مما
لا شك فيه أن فيراري أف 12 برلينتا الجديدة هي واحدة من أكثر السيارات
الرياضية تطوراً في العالم اليوم، ولكن وأذا أردنا أن ندرس هذا التطور
ونعرف من أين أتت به هذه الايطالية المتفوقة لا بد لنا من القاء نظرة على
طراز 599 جي تي أو الذي قدمته فيراري قبل عامين.
من حيث الشكل
الخارجي، تبدو فيراري 599 جي تي أو مألوفة بعض الشيء الا أنها طراز آخر
مختلف من 599 يصح فيه القول أنه يتمتع بنفس القلب ولكن بنبض مختلف.
و599
جي تي أو التي نتحدث عنها، هي السيارة الثالثة من فيراري التي تحمل هذا
الاسم الأسطوري لتسير على خطى طراز 250 جي تي أو الطيب الذكر والذي أُنتج
في الستينات من القرن الماضي ليحقق انتصارات كبيرة في سباقات لومان قبل أن
يعيد هذه الانتصارات داخل صالات المزادات العالمية محققاً أرقاماً قياسية
في هذا المجال حيث يبلغ ثمنه اليوم ملايين الدولارات، كما انه الطراز الذي
يعتبره الكثيرين من أبرز الطرازات التي جعلت إسم فيراري يتألق في الماضي
قبل أن يُصبح ما هو عليه اليوم. أما الطراز الثاني، فهو 288 جي تي أو الذي
أبصر النور عام 1984 متسلحاً بالكثير من القوة التي علَقت فيراري عليها
آمالاً كبيرة بتكرار ما حدث مع 250 جي تي أو، إلا أنَ الاتحاد الدولي
لرياضة السيارات قرر إلغاء الفئة التي كانت تنوي فيراري خوض غمارها.
وبما
أنَ الهدف الذي سعى اليه مهندسوا مارانيلو مع 599 جي تي أو هو انتاج أسرع
سيارة من فيراري (قبل طراز أف 12 برلينتا) لذا فإنهم لم يوفروا أي جهد في
سبيل تحقيق هذا الأمر ليتمكنوا مع 599 جي تي أو من بناء سيارة تستطيع
الدوران حول حلبة فيورانو بوقتٍ يقل ثانية كاملة عن الوقت الذي حققته أنزو.
وعلى عكس الطراز التقليدي من 599، فإنََ جي تي أو لن تستفيد من الأجهزة
الالكترونية التي تساعد السائق المبتدئ وتجعله يبدو كمايكل شوماخر، لذا
فإنَ من يقود جي تي أو عليه أن يتدبر الأمر بنفسه ليتمكن من استخراج الطاقة
القصوى من السيارة على أمل أن لا يعرَض نفسه للخطر في محاولاته هذه.
من
الداخل، يكفي أن يجلس السائق في مقعد القيادة المنخفض والمصنوع من الألياف
الفحمية واضعاً يديه على مقودها المكسو بمادة الاكنتارا متحسساً عتلات
تغيير نسب علبة التروس بأصابعه من ثم النظر الى الخلف لمشاهدة قفص الحماية
الذي يحمي الجزء الخلفي من المقصورة، ثم العودة الى الأمام متأملاً لوحة
القيادة والكونسول المصنوعين أيضاً من الألياف الفحمية، ليدرك أنه في سيارة
سباق مصممة لهدف واحد وهو السرعة.
أما
بالنسبة لجهاز المنيتينو، فهو متوفر بالاضافة الى التعليق الممغنط الذي
أثبت فعاليته في الطراز التقليدي من 599، الا أنه يعمل هنا بتناغم أكبر مع
باقي الأجزاء الميكانيكية، مما يعني منع أي انزلاق وتمكين السيارة من
الوصول الى أعلى درجات الالتصاق بالطريق، فيما يوفر نظام توجيهها دقة عالية
تجعل المحور الأمامي يستجيب لأي حركة ولو بسيطة من المقود، كما أنَ فيراري
لم تكتفي بهذا الأمر بل عمدت أيضاً الى رفع قوة المحرك بمقدار 50 حصان
اضافي تأتي من محرك من اثنتي عشر أسطوانة على شكل حرف في باللاتينية سعة
6.0 ليتر تصل قوته الى 670 حصان، في مقابل تخفيف وزن السيارة بمقدار 100
كيلوغرام عن وزن 599 جي تي بي القياسية. أما علبة التروس، فهي نفسها
المتوفرة في طراز 599 أكس أكس مما خفض وقت التعشيق الى حدوده الدنيا والتي
تبلغ 60 جزء من الثانية، الأمر الذي انعكس ايجابياً أيضاً على التأدية عبر
التقليل من الوقت اللازم للوصول الى سرعة 100 كلم/س حيث أصبحت تنطلق من صفر
الى 100 كلم/س خلال 3.35 ثانية قبل أن تصل الى سرعتها القصوى التي تبلغ
335 كلم/س.
وبالرغم من كل هذه التقنيات المتطورة، الا أنَ أفضل ما
في 599 جي تي أو هو أنها توفر متعة قيادة رياضية خالصة بعيدة عن التعقيدات
الالكترونية ودائماً في سيارة عصرية حديثة موجهة الى السائقين الذين
يتمتعون بقدرات عالية.
مواضيع ذات صلة
- مرسيدس أس أل أس أي أم جي جي تي
- أف تي-86 من تويوتا في معرض دبي للسيارات
- الطاير للسيارات تفتتح صالة عرض جديدة لسيارات فيراري ومازيراتي في دبي