ولائـم رمضـان.. واجـب ام استعــراض؟
ما ان يحدد موعد لوليمة او دعوة افطار حتى تتبارى السيدات من
امهات وزوجات وصديقات لاثبات مهاراتهن وقدراتهن على انتاج واخراج افضل
الموائد الشهية والغنية بما لذا وطاب من مأكولات وحلويات خلال الشهر
الفضيل.
لا احد ينكر ان رمضان موسم للولائم والعزائم، فتقول نهى ابو حمدة، انه
برغم عنائها المستمر طوال الشهر الفضيل مع مسلسل الولائم الا انها لا
تتخيل رمضان بدون دعوات للاهل والاحبة والاصدقاء على مائدة الافطار.
واعترفت كذلك انها تنسى التعب والوقوف لساعات في المطبخ بمجرد سماع عبارة « تسلم الايادي» بعد تناول الطعام.
وتضيف ابو حمدة انها تفضل اكثر ان يكون رمضان شهر الطاعات والعبادات
والتقرب إلى الله بدل من ان يكون شهر الولائم والوقوف في أرضية المطبخ
لتجهيز موائد، الا ان العرف الاجتماعي وحتى الديني جعل اللمة والوليمة بشهر
رمضان المبارك بدعوى صلة الارحام.
فيما تعترف ناهدة عبد الجبار ان تغير الزمان نال من اهدافنا في اعداد
هذه الموائد والولائم بحيث بات الاستعراض هدف يسعى اليه البعض من خلال
الدعوات التي يوجهها والموائد التي يحضرها.
وتضيف عبد الجبار ان المرأة هي الاكثر تعبا في رمضان فالى جانب الصوم
والعبادة هي من تتحمل مسؤولية افطار الاسرة والمدعوين وكل ما يتعلق بحصولهم
على اطباق صحية ولذيذة ومشروبات وحتى حلويات بعد نهار صوم طويل.
عبدالجبار استدركت في حديثها قائلة ان جلوس الاسرة والمدعوين بنهاية
المطاف على مائدة واحدة بانتظار كلمة «الله أكبر»، تبعث في نفسها رغم تعب
الاعداد لهذه الجمعة، فرحة وراحة سيما بعد اقبال الصائمين من المدعوين على
جميع أصناف الطعام التي جهزتها.
تقول ريم سواحري اخصائية علم الاجتماع ان ولائم رمضان لها فوائد رغم
كل شيء، ومن وجهة نظر اجتماعية تقول سواحري ان اللمة الحلوة، وتقريب
البعيد، ورؤية القريب، والونس مع الأقارب والأحباب، والأكل اللذيذ، وحتى
الوعد بلقاء عاجل عند آخر قريب، قبل انتهاء الشهر الكريم، كلها امور
ايجابية نحتاجها في ايامنا هذه اكثر من ذي قبل بسبب الفرقة والبعد الناتج
عن مسببات عديدة ادت الى تدهور العلاقات الاسرية والاجتماعية عموما.
وتضيف سواحري ان البعض يرى في الولائم الرمضانية إسراف وتبذير، وقد
يكون الامر صحيح اذا تم تنظيمها من اجل الاستعراض والتباهي بالعديد من
الأصناف التي تدفع فيها مبالغ طائلة، وبعد ذلك قد نلقي بكثير منها في سلة
المهملات.
في حالات مشابهة تؤكد الاخصائية الاجتماعية رفض هذه الدعوات بل من
الممكن أن تدفع تكاليف هذه الولائم لصالح جمعيات خيرية أو ان يتم التبرع
بها لصالح الأسر الاقل حظا.
وتفضل سواحري الوسطية في موضوع الولائم بين الناس وقبول الدعوات
وتنظيمها بحيث توفر هذه الوقت والمال وتحقق الهدف المنشود باللمة والصحبة
من خلال التشارك في اعداد هذه الولائم وعدم اثقال كاهل اسرة واحدة بالامر.