طريق السعادة
إعتز بنفسك
أغلب الناس عندما يجدون أنفسهم غير سعداء، يعزون هذا المشكل إلى الآخرين،
فتجدهم يبحثون أن مبررات لعدم سعادتهم، قد يقول البعض لولا أنه فقير لما
كان تعيسا، ويظن الآخر بأن لولا هذا البلد الذي يعيش فيه لكانت أحواله أحسن
بكثير. وكل منا سيجد مليون مبرر لتعاسته، ولكن الحقيقة أنك أنت من يحمل
التعاسة في داخله، أخرجها من داخلك، غير نظرته للواقع، عش اللحطة بكل
عيوبها واستمتع بها، لأنها دروس لابد أن تستفيد منها، لا تقل أنها عائق
بينك وبين السعادة، بل هي تدريب لك، لكي تعرف حقا طعم السعادة عندما تأتي.
قد يكون المبرر بعيدا عن الحقيقة، وهذا ما يحدث غالبا، فتجد من لا يجد عملا
يكون غير سعيد، ويلقي اللوم على كل شيء، ولكنه لم يفكر يوما أن يجلس مع
نفسه، ويفكر بحيادية، ويرى نفسك نظرة من سيعمل عنده، أعد قراءة طلب العمل،
هل هو حقا صالح لتعمل، أم أن به أخطاء كثيرة في اللغة وفي الشكل أيضا، تعرف على نفسك، إعرف من أنت، شاهد لغة جسدك، حاول أن تتعلم كيف تعطي نظرة إيجابية عن نفسك، ولا تعطي عكس ما تريد أن تعطي.
للأسف من الأخطاء الشائعة هما خطئين شاهدتهما مرارا وتكرارا في أصدقائي،
الخطأ الأول هو الغرور، حيث تجد البعض يظن لمجرد أنه الأول على الفصل بأن
الشركة ستقبل يديه ليعمل، وهذا يتضح في طريقة كتابة طلب العمل، فتجد تعابير
لا معنى لها، وتعطي إنطباعا سيئا عنك، كمن يكتب الطلب على شكل عرض، فيقول
للشركة أنا أحسن من ستجدين للعمل وإن رفضتهم طلبي فأنتم الخاسر الأكبر، هذه
الأمور لا معنى لها، ولا يجب قولها لأن طلب العمل يكون عمليا، ضع من أنت،
عرف بنفسك ودراستك وخبرتك، وأترك مقابلة العمل لتأكد معرفتك، وأنك الشخص
الأمثل للعمل.
الخطا الثاني يكون في كتابة أمور لا علاقة لها بالعمل، مثلا لو أنت ستقدم
للعمل كتقني سيارات، وكانت لديك خبرة في تصميم المواقع الإلكترونية فلا
تكتب هذا في التعريف الخاص بك لأن ليس لها أي علاقة بالعمل الذي تقدم له،
وأيضا أي شهادات قديمة جدا ولا تضيف لك أي نقطة للعمل فلا تكتبها، ركز على
ما له علاقة بالتخصص الذي تريد العمل به، وبعدها في مقابلة العمل حاول
إستغلال بعض الفرص أو الأسئلة لتقول بأن لديك معارف أخرى قد تفيد العمل من
نواحي متعددة.
ما أريد إيصاله أن الإعتزاز بالنفس أمر مهم جدا، ولكن عند البحث عن عمل، لا
تبالغ، تواضع وكن إحترافيا قدر إستطاعتك، وحاول معرفة لغة الجسد لأنها
مهمة جدا. وأهم شيء لاحظته في أخطاء المقابلات، وهو يعد قلة أدب في فن
الحوار، هو عندما يسألك مدير اللقاء باللغة العربية مثلا وتريد أن تظهر أنك
تعرف لغات كثيرة وترد عليه بالإنجليزية أو الفرنسية، هذا قلة أدب، وهي نقطة سلبية في حقك، لذا عندما يسألك المدير، رد عليه بنفس اللغة.
عندما تجد نفسك غير سعيد، حاول معرفة السبب، لا ترمي كل شيء على الآخرين
وعلى الظروف، تحمل مسؤوليتك أيضا وتأكد من سلامة موقفك، فقد تكون أنت سبب
المشكلة دون أن تدري.
|
طريق السعادة |
لا تلم الآخرين
عندما تفقد حبك لنفسك وإعتزازك بشخصيتك فهذا الأمر لابد أن ينعكس على
سعادتك، فتجد نفسك تعيسا في أغلب الأحيان. وقتها لا تقل بأن الناس يحتقرونك
أو هم سبب تعاستك، بالعكس تماما، الناس يعكسون الصورة التي تعطيهم ،
لتراها على شكل تصرفات وأقوال تصدر منهم. فلا تقل أنهم السبب، بل أنت
السبب، وتذكر دائما، عندما تغير نظرتك لنفسك، ستجعل الجميع يغيرون نظرتهم
إليك.
لكي تغير حياتك من التعاسة إلى السعادة، لا تبحث عن مبررات
لترمي عليها خيبة أملك وتعاستك. لابد أن تتحمل المسؤولية الكاملة في
قراراتك، لا تنتظر الآخرين يقررون لك، أو يختارون مستقبلك، بل قف وقرر
بنفسك ونفد ما قررت.
وتوقف عن رؤية نفسك بصورة سلبية، وعن وضع العقبات أمام نفسك وإقفال كل أبواب النجاح،
بل تحرك، وجرب أن تكون إيجابيا في حياتك، لا تبحث عن المشاكل، بل جرب
الحلول لمشاكلك، لا يهم إن أصبت أو لم تصب بل المهم أن تتعلم من أخطائك.
إختر من حولك، عليك أن تتخد قرارات عديدة بإلغاء العلاقة بمن تلاحظ أنهم لا يستحقون السير معك في طريق السعادة،
أولائك اللذين يكرهون أنفسهم، ويرون أنفسهم تعساء وفاشلين، إبتعد عنهم،
إدا أردت أن تأخدهم في طريق السعادة فحاول، ولكن لا تضيع وقتا كثيرا معهم،
عندما تجدهم كثيري التدمر والإكتئاب، فلا تكمل معهم وأكمل مع من يريد أن
يكون سعيدا، فأنت محتاج لم يعطيك دفعة للأمام وليس لمن يحبطك ويكسر عزيمتك،
أو حتى يسخر منك لمجرد أنه فاشل ولا يريد أن يجرب حتى.
توكل على الله وإبحث عن
السعادة في داخلك، هي ليست بعيدة، بل بين يديك حاول أن ترى نفسك سعيدا، وتغير نظرة البؤس التي تراها في نفسك