أسقط ...لأنهض
وتتوالى السقطات
وانهض
كل مرة بِمـرح يكـاد يتشقق فرحــاَ
انثر تراب الأرض عاليا فوق رأسي
ما همني توبيخ أمي..
فرحة مرحة...
أسرح وامرح ....
أجري
أمشي
وأقفـز
وحين أتعب أعاود المشي
هـا أنــا
لأحضانك أهرع...
أُمدد يداك واحتضني ...
ودعني بين ذراعيك أودَعُ عمراً غشاه الحزن
فوق أرضك يا وطن
طفلة أنا عادت لعالمها
عادت طفولتها بعودتها
ما همني قولهم ....
ما همتني نظراتهم
ليقولوا ما شاءوا ..
طفلـة أنا...
سأعود بضفيرتين وشريط وردي..
بجوربين قصيرين وحذاء رياضي
كي أجـري وأجـري أسـابق الريـح فـوق ثـراكْ
رائحة ترابـك تحمـل عـبق تاريخـي
وشـذا برتقالك وأريج الليمون ...
يروي حكايـا زمني
وأشجار زيتونك الرومي يا وطني
تهتز مع النسيم ومع العواصف تميل....
وسهل القمح يتلون بانتظار منجل الحصاد..
يتدفق كنهـر خيـر ... سيـلا منهمـرا لا ينقطـع
وأمواج بحـرك....
بإغـراء تومئ لي كي أرمي لهـا نفسـي
تتقاذفني ....
تدغدغ أنفي عبير شواطئك الرملية........
فاقترب منك واقترب
وتنعم قدماي بناعم ملمسك
وأكاد أبحر مع سحر موجك...
لكن
نوار اللوز ناداني ..
إياكِ يا صغيرتي....
أقْبِلي يا طفلتي
وتسلقي شجرتك عالياً....
اقفزي من علوها......
وحلقـي بعيـدا...
بعيـداً ...
بعيــداً
في سماء الوطن
لا أدري ....
متى سوف نمشي على أرض الوطن
ونأكل من برتقال بيسان
نركض فوق شاطيء حيفا
ونصلي في المسجد الأقصى
متى سنقبل ترابك يا وطن