عبرت العديد من الفتيات في الاردن عن استيائهن بسبب ازدياد ظاهرة
المعاكسات وتلطيشهن بعبارات غريبة ومنبوذة أصبحت على ألسنة الشباب حيث باتت
هذه الظاهرة منتشرة وبشكل كبير، وأصبح الشباب يتقنون فن المعاكسة وابتكار
المفردات.
الشباب يدافعون عن أنفسهم ويضعون اللوم على الفتيات وما يرتدين من
موديلات اعتبرها الشباب لا تتلاءم ومجتمعنا الشرقي وتشجعهم على التعليق
والمغازلة، في حين اعتبرت الفتيات بعض الشباب مرضى نفسيين.
وقالت الشابة نيفين نوافلة تعتبر هذه الممارسات دخيلة على مجتمعنا
واعتبر أنها مرتبطة بالتنشئة الأسرية للشباب ما ينعكس على سلوكهم السلبي،
أشعر بالمضايقة عندما اسمع تعليقات خاصة أننا في مجتمع شرقي تحكمنا فيه
عادات وتقاليد وقيم أخلاقية، وباعتقادي أن الشباب الذين يستخدمون هذه
الأساليب في المغازلة وتلطيش الفتيات يعانون من اختلالات نفسية معينة.
وقالت مها القبلان اعتقد أن الأفلام والأغاني لها تأثير على طريقة
تفكير الشباب ما ينعكس على سلوكهم فيجدون المغازلة وسيلة للتباهي أمام
أصدقائهم، واعتقد أن هذا تعبير عن الكبت النفسي الموجود عند الشباب والذي
يعبرون عنه بهذه التصرفات .
وفي ذات السياق قالت روجينا حداد انه يجب أن يقتنع الشخص بأن حريته
تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين وبرأيي أن التنشئة الأسرية لها دور كبير في
توجيه طاقات وسلوك الشباب، وقالت: أصبحت أخشى الذهاب إلى الأسواق والمولات
لما نتعرض له من تلطيش وعبارات وتعليقات غالبا ما تكون مقززة.
ورأت إيمان عكور أن هناك بعض فتيات يتعمدن ارتداء ملابس تثير الشباب
ويستمتعن بالمغازلة ويعتبرنها وسيلة للتباهي أمام الفتيات بعدد المعجبين،
كما ويتعمد بعضهن إلى القيام بتصرفات تثير الشباب للتعليق عليهن حتى يرضين
غرورهن متناسيات العادات والتقاليد ، ومثل هذه التصرفات تدل على بعد الوازع
الديني في شخصية بعض الشباب والفتيات وعدم مقدرتهم على تحمل المسؤولية.
وقال المحامي إحسان بطاينة لا بد من تنشئة الجيل الجديد على الاختلاط
منذ الصغر وبث القيم والأخلاق الاجتماعية الكريمة حيث أصبحت هذه السلوكيات
تشكل ظاهرة مزعجة لدى كثير من العائلات خاصة الذين يذهبون إلى الأماكن
العامة حيث يتواجد مثل هؤلاء الشباب مما يجعل هذه الأماكن غير مرغوبة لدى
الكثير من العائلات.
الشباب فرح الفرح قال : ليس لدي مانع من المغازلة ضمن حدود مع ضرورة
عدم خدش الحياء العام ولا استخدم ألفاظا تتعارض مع التربية والعادات
والتقاليد ، وأرى شبابا يستخدمون تعليقات سخيفة ويتعمدون مضايقة الفتيات
بالكلام والسلوكيات غير اللائقة لكن يجب الاعتراف أن مثل هذه التصرفات
أصبحت تمارس من قبل بعض الفتيات .
ويرى صالح الطاهات أنه يوجد فتيات تستحق المعاكسة السلبية لما يرتدينه
من لباس غير محتشم ويقول : أرى فتيات في الجامعة يتنافسن في ارتداء ما لا
يتناسب ومجتمعنا الشرقي وكأننا في مسابقة للأزياء وهناك فتيات لا يتأثرن
بالكلام والتعليق مما يجعلنا نزيد من المعاكسة لأنها تستحق ذلك، واعتبر
المغازلة والتعليق طريقة للتعرف على الفتيات .
وقالت مختصة علم الاجتماع هنادي حمدان إن تصرفات الشباب لا تنتج من
فراغ بل هي انعكاس لعملية التربية والتنشئة الاجتماعية وعند وجود خلل في
دور الأسرة التربوي يؤدي إلى اكتساب الشباب عادات وأساليب من الشارع .
وأضافت أن عامل الفقر والبطالة يؤديان إلى الإحباط والكبت ويظهران
على شكل سلوكيات غير صحيحة في تفريغ الطاقات الجسمية والفكرية ، ونوهت إلى
وجود عوامل بيولوجية تدعو بعض الشباب إلى ممارسة هذه التصرفات غير المسؤولة
.
ونبهت من آثار هذه السلوكيات التي ستؤدي إلى خوف الفتيات وعدم الثقة
بالزملاء والأصدقاء وعدم الرغبة في الخروج من المنزل بسبب نظرات الشباب
والتعليق عليهن. الراي