادي والغير متابع بشكل دقيق أن النظام عمد إلى
الرفع من وتيرة استخدامه للعنف وخاصة في العاصمة دمشق وريفها في الفترة
الأخيرة ….
ولاحظ الجميع أن النظام اعتمداً كثيراً على الإعدامات الميدانية بشكل كبير لتصفية الشعب وليس الناشطين فقط فلا تكاد تخلو حارة
يدخلها الأمن من شهيد أعدم ميدانياً ….
بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة القصف وتطور أشكاله فأصبح الكثير من السوريين يتمنون أن يقصفوا بالهاون بعد استخدام طيران الميغ الحربي….
يرافق كل هذا عهر إعلامي واضح وعدم استحياء من تصوير عمليات القصف
والتأكيد على استخدام المروحيات والطيران الحربي في هذه العمليات “التي
يصفها ((بالنوعية)) ” والتركيز على على اللهجة الطائفية والتجييش الطائفي
في الإعلام ….
إن كل ما سبق هو نتاج لسببين في رأيي وسأذكرهما مع تحليل
بسيط :• السبب الأول : يبدو واضحاً أن العالم قد أعطى النظام الضوء الأخضر
لإرتكاب ما يفعله الآن …..
قد يقول البعض أن النظام مجرم بطبعه ولا يحتاج إلى إذن من أحد ليرتكب ما يقوم به الآن ….
نعم !! بالتأكيد ولكن لننظر من جهة أخرى … هل النظام ” وأقصد هنا رأس
النظام وحاشيته المقربة ” أغبياء لدرجة لا يدركون معها حقيقة ما يحصل على
الأرض وأن النظام زائل لا محالة !!! أم هل هم مغيبون عما يحدث على الأرض من
حقائق وخسائر فادحة !! بالعكس تماماً هم يعلمون هذا الكلام وعلى يقين منه
وربما أكثر بكثير من بعض الثوار ….
إذن لماذا يحدث ما يحدث الآن !! وهم على يقين بزوال حكمهم !!
ما يحدث باختصار هو صفقة قذرة وقعها هؤلاء مع دول الخارج !! نعم صفقة
تقتضي تدمير البنية التحتية لمؤسسات الدولة وتدمير البنية التحتية للجيش مع
عقد خروج آمان لهم من البلاد بعد الانتهاء من تحقيق هذه المهمة ! ….
نعم فهذا الحل الوحيد الذي وجده العالم الخارجي لهذه المشكلة التي وقع فيها
“الثورة السورية ” فسوريا تقع على خط تماس مع الدولة الصهيونية المنشودة
وانتصار الثوار بشكل سريع ودون أضرار كبيرة على البنية العسكرية العامة قد
يسبب مشاكل كبيرة للصهاينة في حال وصول أشخاص لا يمكن شراؤهم للسلطة في
دمشق …
وهذا يظهر واضحاً في الرفض العالمي لتسليح الجيش الحر بشكل علني
فالحالة السورية مختلفة عن الحالة الليبية ، لإنه وفي حال نجاح الثورة
ورغبة جزء من المدنيين المنضمين للشق المسلح من الحراك الثوري في الإستمرار
في حمل السلاح والقتال فلن يواجهوا أي مشكلة في إيجاد عدو بديل عن النظام
!! وهو اسرائيل !! وهذا سيؤدي إلى تشكيل حزب عسكري جديد في منطقة الجولان
مما يؤدي إلى فتح جبهة جديدة ضد الكيان الصهيوني “وقد تكون من أقوى الجبهات
” وهي جبهة حرص المقبور على جعلها من أهدأ الجبهات في العالم …
لذلك
كله تم عقد هذه الصفقة الخبيثة والتي تضمن شغل السواد الأعظم من الشعب في
إعادة بناء الدولة الجديدة والجيش الجديد وتحويل الهم الأول بعد الثورة إلى
هم داخلي قد يستمر لعشرات السنين يشغل الدولة ومعها الشعب عن التفكير حتى
في مواجهة إسرائيل …
وما السكوت المخزي والتواطؤ الكبير على ما يحدث من
مجازر في الفترة الأخيرة إلا أكبر دليل على هذا الكلام ….• السبب الثاني :
اختلاف الوجوه التي تدير المعركة !! فمن يدير المعركة الآن وخصوصاً في حلب
ودمشق ليسوا من سوريين !! نعم ليسوا من سوريين !!
من يدير المعركة
وعمليات الإقتحام الآن هي عصابات أمنية إيرانية لها مكاتب تنفيذية ثابتة
وأذرع عسكرية على الأرض تشارك في عمليات القمع بل وتقودها !!
أما من يدير عمليات الدعم التقني واللوجستي فهم خبراء روس لا يبخلون بتقديم أي مساعدة …
وأكبر دليل على كلامي هو لقاء الأسد الأخير مع ثلة من المبعوثين الإيرانين
!! حيث لاحظ الجميع عدم تواجد مسؤول سوري واحد خلال الإجتماع بينما امتلأت
الغرفة ” أو القبو” بالخبراء الإرانيين ….
إدارة إيران لهذه الأزمة
وفرضها لباعها الطويل في هذا الموضوع ناتج عن حقد سابق وتار عظيم للفرس
والصفويين مع أهل الشام ومدعوم بصفقة كبيرة مع النظام الصهيوني والعالمي
وقائم على أساس طائفي بحت …
إن علاقة إيران بإسرائيل علاقة أزلية يصعب
اختصارها في هذا المقال ولكن اعلم أخي أن اسرائيل وإيران وجهان لعملة واحدة
ولا يغرنك ما تشاهده في وسائل الإعلام من جعجعات و كلام فارغ يسّوق لما هو
مناقض لهذه الحقيقة ….قبل أن اختم مقالي أود التأكيد على أن النقاط
السابقة أخذت مكانها في الثورة السورية أو ظهرت للعلن بشكل واضح من فترة
ليست ببعيدة جداً وهذه الفترة شهدت تزايداً واضحاً للخطط الخفية وإدارة
الأزمة من تحت الطاولة كما يقال …
ربما يجتمع الكثير معي فيما كتبته في هذا المقال وربما يخالفني كثيرون ولكننا متفقون على قوله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم : {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} ….